نداء الى الرئيس بشار الاسد....
ثلاثة أيام تغير كل شيء في سوريا.....
رسالة من نائب سابق........
لا يوجد في سوريا شيء نباهي به بعد حمام الموت والقهر الذي عصف بكل شيء وأحال وطننا إلى ركام....
هل نحتاج لشواهد لنقول إننا ومنذ خمسة اعوام نسير بانتظام من سيء إلى أسوأ، وأنه ما يأتي يوم إلا والذي بعده شر منه.
ولا أعتقد اليوم انك ما زلت تعيش وهم الحسم العسكري مهما استعنت بالجيوش الصديقة، فخصومك المحاربون يتضاعفون كل يوم مثل كرة النار في هذا الوطن المنكوب، بعد أن أدت سياساتكم الخاظئة إلى جعل الشعب والنظام على طريق عداوة لا يسمع فيها الا صوت الرصاص....
البلد تتهتك وتتمزق كل يوم، والدولة تنهار، ومع أن وزير الثقافة أعلن أن آثار تدمر صارت في أمان ولكن الجيش لم يستطع أن يفعل شيئا لوقف تقدمهم في صحراء مكشوفة، بعد أن فقد إرادة القتال.
سقطت الرقة وادلب والقنيطرة، وسقط الريف الداخلي السوري كله، والهول الذي يكابده أهل حلب ودير الزور والحسكة ودرعا وريف دمشق أشد وأنكى.... ولا تحتاج لمن يصف لك حجم الموت الذي يرسم ظلاله على الوطن كله من اقصاه إلى اقصاه.....
نبدو داعش قدراً لا مفر منه، فحتى مع التحالف الدولي العالمي ومع مرور عام كامل على إطلاقه فإنها باقية وتتمدد، وهي تبسط سلطانها اليوم على ما هو أكبر من سوريا والعراق، وتدخل بالبلاد والعباد في أفق من القهر لا آخر له...
سلطانك لم يعد يطال أياً من معابر الدولة، على شعبها الأربع، إلا معابر لبنان التي صارت باللون الأصفر، ولا يبدو أبداً أنها تتلقى الأوامر من دمشق.
هل توجد دولة لا تملك معابرها؟؟؟
هل يوجد دولة لا تملك قطرة من نفظها وغازها؟
أفراد الجيش السوري الذين قرروا ترك القتال أو الانتقال إلى الجانب الآخر صاروا أكثر من بقايا التشكيلات المرهقة المتهالكة التي لا تزال تخوض بعض المعارك أمام الشاشات المؤيدة، بجعجة ليس فيها أي طحين.
أما الجانب الإنساني فلا يحتاج العالم ان يتذكر أنه أمام أكبر كارثة إنسانية في العالم على الاطلاق وان مليون ضحية بين قتيل ومعاق ومفقود، وشراد نصف الشعب ليس شيئا يمكن تبريره في اي حرب.....
ثلاثة أيام يمكنها أن تغير كل شيء.......أن تدعو القيادة القطرية الى اجتماع، وتقرر فيه اتاحة الفرصة للحل السياسي، وتقدم نائبتك نجاح العطار رئيسا للمرحلة الانتقالية، وتكون الحكومة نفسها هي الجانب المفاوض عن الموالين مع فصائل المعارضة....
وتقوم الحكومة على الفور بمنح إجازات فورية لمدة عام مدفوعة الأجر للقادة المستفزين الذين تعرفهم جيداً ويعرفهم الشعب جيداً، في المواقع الأمنية والعسكرية فيما يقوم نوابهم أو كتلة تكنوقراط تختارها الحكومة بتسيير الأمور في مواقعهم لحين قيام النظام الجديد.
كل شيء سيتغير في ساعات..
شعبك الذي يتدرب على السلاح لمواجهة جيش الوطن سيتوقف على الفور، وسينتظر أي خلاص عبر الحكومة الجديدة، وسيكون مستعداَ من جديد لرفع التحية لعلم الوطن وجيش الوطن.
عشرات الفصائل ستكون جاهزة لتفكيك نفسها والانخراط في برنامج الدولة للاعمار والبناء، فليس الموت هواية لأحد، ولا هو طموح أي سوري يحلم بالحياة والنور والحرية.
المجتمع الدولي الذي يحوم في سماء سورية ويرفض الحوار مع النظام سيبدا فورا بالتنسيق والعمل مع الحكومة الجديدة التي اخترتها أنت....
الدول الاقليمية التي ترفض الحوار اليك ستبدأ على الفور تفاوضها مع النظام الذي اخترته، وسيتعاون الاقليمي التركي والسعودي والاردني وحتى الإيراني والروسي والتحالف الدولي مع الحكومة السورية.
لا تحتاج نجاح العطار أكثر من شهر حتى يذهب وفد سوريا الى جنيف ويشارك في تكوين هيئة الحكم الانتقالي بالتعاون مع ابناء بلدك ممن يحبونك أو يكرهونك.
في جنيف يقرر السوريون كيف يحاورون إخوتهم الذين انخرطوا في الفصائل، وحتى السوريون في داعش سيباشرون الاتصال بأهلهم على الفور لتأمين حل للمصيبة التي وجدوا أنفسهم فيها
والسوريون في كردستان سيبدؤون على الفور تفاوضاً من أجل إدارة ذاتية ضمن الوطن وضمن سوريا المستقلة.
سيقول لك مستشاروك كالعادة إنها قراءة مسطحة واهمة لا تعرف شيئا عن حجم المؤامرة....
آمل أن لا تصدقهم هذه المرة، فحلول للكارثة السورية تحتاج إلى فهم بكاء الأطفال وصراخ الثكالى وامهات الشهداء وليس الى كتب الفلاسفة.
الدولة على وشك الانهيار... ولدينا فرصة لمنع سقوط كل شيء...
نحن الذين لا نؤمن بالعنف ولا بشرف السلاح لا زلنا مقتنعين بأن النوايا الطيبة تنقذ الأوطان..
قد تكون الحقيقة ككأس السم ولكن الشجعان فقط هم من يحملون مسؤوليتها ...
هل يقول التاريخ إنك فعلت شيئاً من أجل إنقاذ ما تبقى من سوريا......