نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي











ما قد لا تعرفه عن مصطفى كامل
____________________________
إسلاميةُ الزعيم مصطفى كامل باشا
قائدُ التيار الإسلامي في مصر
والمدافعُ عن الخلافة الإسلامية
==========================
يقول الدكتور مصطفى حلمي حفظه الله تعالى :
ويتضح الشرخ العميق الذي أحدثَه الاستعمار الغربي في
جسد الأمة الإسلامية إذا ما قمنا بالتعرف على تيارين :
(1) الإسلامي -
وكان يقوده الزعيم المصري الشاب مصطفى كامل .
(2) التغريبي -
وكان يتزعمه لطفي السيد .
يقول الأستاذ أنور الجندي رحمه الله :
( كان الخلاف بين لطفي السيد ومصطفى كامل عن الطريقة التي تُبعَثُ بها مصرُ من جديد بعد أن فشلتِ الثورةُ العرابية خلافًا بين مدرستين : يرى مصطفى كامل بعاطفته المشبوبة الجهاد الوطني المتصل بمفهوم الإسلام ،
ويرى لطفي السيد الإصلاح الواقعي والعمل المرحلي المتدرج المرتبط بالفكر الغربي .
ولقد كان للطفي السيد موقفه العنيف من الإسلام والعروبة واشتراكه في الوزارات التي عطلت الدستور .
رسائل إلى الشباب ص42 ،43

مصطفى كامل يربط مصر بالدولة العثمانية
=========================
ويقول أيضًا - الدكتور مصطفى - وهو يعرض التيارات الفكرية السائدة بمصر في أواخر القرن التاسع عشر
نقلًا عن دراسة للدكتور علي شلبي :
أولًا : التيار الإسلامي :
وكان يربط الحركة الوطنية المصرية بحركة الجامعة الإسلامية التي دعا إليها الأفغاني ، وحاولت إحياء الخلافة الإسلامية ،
كما ظهرت في مصر حركة دفاع عن الإسلام ارتبطت بردود الفعل التي أثارها الاحتلال البريطاني وزحف المؤثرات الغربية ،
وقد تمثل هذا الاتجاهُ بوضوح في مصطفى كامل والحزب الوطني حينذاك ، الذي كان يربط مصر بالدولة العثمانية على اعتبار أنها أقوى الدول الإسلامية في ذلك الوقت .
نفسه ص56
ولفضيلة الدكتور ملاحظة على كلام الدكتور علي شلبي وهي :
أن الاتجاه الإسلامي لم يظهر كحركة رد فعلٍ للاتجاه الليبرالي ، بل إنه امتدادٌ للتيار الإسلامي منذ الأفغاني والسلطان عبدالحميد ومصطفى كامل الذين دَعَوا إلى الجامعة الإسلامية ، وهذا هو التيار الغالب في المجتمع المصري أصلًا .
نفسه ص58

مصطفى كامل ((الإسلامي))
يقاوم الاحتلال الإنجليزي
(العدو الأكبر في تاريخ الإسلام)
ويدافع عن الخلافة الإسلامية
========================
أما الثورة الأخرى بقيادة مصطفى كامل وخليفته محمد فريد اتجهت بقوتها لمصارعة الاحتلال الإنجليزي ،
واتخذ مصطفى كامل صلتَه بالعثمانيين عونًا في صراعه ضد المحتل الأوروبي .
كتاب شخصيات إسلامية معاصرة الجزء الأول ص120
للدكتور مصطفى حلمي نقلًا عن الدكتور أحمد شلبي ((موسوعة التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية)) ص50

وكانت عاطفته الدينية غالبة مسيطرة ،
وقد كتب إلى جلادستون يذكره بآراءه في الجلاء عن مصر عندما كان رئيس الوزارة البريطانية سنة 1882 ، كتب يقول :
(( فإن كنتم لا تزالون من نصراء الجلاء كما نظن ذلك فمتى تظنون أنه يمكن تحقيق الجلاء المنتظر من عهد بعيد ؟
وفضلًا عن ذلك فإن تصريحًا منكم في مسألة مصر يكون له أعظم قيمة في هذه الأيام التي يحسب فيها الجم الغفير من جيلنا المسلمين أنكم أكبر عدوًا رآه الإسلام )) .
المصدر السابق ص121 نقلًا عن عبدالرحمن الرافعي
((مصطفى كامل باعث النهضة الوطنية))ص48 :

وكان مصطفى كامل متحدثًا بلسان أمته ، فقد كان المصريون - كما سجل كرومر ذلك في كتابه (( مصر الحديثة )) -
متمسكين بعقيدتهم الإسلامية المتغلبة على الوطنية بمعناها الإقليمي ، والتي تؤمن ((بالوحدة الكاملة بين المسلمين في سائر أقطار الأرض .
وعندما اختلفت انجلترا وتركيا عام 1906 م على حدود مصر الشرقية في سيناء ، فقد أثارَ شعورَ المصريين أن تذل دولة مسيحية خليفة المسلمين )) .

