منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 8 من 8
  1. #1

    مصطفى الزرقا: أستاذا لمادة الشريعة والقانون المدني في كلية الحقوق





    مصطفى الزرقا :


    ولد مصطفى الزرقاء في مدينة حلب الشهباء سنة 1322هـ /1904 م .
    والده الشيخ أحمد بن محمد الزرقاء من أعلام علماء تلك المدينة ، وفي أعلى مراتب العلم ، وأهم مصادره ، وكان مشهوراً بالفقه الحنفي بوجه خاص ، يدرّس في الثانوية الشرعية المعروفة من قبل باسم (المدرسة الخسروية الشرعية ) وبالمدارس الشرعية الأخرى كالشعبانية والعثمانية والجامع الأموي الكبير .


    يقول الدكتور محب الدين أبو صالح : سمعت من أبي الشيخ ناجي أبو صالح ـ يرحمه الله ـ وهو من جيل الشيخ مصطفى ورفيقه في طلب العلم أن مصطفى حين يجلس في الدرس على أبيه الشيخ أحمد يأخذ في مناقشته ، فيقول له أبوه : يا مصطفى ‍ لا تكثر من هذه المناقشات ، لَـمّـا يأت وقتك بعد . وكأن هذه إشارة من الوالد بذكاء ابنه ، وقوة حجته ، و أنه سيكون بفضل الله خلَفَه من بعده في جميع دروسه . وفعلاً عندما صار يتخلف عن الدروس لمرضه كان ولده مصطفى يقوم مقامه ، ويحل محله ، وكان المؤهل الأكبر بين جميع تلامذته الذين تتلمذوا عليه . وهذا يدل على مكانة الشيخ مصطفى المبكرة في قدرته العلمية .




    درس الزرقا علومه الدينية على شيوخ بلده في المدرسة الخسروية الشرعية ، كما درس العلوم العصرية واللغة الفرنسية دراسة خاصة ، ونال الشهادتين الشرعية والثانوية الرسمية الحكومية ، مما أهله للالتحاق بكليتي الحقوق والآداب طالباً سنة 1930م ونال شهادتيهما بتفوق بعد ثلاث سنوات واشتغل بالمحاماة عشر سنوات ، وخلالها حاز دبلوم الشرعية الإســلامية من كليـة الحقوق بجامعة فؤاد الأول ( جامعة القاهرة حالياً ) .




    الزرقا أستاذ في الجامعة السورية :


    عين مصطفى الزرقاء في أول عام 1944م أستاذاً لمادة الشريعة والقانون المدني في كلية الحقوق، ومحاضراً في كليتي الشريعة والآداب لمادة الحديث النبوي ، وظل في هذا المنصب إلى سنة 1966م حيث أحيل على التقاعد . وألف كتابه المشهور ( المدخل الفقهي العام ) أو ما يدعوه صاحبه باسم : الفقه الإسلامي في ثوبه الجديد .


    انتخب عن مدينة حلب نائباً في المجلس النيابي السوري لدورتين تشريعيتين ، عام 1954ثم 1961م ، كما أسندت إليه وزارتا العدل والأوقاف في عهود دستورية ( في عامي 1956 م ثم 1961م ) .


    قال الأستاذ عبد القادر عودة ـ يرحمه الله ـ عن كتابه المدخل الفقهي العام : اعتصم الفقه الإسلامي من طالبيه في المتون ، وتحصن في الشروح ، واستعصى على طلابه في اللغة المغلقة والأسلوب العقيم . وكان كل من له إلمام بالفقه الإسلامي ، وكل من عانى من قراءة كتبه ، يود أن توطأ للناس هذه الكتب حتى يتيسر لهم قراءتها ، وتسهل عليهم دراستها ، وحتى يستطيعوا أن يوازنوا بين الفقه الحديث وبين الفقه الإسلامي العتيد ؛ ذلك الفقه الغني بموضوعاته ونظرياته واصطلاحاته ، المتميز بدقته وقوته ، ليكون لهم من هذه الموازنة ما يزيد ثقافتهم ، ويوسع آفاقهم ، ويفتح أعينهم ، ويوجههم إلى الطريق المستقيم .


