منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1

    الانتخابات المحلية بين االحضور الفاعل للعشائر والغياب القسري للفصائل

    الانتخابات المحلية بين االحضور الفاعل للعشائر والغياب القسري للفصائل
    بقلم: عماد موسى
    من المعروف ان الانتخابات المحلية، قد تاخرت عشر سنوات تقريبا،مما نتج عنه تجميد ما هو قائم،وجعله مموجا وكريها لغياب التجديد،مما يعني أننا لا نحترم المدد والمواعيد الدستورية وأي تجاوز لولاية مدتها اربع سنوات ، دون المرور بالإجراءات المحددة؛ هو تعدي على مباديء المشروعية، وسيادة القانون، وسلب لارادة االشعب.
    وأما اليوم نشهد صراعا محموما بين الفصائل من اجل إعادة تشييد شرعيتها من القواعد الانتخابية، وعبر الصناديق،وليس عبر فرض سلطة الأمر الواقع.من هنا كان موقف حماس من الانتخابات هو:" هو القبول المفاجئ" كما يحلو للبعض تسميته، وقد بنى هذه الفريق تحليلاته على هذا القبول المفاجئ، متناسين ان حماس هي ايضا،تعاني من ازمة الشرعية بعد انقلابها على الشرعية، وهي بامس الحاجة إلى الانتخابات كي تجدد شرعيتها،لانها تدرك، ان احكام قبضتها على غزة أمر لن يطول كثيرا، ويراكم رفضها الانتخابات البلدية،من غضب الناس، ويزيد كرههم لممارستها،فهي احوج من فتح للانتخابات لتبرق للعالم انها فصيل اسلامي يقبل بالديمقراطية والتعددية وبنتائج الانتخابات، لأكثر من مرة وانها قابلة للتغيير في مواقفها، والدخول في قواعد اللعبة السياسية،من جديد،لذلك، وجدت في لعبة "المستقلين: التي مارستها فتح طوال العقود الخمسة الماضية، والتي من خلال هذه الاداة، تمكنت حركة فتح من إحكام السيطرة على منظمة التحرير،فهل تتمكن حماس من اعادة اللعب بهذه الورقة المحروقة،ومن الثقافة السياسية الموروثة،قد يرى البعض ان حماس قد تغامر باستعمالها هذه الورقة، فإن خسرت موقعا في انتخابات البلدية، فهذا لن يؤثر، لأنها تسعى إلى الفوز بمواقع هامة في الضفة الغربية،وهذا ما تريده،والذي اطلق عليه " ممارسة الاستفتاء بالصناديق" لاعادة تسويق نفسها فلسطينيا وعربيا ودوليا.
    من هنا، يأتي هذا الاهتمام الكبير من الانتخابات المحلية، لان الجميع بما فيهم حماس أن البلدياتليس كما يفهمه البعض خدماتية محضة بل،هي سياسية،ايضا.فمن الخدماتي يمكن النفاذ الى السياسي، والفوز في التشريعي والرئاسي. بحيث يتمكن الفائز بالانتخابات التشريعية من رسم السياسات التشريعية،وسن القوانين. وتشكيل الحكومة...الخ.فالبلديات تصبح اداة لتكريس هذا الحزب او ذاك، وجعله ممتميزا عن الاخر،عبر ملامسته هموم الناس واحتياجاتهم،فالنجاح على ارض الواقع يعزز مكانة هذا الفصيل او ذاك انطلاقا من تجربة الانتخابات البلدية، التي يمنحها الناخب ثقته ويزيد من دعمه له؛ لانه قد يولد لدى الناخب شعورا مبدئيا بالرضى انطلاقا من ان الفائز قد يباشر في عملية بناء المؤسسات وتنفيذ البرامج التنموية في هذه البلدية او تلك.
    وازاء ذلك نواجه سيلا من الاسئلة اهمها،هل ستكون الانتخابات البلدية، رافعة وطنية تساهم في بناء مؤسسات الدولة؟
    وهل ستكرس تجربة الانتخابات البلدية الوحدة الوطنية، بحيث تحافظ على تلاحم النسيج الاجتماعي، والوطني؟ ام ان نتائجها ستؤسس للاحتراب الاجتماعي، بحيث يتكرس الانقسام الاجتماعي والسياسي والثقافي رأسيا وافقيا؟.
    بحيث يتمخض عن نتائج هذه الانتخابات تكريس العائلية والعشائرية عبر اعادة المجمتع للاصطفاف على اسس قديمة يتم تجديدها والعمل بها ،بحيث يتناغم ذلك مع وجود القضاء العشائري الذي ستعززه نتائج الانتخابات البلدية القائمة على أسس عشائرية وعائلية،وهنا نتساءل هل الديمقراطية الفلسطينية، وصفة اجتماعية ام مدنية صالحة للاستعمال الفلسطيني؟
    وهل سنودع في الايام القليلة الماضية المجتمع المدني والقضاء المدني،وما هو مصير الاحزاب؟ هل ستعود في ايهابات قديمة لشكل الدولة العربية مع بدايات تشكل الدولة الاسلامية" "أموية او عباسية او فاطمية"،بحيث تتدثر بالدين فتتمكن من حكم المسلمين في فلسطين. ان الشعب الفلسطيني، وحركته الوطنية كانا يتطلعان وما يزالا مع الكل الفلسطيني بشغف الى اقامة دولة ديمقراطية،الا انه من الواضح للعيان ان الجينات الثقافية والاجتماعية اقوى علائقيا من العلاقات الحزبية داخل الحزب الواحد او بين الاحزاب نفسها،"فقد قال لينين:" ان العلاقة الاجتماعية اقوى من العلاقة التنظيمية" وفي الاسلام "الاقرباء اولى بالمعروف:" وفي الثقافة العربية"،
    وما انا الا من غزية ان غوت .....غويت وان ترشد غزية ارشد"
    وإن هذا ليتمظهر في تجليات الانتماء الى القبيلة والعائلة، وليس للحزب او الوطن،بعد ان تمكن قادة الاحزاب من عشرنة الحزب،وهنا السؤال الملح، اين هي الهوية الوطنية الفلسطينية في ظلال الردة الى الواقع القبيلي والذي هيمن على فلسطين طوال عقدين ونيف، او ليس من الاجدر بالحركة الوطنية الفلسطينية الاعتذار للقبائل الفلسطينية، لأنها لم تتمكن من توحيدها أو صهرها في بوتقة واحدة اسمها الهوية الوطنية الفلسطينية،.اننا مقبلون على تشظيات خطيرة تؤدي إلى عملية طرد مركزي للشباب المؤمن بالديمقراطية،وباقامة مؤسسات الدولة،بحثا عن اماكن جديدة يحققون فيها ذواتهم ، اذا كان هذا هو الحال الفلسطيني السياسي، فهل في ظل التحول الدراماتيكي الفلسطيني وارتداداته العائلية والقبيلية، سوف يلتفت الى قضايا المرأة،والعمل على تمكينها من الوصول الى مراكز صنع القرار، في ظل استشراء ثقافة الذكورة في المجتمع القبيلي،وان اقصاء المرأة واستبعادها واكراهها،يعد من أهم من مستلزمات الاطباق على المفاصل الاجتماعية،وبهذا يتنسنى للمجتمع الذكوري من اعادة التحكم والسيطرة بالمراة، وجرها إلى مربع الجهل، وحرمانها من التعليم؛ لأن الالوية ستكون للذكور،وسيصار الامر إلى التوسع في الزواج المبكر للبنت بقصد جعلها جليسة المنزل، مبكرا للحفاظ على شرف العائلة أولا، ولمنح الذكر امتياز التعليم والعمل وحرية الخروج، فإلى أي منعطف يتجه المجتمع الفلسطيني؟
    بتنا نفقد التفاؤل، ونقتلع الامل بايدينا ؟فما هو الفيروس الذي اصابنا؟ هل هو جنون السلطة وامتيازاتها؟ على اعتبار ان غالبية المجتمع الفلسطيني ينتمون الى الريف الفقير المحروم من التنمية، طوال الحكم العثماني والانتداب البريطاني وفي ظل الوحدة مع الاردن وكذلك تحت نير الاحتلال ، فاوسلو الطفرة لم يكن بمقدورها ردم سنوات الحرمان والجهل والتخلف،لذلك وجد غالبية افراد المجتمع الريفي ضالتهم في السلطة على اعتبار انها الفرصة الاسهل والاكثر توفرا ، لتحقيق المصالح المالية والادارية ولانها الفضاء الاوحد لممارسة السيطرة والنفوذ الاجتماعي والاقتصادي، لهذا تصبح السلطة الية اقتصادية واجتماعية وسياسية وهدفا قابل للتحقيق،وليس وليس بناء مؤسسات الدولة هو الهدف،لان السلطة تعوض عن حجم الحرمان المركب.فاليوم بات المجتمع احوج الى دراسات اجتماعية وسوسيولوجية وسوسيوثقافية،ودراسات "تحليل الخطر". للخروج من حالة التدهور الحالية. انطلاق من السؤال، هل الانتخابات البلدية -مهما وصفناها بعبارات المديح والثناء بالاستعانة بقاموس المديح الثقافي العربي، هي حالة للاعلان عن موت العمل الحزبي في فلسطين،وموت الديمقراطية واللبرالية،وأن فلسطين ستشهد في المستقبل تحولا في جميع الاطر النقاباية والتي سوف تتحول الى مجمعات عائلية، واقتصادية وامنية واجتماعية تتواشج وفقا لمصالحها وارتباطاتها مع مصالحها في الداخل ،الخارج.
    ان الحقيقة المرة التي نتجرعها يوميا،والواقع المؤلم الذي نعيش فيه، في ظل فقدان النوايا الصادقة والارادة الحقيقية للتغيير عند الاحزاب بمعالجة المشكلات ومواجهة التحديات بدلا من سياسة الهروب الى الامام.اننا ندرك جميعا ونغلق اعيننا بايدينا معتقدين ان الامور ستمر بسلاسة،وكما هو واضح، فكلنا يرى الذئب وكلنا نقص في اثره، باستعمال النزعة التبريرية الجاهزة لتوجيه التهمة الجاهزة ايضا للاحتلال، فهو حمالة هزائمنا التاريخية،وشماعة ازماتنا الفردية،والجمعية. ومع ذلك نتوجه بالسؤال كيف تمكنت شعوب اخرى من تجاوز ما خلفه الاحتلال من كوارث،وكيف تمكنت من الانبعاث من جديد؟
    فهذه التجارب يذكرها الفلسطينيون على سبيل التثاقف، لا التثقيف،ويمارسها متوهمو المعرفة والثقافة على سبيل الاستعلاء الثقافي.
    لفقد كان من الاجدر للفصائل ان تقوم بتحليل الخطر،خطر التعصب القبلي المحول على العصبية الدينية. بدلا من تسعير الخطر، أن الفصائل تدرك ما "اوكت يداها" وتعرف انها إن هي شاركت فمن الصعب التراجع؛وذلك لأنها إن تراجعت سوف لن تعود الى الواجهة السياسية، وستفقد الكثير مما راكمته من انجازات، وتسعى الى المحافظة عليه باي شكل. وان كانت فاتورة المحافظة على المكتسبات باهظة، ثمنها قضية ووطن وشعب ومستقبل، فنحن منتمون الى ثقافة "اللهم نفسي ونفسي" وصولا للعائلية "اللهم نفسي واخي" ووصولا للقبيلية، ويمكننا التنبؤ بنتائج الانتخابات المحلية وفقا لسلم المتغيرات الاجتماعية والسياسية وهي:
    اولا:تراجع العمل الحزبي والفصائلي تراجعا دراماتيكيا،وهنا ينبغي على الفصائل ان تتوقف وتعيد تعؤيف نفسها من جديد،لانها غير سائرة على برامجها السياسية،وقد تخلت الفصائل عن وظائفها التي ولدت لتحقيقها،وهي اليوم تقف اماما وظئف جديدة غير قادرة على تبينها،

    ثانيا:عزوف الشباب الفلسطيني عن الالتحاق بالاحزاب الموجودة سواء احزاب منظمة التحرير ام الأحزاب الإسلاموية.لانها فشلت جميعا في تحقيق برامجها الانتخابية، وبرامجها السياسية والاقتصادية، ثالثا:هجرة الشباب في المرحلة المقبلة الى الخارج للبحث عن امور ثلاث: اولا،العمل، ثاتيا،الامن الشخصي، ثالثا عن جنسية. اي البحث عن البديل القائم القبلي وعن الهوية الوطنية بهوية جديدة،وهويرى حاملي الجنسية المزدوجة هم من يتمتع بالاثرة والحظية والامتياز والسطة والمال، ثانيا:تراجع وضع المرأة الى الدرك الاسفل وستكون انجازات المرأة الفلسطينية مجرد شمعة في السنوات الماضية قبل الانتخابات المحلية. وهذا يكشف زيف برامجنا السياسية وعجزنا الفعلي في رفع شأن المرأة بوصفها اولى الروافع الوطنية،وانها بلاغيا حارسة نيران الذكورة القبيلية الدائمة،وتكشف مرارة تحولنا، واننا نعتز بالمضمر الثقافي والاجتماعي، ونرحب بكل عودة للتاريخ وللموروث وبالماضوية، فلا يعنينا التوجه نحو المستقبل، لاننا نأمل قبل ان تقوم الساعة،بالعودة الى عصر الحريم "عصر الاماء والجواري" قبل الوصول الى ضفاف الجنة في رحلة تحقق لملاقاة الحور العين.

  2. #2

    رد: الانتخابات المحلية بين االحضور الفاعل للعشائر والغياب القسري للفصائل

    مازلنا نأمل بانتخابات نزيهة في كل البقاع فهل مازال هناك؟
    تحيتي أستااذ عماد وكل عام وانت بخير

المواضيع المتشابهه

  1. مسرحية اسم الفاعل وأصدقائه/تعلمية
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى - فرسان أدب الأطفال
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 12-01-2021, 10:50 AM
  2. النهضة بين الفاعل والمفعول به
    بواسطة فتحي العابد في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 11-19-2016, 05:17 PM
  3. عبد الفتاح القصرى
    بواسطة د. حازم خيري في المنتدى أسماء لامعة في سطور
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-30-2014, 02:37 AM
  4. الفاعل ليس بالضرورة من قام بالفعل ، عبد الرحيم محمود
    بواسطة عبد الرحيم محمود في المنتدى فرسان الإعراب
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 07-11-2011, 02:22 PM
  5. المسرح الشعري بين اللامبالاة والغياب
    بواسطة ملده شويكاني في المنتدى شؤون القصة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-31-2009, 05:41 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •