معاوية و ابي سفيان من الصحابة ، وكذلك على أبن أبي طالب وابنية الحسن والحسين وسائر الصحابة لانقول في حقهم ألا رضوان الله عليهم أجمعين ، فهم العدول المزكين من رب العالمين
قال تعالى :{ مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ۚ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ۗ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (29)} سورة الفتح .
أتريدنا بعد هذا النص الألهي الرباني المحكم الواضح أن نسب أحداً من أصحاب رسول الله ؟ .
كلا والله ، بل نسب من يسب أي أحداً منهم ، أما التفضيل بينهم فهو معروف ومن عهد الرسول ، وعقيدتنا فيه ، أقرأها هنا :

صحابة النبي » تفاضل الصحابة » ثم هم يتفاضلون فأفضلهم الخلفاء الأربعة الصحابة
- وأن أفضل أمته أبو بكر الصديق ، ثم عمر الفاروق ، ثم عثمان ذو النورين ، ثم علي المرتضى ، ثم بقية العشرة ، ثم أهل بدر ، ثم أهل الشجرة أهل بيعة الرضوان ، ثم سائر الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم .
الصحابة رضي الله عنهم هم أفضل قرون هذه الأمة ، وأفضل المسلمين على الإطلاق لا يساويهم أحد ، لامتيازهم بصحبة النبي صلى الله عليه وسلم والجهاد معه ، وتلقي العلم عنه صلى الله عليه وسلم ، فعندهم ميزات ليست عند غيرهم من المؤمنين ، فقد قال صلى الله عليه وسلم : خيركم قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ، وقال صلى الله عليه وسلم : لا تسبوا أصحابي ، فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه ، فنهى عن سب أصحابه وتنقصهم وبغضهم ، ثم بين فضلهم ، وأن أعمالهم أفضل من أعمال غيرهم ، فالصدقة مثلا : لو تصدق الإنسان بمثل جبل أحد ذهبا خالصا ما بلغ المد – وهو ربع الصاع – الذي يتصدق به واحد من صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم ، هذا لفضلهم رضي الله عنهم ولمكانتهم ، والعمل يضاعف لشرف العامل عند الله تعالى .
فهم أفضل قرون هذه الأمة على الإطلاق ، وتجب محبتهم وتوقيرهم واحترامهم وإجلالهم وعدم تنقص أحد منهم ، ولا يجوز الدخول فيما حصل بينهم وقت الفتنة ، ولا يجوز أن نخطئ فلانا ونصوب فلانا من الصحابة ؛ لأنهم كلهم مجتهدون ، ولا يجوز أن نتلمس أخطاءهم ، ونقول : فلان فعل كذا . لأن لهم من الفضائل ما - -ص 103- يغطي أخطاءهم إن حصلت ، فإن حصل من أحدهم شيء فله من الفضائل ما يغطي هذه الأخطاء رضي الله عنهم وأفرادهم ليسوا معصومين ، فقد يحصل من أفرادهم خطأ ، ولكن عندهم من الفضائل ، ما يغطي هذا الخطأ ، أما إجماعهم فهم معصومون فيه ، فالصحابة معصومون بجماعتهم .
ثم هم يتفاضلون ، فأفضلهم الخلفاء الأربعة : أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي ، ثم بقية العشرة المشهود لهم بالجنة : طلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد والزبير بن العوام وأبو عبيدة عامر بن الجراح ، هؤلاء شهد النبي صلى الله عليه وسلم لهم بالجنة ، ومات وهو عنهم راض ، رضي الله عنهم وأرضاهم ، فهم أفضل الصحابة .
ثم أصحاب بدر أفضل من غيرهم ؛ لأن الله اطلع عليهم وقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ، ثم أصحاب بيعة الرضوان – وهي صلح الحديبية – الذين بايعوا تحت الشجرة ، قال تعالى : لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ [ الفتح : 18 ] ، أخبر سبحانه أنه رضي عنهم فمنحهم رضاه ، ثم المهاجرون أفضل من الأنصار ؛ ولهذا دائما يأتي ذكر المهاجرين قبل الأنصار في القرآن ، قال تعالى : وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ [ التوبة : 100 ] ، وقال تعالى : لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ [ الحشر : 8 ] ، إلى أن قال : وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ ، يعني : الأنصار ، فيأتي ذكر المهاجرين قبل الأنصار ، فهم أفضل ؛ لأنهم تركوا أوطانهم وأموالهم وأولادهم وخرجوا لنصرة الله ورسوله ، - -ص 104- وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ أثنى الله عليهم بالصدق ، فهم يتفاضلون رضي الله عنهم وأرضاهم .