    وتابع يقول : لقد نقل الأستاذ الزرقاء الفقه الإسلامي بخطوة واحدة جبارة من العصر العباسي إلى عصرنا الحديث ، فإذا هذا الفقه الغني القوي الذي ملتفاً في ثوبه العتيق القديم يخرج على الناس في ثوبه الجديد فتياً مشرقاً يزاحم الفقه كله بمنكبيه ، ويعلن للناس أن فقه الإسلام هو الفقه ، وأن شريعته هي الشريعة ، وأن ما اختاره الله للناس هو الخير كل الخير للناس لو كانوا يعلمون .


    وكتب الدكتور منير العجلاني عنه فقال : لم ينسج الزرقاء على منهاج من سبقوه من شراح مجلة الأحكام الشرعية ، والتي كانت تمثل القانون المدني العثمانـي القديم ، الذين جعلوا الفقه ( فتاوى ) و( قضايا ) و ( جزئيات ) وإنما حاول أن يدرس المجلة كما يدرس الأساتذة الفرنسيون في كلية الحقوق بباريس مادة القانون المدني ، فجمع من أحكام القرآن الكريم والحديث النبوي الشـريف وآراء الفقهاء ، من مختلف المذاهب ، ما يؤلف نظريات عامة تشبه النظريات الأوربية الحديثة ، وقد وفق في محاولته توفيقاً كبيراً . فمن قرأ كتابه خرج منه بفائدتين : النظريات الفقهية الجديدة ، وله فضل إخراجها ، وآراء الفقهاء التي لخصت للقارئ ، فأغنته عن قراءة عشرات من كتب الفقه .


  2. #2



    الزرقا في المؤتمرات الدولية :
    الأستاذ الزرقا يتقن اللغة الفرنسية تحدثاً وكتابة ، ويجيد اللغة الإنكليزية ، ويعرف شيئاً من اللغة الألمانية . وهذه المعرفة للغات الغربية ، إضافته إلى تفوقه العلمي قادته إلى حضور كثير من المؤتمرات العالمية ، وقد كانت له بصمات واضحة في نتائج تلك المؤتمرات ، نذكر منها ما يلي :


    1 ـ في عام 1937 م عقد في لاهاي عاصمة هولاندا ( مؤتمر الحقوق المقارنة ) وكان من نتائجه أن اتخذ المبادئ الثلاثة التالية :

    أ ـ اعتبار الشريعة الإسلامية مصدراً من مصادر التشريع العام
    ب ـ اعتبارها حية ، قابلة للتطور .
    ج ـ اعتبارها تشريعاً قائماً بذاته ، ليس مأخوذاً عن غيره .

    2 - في 1948م انعقد في باريس ( مؤتمر المحامين الدولي ) ،وانتهى المؤتمر إلى إصدار التوصية التالية :

    اعترافاً بما في التشريع الإسلامي من مرونة ، وما له من شأن ، يجب على جمعية المحامين الدولية أن تقوم بتبني الدراسة المقارنة لهذا التشريع ، وبالتشجيع عليها .

    3 ـ في عام 1951م عقدت شعبة الحقوق الشرقية من ( المجمع الدولي للحقوق المقارنة ) في كلية الحقوق من جامعة باريس للبحث في الفقه الإسلامي تحت اسم ( أسبوع الفقه الإسلامي ) برئاسة المسيو مِيّو milliot أستاذ التشريع الإسلامي بجامعة باريس ، دعت إليه عدداً كبيراً من أساتذة كليات الحقوق العربية وغير العربية ، وكليات الأزهر ، ومن المحامين الفرنسيين والعرب وغيرهما ، ومن المستشرقين .

    وكانت المحاضرات والمناقشات كلها باللغة الفرنسية . وعند انتهاء المؤتمر صرح نقيب المحامين في باريس فقال بالحرف الواحد : أنا لا أعرف كيف أوفق بين ما كان يحكى لنا عن جمود الفقه الإسلامي وعدم صلوحه أساساً تشريعياً يفي بحاجات المجتمع العصري المتطور ، وبين ما سمعناه في المحاضرات والمناقشات مما يثبت خلاف ذلك تماماً ببراهين النصوص والمبادئوانتهى هذا المؤتمر بالتوصية التالية :

    إن المؤتمرين بناء على الفائدة المتحققة من المباحث التي عرضت أثناء ( أسبوع الفقه الإسلامي ) وما جرى حولها من المناقشات التي ظهر منها بوضوح تقرر :أ ـ أن مبادئ الفقه الإسلامي لها قيمة ( حقوقية تشريعية ) لا يمارى فيها .
    ب ـ وأن اختلاف المذاهب الفقهية في هذه المجموعة الحقوقية العظمى ينطوي على ثروة من المفاهيم والمعلومات ، ومن الأصول الحقوقية ، هي مثار الإعجاب ، وبها يستطيع الفقه الإسلامي أن يستجيب لجميع مطالب الحياة الحديثة ، والتوفيق بين حاجاتها .

