ســر الرغبة المشتعلة !

--------------------------------------------------------------------------------

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

يقول دنيس ويتلي مؤلف كتاب سيكولوجية الدوافع: " تتحكم قوة رغباتنا في دوافعنا وبالتالي في تصرفاتنا " .

سأقصّ عليكم قصة شاب ذهب إلى أحد حكماء الصين ليتعلم منه وسأله :

"هل تستطيع أن تذكر لي ما هو سر النجاح؟"

فرد عليه الحكيم الصيني بهدوء وقال له :

"سر النجاح هو الدوافع" .

فسأله الشاب :

"ومن أين تأتي هذه الدوافع؟"

فرد عليه الحكيم الصيني :

"من رغباتك المشتعلة" .

وباستغراب سأله الشاب :

"وكيف يكون عندنا رغبات مشتعلة" ؟

وهنا استأذن الحكيم الصيني لعدة دقائق وعاد ومعه وعاء كبير مليء بالماء وسأل الشاب :

هل أنت متأكد أنك تريد معرفة مصدر الرغبات المشتعلة؟

فأجابه بلهفة: طبعـاً .

فطلب منه الحكيم أن يقترب من وعاء الماء وينظر فيه، ونظر الشاب إلى الماء عن قرب وفجأة ضغط الحكيم بكلتا يديه على رأس الشاب ووضعها داخل وعاء المياه!!

ومرت عدة ثوان ولم يتحرك الشاب، ثم بدأ ببطء يخرج رأسه من الماء، ولما بدأ يشعر بالاختناق بدأ يقاوم بشدة حتى نجح في تخليص نفسه وأخرج رأسه من الماء ثم نظر إلى الحكيم الصيني .. وسأله بغضب :

"ما هذا الذي فعلته؟"

فردّ وهو ما زال محتفظ بهدوئه وابتسامته سائلاً :

"ما الذي تعلمته من هذه التجربة؟"

قال الشاب: لم أتعلم شيئاً !!

فنظر إليه الحكيم قائلاً :

لا يا بني لقد تعلمت الكثير، ففي خلال الثواني الأولى أردت أن تخلص نفسك من الماء ولكن دوافعك لم تكن كافية لعمل ذلك، و بعد ذلك كنت دائما راغبا في تخليص نفسك فبدأت في التحرك والمقاومة ولكن ببطء حيث أن دوافعك لم تكن قد وصلت بعد لأعلى درجاتها .. وأخيـراً وعندما شارفت على الغرق أصبح عندك الرغبة المشتعلة لتخليص نفسك، وعندئذ فقط أنت نجحت لأنه لم تكن هناك أي قوة في استطاعتها أن توقفك .

ثم أضاف الحكيم الذي لم تفارقه ابتسامة هادئة:

"عندما يكون لديك الرغبة المشتعلة للنجاح فلن يستطيع أحد إيقافك "


تحياتي ،،،