عندنا في دمشق الشام إجماع من السادة مشايخ الحفاظ والحاملين لكتاب الله (القرآن الكريم )
على أن الشيخ الحصري هو أفضل قارئ مصري
من حيث ضبط مخارج الحروف و أحكام التجويد
زيادة على هذا وذاك أنه قد أدرج علم النغم تحت سلطان أحكام التجويد والتلاوة لا يحيد عن ذلك بشيء .


و إليكم يا سادة ما نقل عنه رحمه الله :


قبل ستٍّ و ثلاثين سنة
كانت وفاة الشيخ محمود خليل الحصري ، و ما زلنا نسمع صوته الشجي يتلو المصحف !


كان والده خليل السيد يشتغل بصناعة الحصير، فلُقِّب ( بالحُصري ) .

و كان كلما وجد مصلّى بلا حصيرة ، أو مفروشاً بقش الأرز، هرع إليه و فرشه بالحصير الجديد ، و كانت المصلّيات آنذاك تُفرش بالحصير .


حتى جاءته الرؤيا العجيبة !! .


رأى عمودَه الفقري يتشكل و يتدلى عنقوداً من العنب ، و الناس تأتي جماعات جماعات
يأكلون من عنقود العنب ،
وعنقود العنب لا ينفد !! .


و لما تكرّرت الرؤيا
ذهب لأحد الشيوخ و قصَّها عليه ، سأله الشيخ إن كان له ذرية
قال : ولدي محمود عمره عامان
قال الشيخ : ألْحِقه بالأزهر ، يتعلّم العلوم الشرعية ،فسوف يكون له شأن كبير.
وقد كان !!!!
ألحَقَه بالأزهر وختم محمودُ القرآنَ في عمر الثامنة، وكان أوّلَ من سجّل المصحف المرتل في أنحاء العالم بطريقة رواية حفص عن عاصم،
وكان أوّل من رتل القرآن الكريم في الكونجرس الأمريكي وفي قاعة هايوارت المطلة على نهر التايمز في لندن، وأذّن لصلاة الظهر في الأمم المتحدة.
توفي رحمه الله في ٢٤ نوفمبر سنة ١٩٨٠م .
ولا نزال نأكل من عنقود العنب
وعنقود العنب لا ينفد !!!!
غفر الله له ، ورزقنا ذرية طيبة ووفقنا لما يحب ويرضى .


سبحان الذي لا يُضيع أجْرَ من أحسن عملاً.
أحسن الوالدُ بفرش المساجد ، فنشر الله صوت ابنه في أنحاء الأرض .
لا تستصغر عملاً أردتَ به وجهَ الله .