    وإذا لنا من تعليق على هذه النتائج الرائعة التي ترفع الرأس فنقول : إن الفضل ، كل الفضل ، لأولئك الذين نذروا أنفسهم ، من أمثال الأستاذ الزرقاء وإخوانه العلماء الفطاحل الأفذاذ الكبار ، والذين يستحقون منا أن نحيي ذكراهم ، وأن ننشر للأجيال الحاضرة والقادمة سيرتهم وأعمالهم وأفضالهم ، ونبين بكل الألسنة وبكل وسائل النشر والإعلان ما قدموا لخدمة هذه الشريعة الغراء ، و كيف أجبروا علماء التشـريع والقانون في العالم إلى الاعتراف بالشريعة الإسلامية مصدراً أساسياً من مصادر التشريع العالمية .

  3. #3
    مقتبسات هامة عن الأستاذ الزراقا:

    الزرقا بين فقهاء المسلمين وعلمائهم :

    في الستينيات من هذا القرن أقيم في دمشق ( أسبوع الفقه الإسلامي ) وقد حضره فقهاء كثيرون من مختلف بقاع العالم الإسلامي ، وكان منهم الأستاذ الزرقاء والشيخ محمد أبو زهرة ، والدكتور مصطفى السباعي ـ يرحم الله الجميع ـ . وكان فارسا المؤتمر في هذا الأسبوع الفقهي الزرقاء وأبو زهرة ، وفي إحدى المسائل الفقهية المعاصرة ، وقد تكون مسألة التأمين ، اختلف العملاقان اختلافاً كبيراً ، وانتصـر كل منهما لرأيه ، وراح يأتـي بالأدلة والبراهين ، ولم ينته الرجلان إلى اتفاق .

    وسئل الدكتور السباعي في جلسة خاصة عن سبب اختلاف العالمين ، ورأيه فيما قالا ، فقال : الأستاذ أبو زهرة مكتبة فقهية ، والزرقاء ملكة فقهية . وكأنه رحمه الله يعني أن الفرق كبير بين المكتبة والملكة ، ففي المكتبة عشرات أو آلاف المراجع المحفوظة والروايات المسجلة ، بينما الملكة هي أول أدوات المجتهد .

    ويحكي لنا الصديق الدكتور محب الدين أنه كان طالباً في كلية الشريعة بدمشق ، فالتقاه عميدها الدكتور مصطفى السـباعي ، فسأله : إلى أين أنت ذاهب الآن ؟ فقال: إلى منزل الشيخ أحمد الحارون . وهذا الرجل المبارك أحمد الحارون يحبه أهل دمشق جميعاً ، ويحبهم ، ويزوره عظماء العلماء من شتى بلاد المسلمين ، وكان من جملة زواره ومحبيه الشيخ الشربتلي ، الوزير السعودي السابق ، إذ كان كلما جاء إلى دمشق يبدأ بزيارته والسلام عليه ، ذلك أن الحارون ، يرحمه ، فقيراً ، بسيطاً ، متواضعاً ، تقياً ، وشبه مقعد . قال السباعي : وهل تعرف الشيخ الحارون ؟ قال التلميذ : وكيف لا أعرفه ووالدي ، يرحمه الله ، عرفني به ، وأوصاه بي ، وأمرني ألا أنقطع عن زيارته ، وأن آتيه كلما احتجت إلى شيء . قال الدكتور السباعي : إذن سلم لي عليه . وتابع السباعي يقول : هذا الرجل عجيب والله ، أذهب إليه أنا والأستاذ الزرقاء والشيخ محمد المبارك ، والشيخ منتصر الكتاني ، ونجلس عنده ، فيفتح لنا أموراً في العلم ، نحن لا نعرف كيف ندخل إليها . وفي مجلس الحارون نقلت إليه سلام أساتذتي . فقال: يابني ! هؤلاء الذين ذكرتهم قد يكون فيهم من لا يصلي صلا الضحى ، أو صلاة الأوابين ، ولكنهم فيما يدعون إليه من العلوم الإسلامية ، وما ينفعون به طلبة العلم والناس ربما كانوا أنفع من هؤلاء المصلين .

