بداية الطريق .. اعادة تشكيل الذهنية


--------------------------------------------------------------------------------



بداية الطريق .. اعادة تشكيل الذهنية

عبدالصمد زيبار

إنها النقلة التصورية عند عماد الدين خليل و اعادة بناء تصاميم الذهنية الاسلامية عند عمر عبيد حسنة وهو التأسيس الثقافي عند ابراهيم البليهي و الثورة المعرفية و النهضة الثقافية و البعث المعرفي و غيرها من التسميات لشيء واحد وهو إعادة تشكيل و تصميم و تأسيس الذهنية الثقافية و المعرفية للمسلمين.
وهو عنصر أساسي في موروثنا الأصيل

فالقرآن الكريم يؤصل لهذا المفهوم في آيات كثيرة منها :
قوله تعالى :
( أقرأ باسم ربك الذي خلق) العلق
( إنما يخشى الله من عباده العلماء) 35 / فاطر
( يرفع الله الذين آمنوا منكم و الذين أتوا العلم درجات) 58 / المجادلة
(قل هل يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون) 10 / الزمر
( وقل ربي زدني علما) 20/ طه

ثم إن الصحوة الاسلامية المعاصرة قامت على أساس تجديد الفهم و الفكر و التدين و الثقافة الاسلامية

لكن رغم كل هذا ما زلنا نعاني من :

* هزالة الانتاج و التأليف و الابداع الفكري و المعرفي الجيد بعد جيل الرواد المؤسسين و المنظرين
* تراجع مظاهر التثقيف حتى عند أبناء الصحوة الاسلامية خصوصا عند فئة الشباب الجيل الصاعد و أمل الغد
* تفشي الثقافة السلبية و الأمية الثقافية مع تظخم للثقافة النمطية و الوثوقية وهي ثقافة الحزب و الجماعة التي ينتمي اليها الفرد مما يسهم في محدودية الرؤية و ضعف البناء
إذن فأين الخلل؟
لما أصيب البناء و الناظم الفكري و الثقافي المعرفي الاسلامي بالتشوه و الحياد عن الصواب و المنهج القويم , و عندما فقدت الذهنية الاسلامية و الثقافة الجمعية للمسلمين البوصلة و النهج المبين بدأت النمطية و التقليد و التبعية للآخر من الاجداد و الماضي أو الآخر الغرب صاحب حضارة اليوم تأخذ مكانها في تشكيل المعرفة و الثقافة للمسلمين, تبعا لهذا التراجع الثقافي المعرفي تراجع العطاء الحضاري للأمة و برز الانحطاط الفكري و التخلف الاجتماعي و الانهزام النفسي و التبعية العمياء و لعل درجة الانتاج و الابداع تمثل أحد مقاييس هذا الوضع.
و المشكل لا يبرز و يعالج بمقال أو بحث و إنما باشاعة نفس ثقافي عام بين النخب ثم العموم,يسري في كيان الأمة و الشعوب ,يأثت مناخا ثقافيا و عالما من الأفكار و المعارف يكون بمثابة محضن للصحوة و الإصلاح و النهضة والتطوير و البناء الحضاري.
إذن فالعامل الثقافي على درجة عالية من الأهمية في أي مقاربة للانحطاط و النهوض
يقول عمر عبيد حسنة ( بعض المسلمين اليوم مكوناتهم الثقافية ثمرة للسقوط الحضاري و العجز العقلي) و هذا واقع كثير من المثقفين اليوم.

إذا ما اتفقنا على اهمية ما ذكر
تبقى هناك أسئلة تفرض ذاتها :
ما هي لامح هذه الذهنية؟
ما السبل لإيجاد و بث هذه النفسية و الذهنية القويمة في الأمة؟