ألا سحقا للقتل والدم .. فالإسلام من ذلك براء ...
هشــام الخـاني
والله ماكرهت شيئا في حياتي مثلما كرهت التطرف. ولكم كان جدالي شديدا كل مرة مع كل متنطع جعل من الدين وسيلة لإثبات نفسه وقد علم أن الله هو الرفيق الذي ارتضى للناس هذا الدين، وأمر بالرفق في الأمر كله عبر الوحيين من الكتاب والسنة. ولايكاد حديث من أحاديث رسول الله الا ويحمل المعاني الصريحة والضمنية التي ترتكز على الرفق وحسن الخلق وطيب التعامل مع الناس. ولقد أمر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بالتيسير ونهى عن التعسير والتنفير. وإن الإسلام براء من القتلة الذين يسفكون دماء الأبرياء هنا وهناك. فعندما يقال بأن المسلم يقتل أو يسفك فإن ذلك يكافىء أن نقول بأن الحمل صار مفترسا فاتكا والوحوش المفترسة أمست وديعة ترتجف أمامه خوفا ووجلا.
أن المبدأ يدل على متبعيه. ولئن وجدت مناقضة للفطرة بأن صار الإنسان يؤمن بشيء ويأتي بعكسه، فإننا نكون أمام احتمالين: أولهما أن سنة الله تبدلت وأن الفطرة تغيرت .. وهذا مالم نشهد له أثر. أو أن يكون هنالك من انتحل صفة الاسلام، وبدأ يعيث في الأرض فسادا مستغلا جهل الأمم بهذا الدين ذي المبادىء السامية .. وتلك هي الحقيقة. وهنا وجب على المتفكر أن يدرك أبعاد ذلك الاستغلال المختلط بالتلفيق والكذب. وأن يستقرىء وجود دعامات تقويه وتنمي ركائزه، وذلك مافعله المفسدون من خلال تشكيل الجماعات المتعطشة للدم لتنضوي تحت اسم الإسلام.
ان الذي يدعي بأن الماء مضر بالصحة لابد له من أن يسمم الماء حتى يقتنع الناس بنظريته. لكنه مهما سمم من الماء، ومهما خدع الناس، فإن الحياة تتطلب الماء، ولعل الحياة أشد حاجة إلى نظام عادل رفيق رقيق يؤمن بحرمة دم الانسان، ويحمل في كل ثناياه الحب والرحمة أكثر من حاجتها الى الماء. وعليه فلا بد للحقيقة أن تنجلي، ولابد للفتنة أن تتعري، وستدرك البشرية ماهية الإسلام النفيسة الكريمة، وتلك هي سنة الله التي لاتتبدل ولاتتحول.
....