    الزرقا والبنوك الإسلامية :

    كان يقال : إن التحدي الكبير للمسلمين ، وللفكر الإسلامي يتمثل في المعاملات الاقتصادية ، ويذكر أن أول من أشـار إلى هذه المشكلة ، ولفت الأنظار إليها الأستاذ أبو الأعلى المودودي ، يرحمه الله ، ورسم الطريق الذي يجب أن يسير عليه الاقتصاد الإسلامي ، والبنوك الإسلامية .

    كان الأستاذ الزرقا من أكبر الدعاة إلى توجيه البنوك الإسلامية ، ووضع أنظمتها في ضوء الشريعة الإسلامية ، وكان ساعده الأيمن في ذلك ولده الدكتور محمد أنس الزرقا ( حفظه الله ) المتخصص في الاقتصاد الإسلامي ، وهو اليوم أستاذ في كلية الاقتصاد الإسلامي في جامعة الملك عبد العزيز بجدة .

    هذه البنوك الإسلامية نهضت أول الأمر وقامت كتجربة ، وقد أصيب بعضها أول الأمر ، فتعثرت ، ثم توقفت ، لأنها لم تكن تملك الكوادر العلمية ، المؤهلة بالعلم الصحيح ، والثقافة الاقتصادية الإسلامية الصحيحة ، فكانوا يأتون بموظفين من البنوك العادية فتقع الأخطاء .

    لكن مع توالي الزمن ، ونشوء عدد من الكفاءات العالية ، المتخصصة في الاقتصاد الإسلامي صارت معاملة هذه البنوك من الصحة والعافية والاستقامة إلى حد كبير .

    زد على ذلك أن عدداً من البنوك العادية بدأت تخصص زاوية خاصة معينة لمن يريد أن يتعامل مع البنك وفق الشريعة الإسلامية .

    نضرب على ذلك مثلاً بالشيخ الراجحي ، صاحب المؤسسة المالية الضخمة في المملكة العربية السعودية ، والتي تتعامل مع معظم المؤسسات المالية العالمية ، ويشترك فيها آلاف المتمولين الحريصين على أن تكون معاملاتهم المالية ربحاً وخسارة وفق الشريعة الإسلامية .

    لقد أنشأ في مؤسسته مكتباً خاصاً سماه ( مكتب البحوث والدراسات ) وجعل على رأسه مصطفى الزرقاء ، وعينه مستشاراً دينياً لجميع المعاملات التي تجريها مؤسسته ، فكان نعم المستشار المؤتمن . ويذكرون أنه كان يسجل جواباً لإحدى الاستشارات المالية ، وحين انتهى من كتابة الجواب سقط القلم من يده ، وخر الزرقاء ميتاً . يرحمه الله .

    الزرقا يحصل على جائزة الملك فيصل العالمية :
    منح جائزة الملك فيصل العالمية للدراسات الإسلامية عام 1404هـ تقديراً لإسهاماته المميزة في مجال الدراسات الفقهية ، ولكتابه ( المدخل إلى نظرية الالتزام في الفقه الإسلامي ) وهو الجزء الثالث من سلسلة الفقه الإسلامي في ثوبه الجديد .

    الزرقا في حفلات تكريمه في المملكة العربية السعودية :
    لقد أحب الشيخ مصطفى الزرقاء السعودية والسعوديين ، فبادلوه حباً بحب، وراحوا يكرمونه في ندواتهم ، واحتفالاتهم ، فما إن ترى ندوة رفيعة المستوى ، عالية المقام إلا والزرقاء مدعو إليها ، متصدر في مجالسها .

    في ندوة العالم والأديب والشاعر الدكتور راشد المبارك الأسبوعية
    والتي يعقدها في دارته في الرياض ، ويحضرها أكابر العلماء والأدباء ، ويضفي صاحب الدار عليهم كل الود والاحترام والتكريم والضيافة الباذخة ، اللائقة به وبضيوفه الكبار ، وفيها يظل السمر العلمي ، والأدب الرفيع ، والقصائد الملقاة حتى ساعات الفجر الأولى .

