الثلاثاء ٢٢ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٦، بقلم فاروق مواسي


قبل أن نتحدث عن زيادة الواو أود أن أذكّر بنقص الواو في كلمة (داود)، فنحن لا نكتب واوين بسبب شهرة الاسم أو بداعي التخفيف، بل أرى أن من يكتب (داهود) بعيد هو عن اسم النبي/ الملك داود.
وهناك من يكتب (طاوس) بواو واحدة وهو الأصح.


زيادة الواو:


1- تزاد الواو في كلمة (أولَـى) الإشارية، فنكتب: أولئك، حيث نلاحظ هنا أن الواو زيدت مع أننا لا ننطق بها، بينما الألف حذفت مع أنها منطوقة.


نزيدها أيضًا في (أولاء)- ولكنها إذا سُبقت بهاء التنبية لا نزيدها= هؤلاء.


- انتبه إلى أن (الألى)- بمعنى الّذين- الاسم الموصول لا تضاف إليه الواو:


يقول مجنون ليلى:


محا حبها حبَّ الأُلى كنَّ قبلها
وحلّت مكانًا لم يكن حُلَّ من قبل
2- تزاد الواو في كلمة (أولو) بمعنى أصحاب: إنهم أولو بأس شديد، وهي ملحقة بجمع المذكر السالم، فنقول: قرأت لأولي العلم شروحًا كثيرة.


3- تزاد الواو في كلمة (أولات) بمعنى صاحبات الملحقة بجمع المؤنث السالم: كرّمنا أولاتِ الفضل.


زيادة الواو في كلمة (عمْرو):


في كتابي (قطوف دانية في اللغة العربية)، ج1 ص 19- 21 تناولت باختصار زيادة الواو في الاسم (عمْرو)، وذكرت هناك فكاهات في الموضوع.


اللفظ (عُمْر) أو (عَمْر) وجمعهما أعمار بمعنى مدة الحياة، وقد سمت العرب عَمْرًا تيمنًا بأن يعيش حياة طويلة.


غير أني أعود هنا للموضوع بعد أن توجه الكثيرون لي في السؤال عن كتابة (عمرو) ومتى تزاد الواو، وعليه سأضيف بعض ما يستلزم الإبانة:


تزاد الواو في آخر (عمرو) مرفوعة أو مجرورة للتفريق بين الاسم وبين الاسم (عُمَر)، وبدئ بذلك في وقت لم يكن الشكل قائمًا، قال عمرٌو ...، وإلى عمرٍو...


كما تزاد الواو في (عمرو) في الاسم المنصوب غير المنوّن: استشار معاوية عمرَو بنَ العاص. أما الاسم المنون فلا تزاد فيه الواو لأن التفريق حاصل، وذلك بسبب كون الاسم (عُمَر) ممنوعًا من الصرف فهو لا ينوّن، ونحن نعرف كيف نقرأ: إن عمرًا داهية.


لأننا لو أردنا الخليفة عمر لقلنا: إن عمرَ داهيةٌ.


سأل أحدهم: ولماذا زيدت الواو خاصة؟


والجواب: لو زيدت الألف لالتبست بالمنصوب، ولو زيدت الياء لالتبِس بالياء المضاف إلى ياء المتكلم.


يشترط في زيادة الواو الفارقة في كلمة (عمرو) ما يأتي:


* أن تكون الكلمة اسم علم، فإذا أردنا (عمْر) بمعنى اللحمة المتدلية من الأسنان، فلا نزيد الواو.


* ألا تضاف الكلمة إلى ضمير، وألا تصغَّر، وألا تُقرن بلام التعريف، وألا تكون منسوبة، ففي هذه الحالات لا نزيد الواو. وسبب عدم إضافة الواو هنا قلة الاستعمال.


* قد تزاد الواو بعد ميم الجمع التي أشبِعت ضمتها، نحو: إليكمو، عليكمو، وهناك من لا يزيدها.


مراجع:


أبو رزق: الإملاء الصحيح، ص 37.
حسين والي: كتاب الإملاء، ص 133.
عبد السلام هارون: قواعد الإملاء، ط3ـ ص 37.
عبد العليم إبراهيم: الإملاء والترقيم، ص 82.