ومن أسلم قبل فتح مكة فهو أفضل ممن أسلم عام الفتح أو بعده ، قال تعالى : لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا [ الحديد : 10 ] ، فالذين أسلموا قبل الفتح أفضل من الذين أسلموا بعد الفتح ، ولكن يشتركون كلهم في صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فضيلة عامة ويتفاضلون فيما بينهم .
قوله : « وأن أفضل أمته أبو بكر الصديق رضي الله عنه » ؛ لأنه أول الخلفاء الراشدين ، وهو الذي بايع له الصحابة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم واختاروه ؛ لأنه أفضلهم .
قوله : « ثم عمر الفاروق » ؛ لأنه هو الخليفة بعد أبي بكر ، وقد اختاره أبو بكر وعهد إليه ، وهذا يدل على أنه أفضل الأمة بعد أبي بكر .
قوله : « ثم عثمان » ، هو الثالث ؛ لأن أصحاب الشورى الستة الذين عهد إليهم عمر اختاروا عثمان رضي الله عنه لفضله ، ومكانته .
قوله : « ثم علي المرتضى » ، علي بن أبي طالب رضي الله عنه ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم ، وزوج ابنته ، وأبو الحسنين ، وله من الفضائل أنه : يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ، فله فضائل عظيمة رضي الله عنه . وهذا معنى قول الشيخ .
« ثم بقية العشرة » ، أي : العشرة المبشرين بالجنة .
- -ص 105- قوله : « ثم أهل بدر » ؛ لأن الله اطلع عليهم فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم .
قوله : « ثم أهل الشجرة أهل بيعة الرضوان » ، الذين بايعوا الرسول صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة على القتال ، بايعوه على الموت لما منع المشركون الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه من دخول مكة للعمرة ، فأرسل صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان رضي الله عنه يفاوضهم ، فجاءت إشاعة أن عثمان قتل ، فعند ذلك عزم النبي صلى الله عليه وسلم على قتالهم ، فطلب من أصحابه البيعة فبايعوه ، وكانوا ألفا وأربعمائه ، بايعوه على الموت ، ثم تبين أن عثمان رضي الله عنه لم يقتل ، ثم جرى الصلح بين الرسول صلى الله عليه وسلم وأهل مكة كما هو معلوم ، والشاهد أن الله ذكر هذه البيعة ، وأثنى على أهلها ورضي عنهم .
قوله : « ثم سائر الصحابة » ؛ لأنهم يشتركون في الصحبة ، فكلهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أولهم وآخرهم ، لا يساويهم أحد .
المصدر :
شرح عقيدة الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب » من أصول الاعتقاد محبة أصحاب الرسول

باسل لا تكن ممن أضلهم أعاجم الفرس المجوس ، الذين كذبوا على الأسلام في كل صغيرة وكبيرة ، ولا غرابة في ذلك فالاسلام هو من هدم عروشهم الوثنية واخرج العباد من عبادة العباد الى عبادة رب العباد .
وأعلم هداك الله أن سبُّ أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حرامٌ بالكتاب والسنة ، من اقترن بسبه دعوى: أن عليًّا إله، أو أنه كان هو النبي، وإنما غلط جبريل في الرسالة، فهذا لاشك في كفره، بل لاشك في كفر من توقف في تكفيره. وكذلك من زعم منهم أن القرآن نقص منه آيات وكُتمت
قال فُضَيْل بن مرزوق: سمعت الحسن بن الحسن - يعني: ابن علي بن أبي طالب - رضي الله عنهما - يقول لرجل من الرافضة: "والله، إنَّ قَتْلَك لَقُرْبَةٌ إلى الله، وما أمتنع من ذلك إلا بالجوار".
قال القاضي أبو يعلى : "ومن قذف عائشة - رضي الله عنها - بما برَّأها الله منه كفر بلا خلاف".
وقال إسحاق بن راهَوَيه:
"من شتم أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يعاقب ويحبس، وهذا قول كثير من أصحابنا، منهم: ابن أبي موسى، قال: "ومن سب السلف من الروافض فليس بكفء ولا يزوج، ومن رمى عائشة - رضي الله عنها - بما برَّأها الله منه، فقد مَرَقَ من الدين، ولم ينعقد له نكاحٌ على مسلمة؛ إلا أن يتوب ويُظهِر توبتَه ".
( في الرد على من كنا نحاوره)