  4. #4



    والأستاذ الزرقاء عضو أصيل فيها ما دام في الرياض ، وكثيراً ما يطلب المنتدون منه بعض قصائده الغزلية ، وأشعاره في بعض المناسبات الطريفة ، فينشدهم ، ويقص عليهم القصص الممتع ، والنكات الحلوة . وكثيراً ما كانت تدور في هذا المنتدى البهيج أشعار وقصائد قديمة أو مشكلات نحوية ولغوية ، ويكون الزرقاء ابن بجدتها ، فيذكر القاعدة النحوية ، ويأتي بشواهدها ، أو يأتي بالقصيدة القديمة كأنه يقرأها من كتاب مفتوح بين يديه .

    وفي ندوة الشيخ عبد المقصود خوجة في جدة :
    يكون للشيخ الزرقاء مكان الصدارة ، طالما هو في جدة . وإذا كان من عادة هذا الســيد الكريم أن يستضيف علماء بلده فيكرمهم ، إنه وسع الدائرة ، فجعل التكريم كذلك لعلماء العالم العربي والإسلامي ، فكان يخصص للمكرم ليلة كاملة ، يقدم له فيها لوحة مطرزة كستارة الكعبة الشريفة ، عليها اسمه ، وتاريخ تكريمه ، كما يقوم بطبع كتبه التي لم تطبع ، وتوزيعها بالمجان على نفقته ، . ولقد كرم هذا الوجيه الثري في إحدى أمسياته الشيخ الزرقاء خير تكريم ، وأظهر للناس أن هذا العالم الفذ لم يكن فقيهاً فحسب ، وإنما هو شاعر من الطراز الأول .

    وفي ندوة الشيخ عثمان الصالح بالرياض :
    الشيخ عثمان الصالح رجل يعرفه الناس جميعاً في قلب المملكة وخارجها ، فهو شاعر مبرز ، وكاتب معروف ، وقبل كل هذا فقد كان مدير مدارس الأنجال بالرياض .

    وهذه المدارس أنشأها المغفور له الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود لتعليم أبنائه الأمراء وأبنائهم .. فكل أمير من أبناء عبد العزيز دخل مدارس الأنجال ، وتعلم فيها ، وكان مديره الشيخ عثمان الصالح . لذلك فكل الأمراء يحبونه حب والد ، ويحترمونه احترام معلم .

    هذا الرجل الفاضل له دارة في الرياض ، يعقد فيها يوم الثلاثاء في كل أسبوعين ندوة ، يحضرها من أحب من شداة الأدب ، ومحبي الشيخ عثمان . وغالباً ما تخصص الندوة النصف شهرية لعالم من العلماء ، أو أديب من الأدباء ..

    ويشاء الله أن تكون آخر ندوة العام الحالي مخصصة لتكريم الأستاذ مصطفى الزرقاء ، لا على اعتباره عالماً كبيراً من علماء المسلمين فقط ، بل على كونه شاعراً مبدعاً ، له ديوان شعري كامل .

    كان عريف الحفل يومذاك الدكتور عبد القدوس أبو صـالح ، فقد عرّف الحضور به أجمل تعريف ، والأستاذ الزرقاء ليس بحاجة إلى مثل هذا التعريف ، ولكنه أدب المجالس ، وحق العلماء ، وواجب الطلبة والمحبين ليلة يصفها الذين حضروها من أمتع الليالي ، ومر الزمن ولم يشعر أحد من المنتدين بالوقت ، والأستاذ الزرقاء ينشد القصيدة تلو القصيدة عن ظهر قلب ، وكأنه يقرأ من ديوان بين يديه..

    وصاحب الدار يملأ الجو بهجة ، ويعلق بين الفينة والفينة بتعليقات طيبة ، وينتصف الليل ويمتد ، ويقترب الفجر ، والجميع نشاوى بالشعر الجميل ، والمجلس الطيب ، والترحيب الكبير .

    من آثاره الأدبية والعلمية :

    1. أحكام الأوقاف .
    2. في الحديث النبوي .
    3. الاستصلاح والمصالح المرسلة في الفقه الإسلامي .
    4. الفعل الضار والضمان فيه .
    5. نظام التأمين ، والرأي الشرعي فيه .
    6. الفقه الإسلامي ومدارسه ( بتكليف من منظمة اليونسكو) .
    7.
    رسالة بعنوان : عظمة محمد مجمع العظمات البشرية .
    8. عقد الاستصناع وأثره في نشاط البنوك الإسلامية .
    9. صياغة شرعية لنظرية التعسف في استعمال الحق .
    10. المدخل الفقهي العام ج1+2 .
    11. مجموعة فتاوى الشيخ مصطفى الزرقا .
    يرحم الله الشيخ مصطفى الزرقاء ، ويرحم العلماء العاملين ، وجزاهم عن الإسلام والمسلمين بما يستحقون . إنه سميع مجيب .

