بنات الرياض في الصحافة الألمانية



صدرت في ألمانيا شهر مايو/أيار الماضي أول ترجمة أجنبية لرواية "بنات الرياض" للكاتبة السعودية الشابة رجاء الصانع (25سنة) عن دار النشر بيندو الألمانية، جاءت في 350 صفحة من القطع الصغير، وقامت بنقلها إلى الألمانية المترجمة الألمانية "دوريس كيلياس"، التي سبق وأن ترجمت بعض أعمال الأديب المصري الراحل نجيب محفوظ.
أثارت رواية "بنات الرياض" عند صدورها لأول مرة سنة 2005 في لبنان عن دار الساقي جدلاً واسعاً لأنها تطرقت بشكل علني و مباشر إلى العالم السري للنساء وللفتيات وإلى عالم الجنس في مجتمع عربي إسلامي محافظ كالمجتمع السعودي.

حظيت الترجمة الألمانية باهتمام ملفت للنظر من طرف وسائل الإعلام الألمانية، وبخاصة المكتوبة منها، هذا الاهتمام فاجأ الكاتبة الشابة نفسها، حيث عبَّرت في حوار لها مع الصحفية "جينفر فلتون" عن انبهارها بالاحتفاء الذي خص به الإعلام الألماني روايتها الأولى، ويبدو أن هذا الاهتمام الإعلامي مرده ربما إلى حساسية الموضوعات التي تطرقت لها الكاتبة رجاء الصانع بجرأة كبيرة من قبيل "الحب" و" الجنس" و " الشذوذ الجنسي" في مجتمعها المحافظ.

اختارت أغلب الصحف الألمانية عناوين المثيرة ومغرية في تقديمها لهذه الرواية السعودية للقارئ الألماني؛ ففي المجلة الألمانية الشهيرة "شتيرن" وصف "كريستوف فيشمان" هذه الرواية بــ "الكتاب الخطير جداً حول الحب في الرياض"، بينما اعتبر الكاتبة رجاء الصانع "متمردة قادمة من الرياض.. تلقت رسائل تهديدية بسبب أسلوبها السردي الجريء"، أما "كلاوديا أوترمان" فتحدثت في جريدة "هامبورغر أبندبلات" (الصادرة بمدينة هامبورغ) بإسهاب عن "كتاب الغرام الممنوع في السعودية" حول "الحب التعيس الفاشل". أما جريدة "برلينر مورغن بوست" (الصادرة في برلين) فقد وصفت "بنات الرياض" بالرواية المحرمة، ووصفت الكاتبة بالشجاعة مثل "شهرزاد"، حينما "أزاحت الستار في روايتها عما هو مسكوت عنه في مجتمعها".
أما جريدة "برلينر تسايتونغ" (الصادرة أيضاً في العاصمة الاتحادية برلين) فقد اعتبرت أن هذه "الرواية الخطيرة" قد كانت بمثابة "فضيحة في العالم العربي", حينما تجرأت صاحبتها على الحديث بشكل مباشر وصريح حول " أحلام الفتيات في المجتمع السعودي, في مجتمع يتم فيه التفرقة بين الرجل والمرأة، وتمنع فيه المرأة من حقها في قيادة السيارة والانتخاب"، بينما وصفت جريدة "باديشه تسايتونغ" (الصادرة في مدينة فرايبورغ) أن "الكاتبة الثائرة" قد تحدث بشكل علني عن "طابوهات طالها التكتم والتستر لسنوات طويلة في المجتمع السعودي كالزواج القسري والشذوذ الجنسي...".

ويلاحظ أن أغلب الصحف الألمانية قد سعت إلى تقديم "بنات الرياض" كرواية فضائحية على حساب إبراز مضامينها الأدبية ومقوماتها السردية كعمل أدبي واقعي بالدرجة الأولى.
وتجدر الإشارة أنه صدرت أيضاً في منتصف هذا الشهر الترجمة الهولندية لهذه الرواية السعودية، قبل أن تصدر الترجمة الإنجليزية التي كان من المتوقع صدورها مباشرة بعد ظهور الترجمة الألمانية.

تقديم: زهير سوكاح