ويقول د/ محمد محمد حسين - رحمه الله تعالى - :
((هذه النزعة الإسلامية رأيناها واضحة في كُتاب العصر وقادته ومفكريه ونستطيع أن نتتبعها في الشعر )) .
نفسه ص 121، 122 نقلًا عن د/ محمد محمد حسين
(الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر ) (1/11)

ولمعرفته -يقصد مصطفى كامل- بعداء انجلترا لدولة آل عثمان التي تقف حجر عثرة في احتلالها لمصر ، قال :
(( ولذلك رأت انكلترا أن بقاء السلطنة العثمانية يكون عقبة أبدية في طريقها ومنشأً للمشاكل والعقبات في سبيل امتلاكها مصر ، وأن خير وسيلة تضمن لها البقاء في مصر ووضع يدها على وادي النيل هي هدم السلطنة العثمانية ونقل الخلافة الإسلامية إلى أيدي رجل يكون تحت وصاية الإنكليز ، وبمثابة آلة في أيديهم )) .
نفسه ص122 نقلًا عن الدكتور محمد محمد حسين ص8

وأثبتت الحوادث التي وقعت بعد ذلك صحة توقعاته وسلامة تحليلاته .
جهود مصطفى كامل وغيره وراء الصحوة الإسلامية الحالية
==================================
إن جهود مصطفى كامل وغيره من كتاب عصره وقادته ومفكريه وشعرائه تجعلنا نستبعد الرأي الذي يزعم أن حركة الصحوة الإسلامية الحالية هي بمثابة رد فعل للهزيمة الشنعاء عام 1967م أمام إسرائيل فإن التاريخ المعاصر يكذبه والمنطق العقلي يستبعده ، ونرجح أن وراءها جهود ذلك الفريق من القادة والعلماء الذين عبروا عن نبض الأمة الإسلامية ، مدافعين عنها وذلك في سلسلة متصلة جيلًا بعد جيل .
نفسه ص123

النفوذ الاستعماري في العالم الإسلامي يُزيح مصطفى كامل وغيره من قادة المنطقة الذين وقفوا في وجهه
==================================
والمعروف أن النفوذ الاستعماري في العالم الإسلامي كله قد أزاح قادةَ المنطقة الذين وقفوا في وجهه ، وقدم رجاله بعد أن شكل لهم (( كادرًا )) :
ففي مصر أزاحَ الحزبَ الوطني ( مصطفى كامل ومحمد فريد والشيخ عبد العزيز جاويش ) ، وقدم لطفي السيد وسعد زغلول ، وفي الشام أزاحوا شكيب أرسلان ورشيد رضا ومحب الدين الخطيب ، ودعاة العروبة المرتبطة بالإسلام ، ووضعوا قادة البعث ورجال الحزب القومي السوري ورجال الجامعة الأمريكية
(نبيه فارس وميشيل عفلق وقسطنطين زريق) ،
وفي تونس أزاحوا عبد العزيز الثعالبي ،
وفي الجزائر لم يُمكنوا لعبد الحميد بن باديس أو رجاله أمثال الفضيل الورتلاني وغيره ،
وفي المغرب حالوا بين علال الفاس ودعاة السلفية
وبين أن يكون لهم نفوذ حقيقي) .
الدكتور مصطفى حلمي
رسائل إلى الشباب ص43
نقلًا عن أنور الجندي (معالم التاريخ الإسلامي المعاصر من خلال ثلاثمائة وثيقة سياسية) ص327 .
===========================
مصدر هذا البحث الدكتور مصطفى حلمي في
كتاب رسائل إلى الشباب عن
الخلافة الإسلامية و حضارة الإسلام ،
وكتاب شخصيات إسلامية معاصرة الجزء الأول