  5. #5
    ماشاء لله :
    منقول:
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ترقبوا سيرة الدكتور
    محمد أنس الزرقا - حفظه الله
    ( ذرية بعضها من بعض )

    الميلاد : 1938م
    الجنسية : سوريا .
    الحالة الاجتماعية : متزوج وله ولدان .
    عمله الحالي : كبير المستشارين بشركة شورى للاستشارات الشرعية بالكويت التابعة لشركة أعيان ، ومستشار المستثمر الدولي سابقاً .


    الشهادات العلمية :
    1- الإجازة في الحقوق من جامعة دمشق مع مرتبة الشرف 1960م .

    2- الماجستير في الاقتصاد ( قسم الاقتصاد - جامعة بنسيلفانيا 1963 ) وكانت رسالته بعنوان : دالة الإنتاج في الزراعة .

    3- الدكتوراه ( قسم الاقتصاد - جامعة بنسيلفانيا 1969موكانت الرسالة بعنوان : الناتج ورأس المال والكفاءة الانتاجية في القطاع الزراعي السوري 1937 إلى عام 1963م .
    أهم المؤلفات والأبحاث :
    له العديد من البحوث المنشورة بالعربية والإنجليزية وقد منح جائزة البنك الإسلامي للتنمية عام 1410 هـ 1990م لمساهماته العلمية في الاقتصاد الإسلامي .

    إذا كنتَ لا تقرأ إلا ما تُوافق عليـه فقط، فإنكَ إذاً لن تتعلم أبداً!
    ************
    إحسـاس مخيف جـدا

    أن تكتشف موت لسانك
    عند حاجتك للكلام ..
    وتكتشف موت قلبك
    عند حاجتك للحب والحياة..
    وتكتشف جفاف عينيك عند حاجتك للبكاء ..
    وتكتشف أنك وحدك كأغصان الخريف
    عند حاجتك للآخرين ؟؟

  6. #6
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د.محمد بهجت قبيسي مشاهدة المشاركة



    الزرقا في المؤتمرات الدولية :
    الأستاذ الزرقا يتقن اللغة الفرنسية تحدثاً وكتابة ، ويجيد اللغة الإنكليزية ، ويعرف شيئاً من اللغة الألمانية . وهذه المعرفة للغات الغربية ، إضافته إلى تفوقه العلمي قادته إلى حضور كثير من المؤتمرات العالمية ، وقد كانت له بصمات واضحة في نتائج تلك المؤتمرات ، نذكر منها ما يلي :


    1 ـ في عام 1937 م عقد في لاهاي عاصمة هولاندا ( مؤتمر الحقوق المقارنة ) وكان من نتائجه أن اتخذ المبادئ الثلاثة التالية :

    أ ـ اعتبار الشريعة الإسلامية مصدراً من مصادر التشريع العام
    ب ـ اعتبارها حية ، قابلة للتطور .
    ج ـ اعتبارها تشريعاً قائماً بذاته ، ليس مأخوذاً عن غيره .

    2 - في 1948م انعقد في باريس ( مؤتمر المحامين الدولي ) ،وانتهى المؤتمر إلى إصدار التوصية التالية :

    اعترافاً بما في التشريع الإسلامي من مرونة ، وما له من شأن ، يجب على جمعية المحامين الدولية أن تقوم بتبني الدراسة المقارنة لهذا التشريع ، وبالتشجيع عليها .

    3 ـ في عام 1951م عقدت شعبة الحقوق الشرقية من ( المجمع الدولي للحقوق المقارنة ) في كلية الحقوق من جامعة باريس للبحث في الفقه الإسلامي تحت اسم ( أسبوع الفقه الإسلامي ) برئاسة المسيو مِيّو milliot أستاذ التشريع الإسلامي بجامعة باريس ، دعت إليه عدداً كبيراً من أساتذة كليات الحقوق العربية وغير العربية ، وكليات الأزهر ، ومن المحامين الفرنسيين والعرب وغيرهما ، ومن المستشرقين .

    وكانت المحاضرات والمناقشات كلها باللغة الفرنسية . وعند انتهاء المؤتمر صرح نقيب المحامين في باريس فقال بالحرف الواحد : أنا لا أعرف كيف أوفق بين ما كان يحكى لنا عن جمود الفقه الإسلامي وعدم صلوحه أساساً تشريعياً يفي بحاجات المجتمع العصري المتطور ، وبين ما سمعناه في المحاضرات والمناقشات مما يثبت خلاف ذلك تماماً ببراهين النصوص والمبادئوانتهى هذا المؤتمر بالتوصية التالية :

    إن المؤتمرين بناء على الفائدة المتحققة من المباحث التي عرضت أثناء ( أسبوع الفقه الإسلامي ) وما جرى حولها من المناقشات التي ظهر منها بوضوح تقرر :أ ـ أن مبادئ الفقه الإسلامي لها قيمة ( حقوقية تشريعية ) لا يمارى فيها .
    ب ـ وأن اختلاف المذاهب الفقهية في هذه المجموعة الحقوقية العظمى ينطوي على ثروة من المفاهيم والمعلومات ، ومن الأصول الحقوقية ، هي مثار الإعجاب ، وبها يستطيع الفقه الإسلامي أن يستجيب لجميع مطالب الحياة الحديثة ، والتوفيق بين حاجاتها .

    وإذا لنا من تعليق على هذه النتائج الرائعة التي ترفع الرأس فنقول : إن الفضل ، كل الفضل ، لأولئك الذين نذروا أنفسهم ، من أمثال الأستاذ الزرقاء وإخوانه العلماء الفطاحل الأفذاذ الكبار ، والذين يستحقون منا أن نحيي ذكراهم ، وأن ننشر للأجيال الحاضرة والقادمة سيرتهم وأعمالهم وأفضالهم ، ونبين بكل الألسنة وبكل وسائل النشر والإعلان ما قدموا لخدمة هذه الشريعة الغراء ، و كيف أجبروا علماء التشـريع والقانون في العالم إلى الاعتراف بالشريعة الإسلامية مصدراً أساسياً من مصادر التشريع العالمية .
    ما هذه فرائعة وهامة وعلينا تذكرها دوما.
    شكرا لكم.
    إذا كنتَ لا تقرأ إلا ما تُوافق عليـه فقط، فإنكَ إذاً لن تتعلم أبداً!
    ************
    إحسـاس مخيف جـدا

    أن تكتشف موت لسانك
    عند حاجتك للكلام ..
    وتكتشف موت قلبك
    عند حاجتك للحب والحياة..
    وتكتشف جفاف عينيك عند حاجتك للبكاء ..
    وتكتشف أنك وحدك كأغصان الخريف
    عند حاجتك للآخرين ؟؟

  7. #7
    طبيب وشاعر من سوريا دير الزور
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    3,402
    (إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا)
    ( إنا سنكتب ما قدموا وآثارهم)
    يضاعف العمل الصالح أضعافاً مضاعفة.
    رحمه الله وأعلى مقامه.
    بوركتم
    واتقوا اللَّه ويعلمكم اللَّه واللَّه بكل شيء عليم

  8. #8

    رد: مصطفى الزرقا: أستاذا لمادة الشريعة والقانون المدني في كلية الحقوق

    جزاكم الله خيرا جميعا، وعلم كبير من علماء المسلمين.
    بارك الله بكم
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

المواضيع المتشابهه

  1. معجم مصطلحات الشريعة والقانون: عربي - فرنسي - إنجليزي، للدكتور عبد الواحد كرم
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى قسم القواميس ومصطلح اللغة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-01-2018, 03:58 PM
  2. الشيخ مصطفى بن أحمد بن محمد الزرقا الحلبي (1321- 1420هـ)
    بواسطة محمد عيد خربوطلي في المنتدى أسماء لامعة في سطور
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-11-2015, 09:21 AM
  3. العلامة الشيخ محمد الزرقا جد الدكتور مصطفى الزرقا
    بواسطة محمد عيد خربوطلي في المنتدى أسماء لامعة في سطور
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-28-2014, 04:56 AM
  4. العلاّمة الأستاذ مصطفى الزرقا (1904-1999م)
    بواسطة رغد قصاب في المنتدى أسماء لامعة في سطور
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 01-29-2013, 06:03 AM
  5. ملاحة الخاني و« بنـات حارتنـــا»
    بواسطة ملده شويكاني في المنتدى فرسان الأبحاث والدراسات النقدية
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 04-02-2009, 01:06 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •