سجن الهوى
راحت تـنـادي للهــوى شـفتاكا وتصيحُ ، قد جـنّ الحلا بسماكا
يا سيـدي يا من تطــالعُ بالهوى أسعد لحـاظـك وابتسم لنراكــا
تترنّم الألحـان في عبق الدّجـى فارشـف عبيـراً وانفـرد بشذاكا
واعشق فإنّ الحــبّ أكبـر مغنمٍ فيه الجمال ومنـه نبــع رضـاكا
أتـرى الزّهــور برقــةٍ تـتبـسّـــم يـا سعدها سقيت بقطر نـداكا
وفراشــة ببـهــائـهـــا مـغــرورة فإذا مررت تقـول مـن هو ذاكا
وتحوم حولك في سكـون علّهـا تـلقـى التّــودّد أو تنـال صفـاكا
فإذا ابتـسمت تــناثـرت صيحاتُها إنّـــي أُزيّـن روعـــة بــحـلاكـا
قـد أبدع الخـلاق فيمـا قد خـلق جعل الشّفاه بسحره تـتحاكى
وبــه من النّظـرات مـا تـحتلّنـي فـأطير حلمـاً مع ريــاح سناكا
لا الأرض أرضي تحتويني بعدها وســماء لـيلي تــختفي بثـراكا
فوقعت في أسر وما أسكنتني إلا بــروضٍ من غـــرام هــواكا
يا خير سجان ويا قاضي الهوى لو طال سجني فالسّنين فداكا
يا عاشقي يا ليت شعري أسهماً لـيصـيـب كــلّ مـخادع أغــواكا
إنّ الطّيـــور الجارحــاتِ لتزدهـي بــغزال حقلٍ قـد أصيبَ شـباكا
فاترك وحوش الغاب واركض نحونا فإذا عطشت سأستعيد شفاكا
نهــرٌ هــو القلــبُ الــذي أحبـبـتـه يــروي وروداً أيــنعــت بــربـاكا
يا لحنـيَ المشتاقُ يـا وتــر الغــنا يـا لــذّة الطّرب الأصيـل نِـداكــا
فــإذا تــرانـيـمي عـلت أنـغامــها فاسعد فإني ما عزفت سواكا
لبنى عابدين