تاريخ الكتابة والكتاب


مع التطور التاريخي لحياة الإنسان وتداخل المجتمعات مع بعضها البعض وترابطها ، وجد نفسه غير قادر على التفاهم مع الغير من المجتمعات الأخرى ، ولذلك بذل قصارى جهده في ايجاد الوسيلة التي يستطيع عن طريقها التواصل و التفاهم مع تلك المجتمعات ، ولذلك هداه التفكير الى اختراع الكتابة التي من خلالها يستطيع أيضا حفظ بنتاجه الفكري و تراثه الثقافي والعلمي من الضياع و الاندثار .
وقد مرت الكتابة بعدة مراحل زمنية قبل ان تبلغ القبول و السهولة في الاستخدام ، فقد بدأت على شكل صور تدل على معاني ومدلولات ملموسة في الحياة اليومية ، وقد تم العثور على بعض النقوش والصور عمرها 35000 سنة في كهوف " لاسكو " في فرنسا و " التميرا " في إسبانيا ، ولان لغة هؤلاء القوم كانت بدائية ، فلم تكن هناك حاجة لتطوير كتابة خاصة بهم . كما تم العثور على الكثير من النقوش و الصور والرموز الدالة على معاني معينة في منطقة الهلال الخصيب وبالتحديد مع الحضارة السومرية وذلك قبل حوالي 5500 سنة . وقد دلت هذه النقوش والرموز على تطور الكتابة عندهم حيث عرفت كتابتهم بالمسمارية او الاسفينية . وقد كانت الكتابة في بداية عهدها عبارة عن صور توحي تماما بما رسم فيها . وفي مرحلة اكثر تقدما تطورت الى صور رمزية توحي بمعنى معين . وتم العثور على حوالي 2000 صورة رمزية ، ومما لاشك فيه ان هذه الرموز كانت صعبة الفهم لعامة الناس ، فسارعوا الى استعمال رموز توحي بأصوات معينة ، وهذه الرموز الصوتية كانت خطوة أساسية الى الأمام في تطوير الكتابة .
وفي مرحلة متقدمة من التاريخ البشري جاء الفينيقيين وهم سكان السواحل الشرقية لحوض البحر المتوسط وذلك حوالي 1100 ق.م وابتكروا الكتابة الفينيقية مستعينين بذلك بالكتابة السومرية و المصرية القديمة وطوروها ، وبذلك ابتكروا الأبجدية الفينيقية والتي هي عبارة عن حروف وكل حرف يمثل صوتا معينا ، وصارت حروفهم او رموزهم واضحة سهلة للكتابة .


وهذه الحروف كانت اساسا للكتابة في الشرق كما في الغرب .
وجاء بعد ذلك الإغريق وطوروا بجديتهم التي نقلوها عن الفينيقيين وذلك حوالي 403 ق.م حيث صار لديهم أبجدية خاصة بهم والتي أصبحت أساسا للأبجدية في الغرب . ثم جاء الرومان فاخذوا الأبجدية الإغريقية ، فابقوا على بعض الأحرف كما هي ( حوالي 12 حرفا ) وعدلوا سبعة أحرف ، أعادوا استعمال ثلاثة أحرف كان قد بطل استعمالها . وقد سادت الأبجدية الرومانية واللغة اللاتينية بلاد أوربا بعد سيطرة الإمبراطورية الرومانية على بلاد الغرب .وهذه الأبجدية مازالت تستعمل حتى يومنا هذا بعد إجراء بعض تعديلات عليها

اما الكتابة و الأبجدية العربية فقد جاءت متأخرة بعض الوقت عن باقي الأبجديات لعدم اهتمام العرب بالكتابة في عصر الجاهلية وذلك لان معظم القبائل العربية كانت من البدو ولم يكونوا في حاجة الى ثقة بالكتابة . لكن بعد نزول القران الكريم ودخول الإسلام الجزيرة العربية
أخذت الكتابة العربية مكانها بين القبائل وبالأخص عندما قرر الخلفاء الراشدون تدوين القران الكريم وكان ذلك في عهد الخليفة عثمان بن عفان . ومع انتشار القران الكريم والدعوة الإسلامية في عموم الأقطار ، انتشرت الكتابة العربية انتشارا واسعا ، كما استعملت الكتابة العربية في لغات عديدة غير العربية منها الفارسية و الأفغانية و التركية .
والأبجدية العربية في الأصل مشتقة عن الكتابة السامية التي اشتقت بدورها عن الأبجدية الفينيقية التي تألفت أصلا من 22 حرفا هجائيا ووصلت الى العرب عن طريق الأنباط الذين سكنوا شمال الجزيرة العربية ، وقد تأثر الأنباط بحضارة الآراميين وكتابتهم .


مجموعة من الصحائف المخطوطة أو المطبوعة يضم بعضها إلى بعض بالخياطة أو التغرية أو بواسطة أسلاك معدنية. يكون عادة ذا غلاف ورقي أو ذا غلاف كرتوني, وقد يجلد بالقماش ونحوه. وقديما كان الكتاب عبارة عن مجموعة ألواح فخارية, أو عبارة عن درج من ورق البردي. فأما ( الكتاب الفخاري ) فقد عرفه السومريون والبابليون قبل أكثر من أربعة آلاف سنة, وأما ( الكتاب الدرجي ) فقد عرفه المصريون في الفترة نفسها تقريبا. والواقع أن المصريين

صنعوا من سوق قصب البردي أدراجا طويلة جدا . ولما كان البردي أخف وزنا وأكثر ملاءمة
للكتابة من الفخار فقد أخذت مصر تصدره الى مختلف بلدان الشرق الأدنى. وعن المصريين اقتبس الإغريق ( الكتاب الدرجي ) وعن الإغريق اقتبسه الرومان بدورهم . و من لفظة Papyrus (البردي) اشتقت لفظة Paper (الورق), ومن اسم مدينة جبيل Byblos, وهي الميناء الفينيقي الذي أصبح فيما بعد مركزا لتصدير البردي, اشتق الإغريق لفظ Biblion وهو اسم الكتاب في لغتهم. ومن كلمة Biblion هذه نشأت كلمة Bible ومعناها الكتاب المقدس. وحوالي العام 400 للميلاد حل الرق Parchment وكان يعد من جلود الحيوانات محل البردي, واتخذ الكتاب شكله الحاضر ذا الصفحات المطوية المضموم بعضها إلى بعض. وفي القرن الثامن للميلاد شرع العرب يستخدمون الورق الذي ابتكره الصينيون عام 105 للميلاد بدلا من الرق ( الجلود ) بعد فتح مدينة سمرقند حيث أسسوا مصنعا لصناعة الورق عام 751 م . وعنهم أخذته البلدان الأوروبية في القرن الثاني عشر. وقد أنشئ أول مصنع للورق في إنكلترا في القرن الخامس عشر. وحوالي عام 1436 اخترع غوتنبرغ الطباعة بالحروف المعدنية المنفصلة أو المتحركة فكان ذلك الاختراع نقطة تحول في تاريخ الكتاب نقلته من طور المخطوطة إلى طور المطبوعة. وأول كتاب طبع في أوروبا هو الكتاب المقدس الذي طبعه غوتنبرغ في ما بين عام 1452 وعام 1455 م .

وزارة التربية - الكويت









تاريخ الكتابة العربية والخط العربي


بداية الخط

ففي بلاد الرافدين عرفت أول طريقة للتدوين وذلك في أواخر الألف الرابع قبل الميلاد
نظرا لما أكدته الرقم الطينية المكتشفة في مدينة الوركاء وكان الشكل الأول للكتابة
صوريا ثم تطور إلى الرمزي وبعدها إلى المقطع الصوتي وعرفت هذه الأنواع بالكتابة المسمارية .
وعرف أيضا في حضارة وادي النيل نوع من الكتابة أطلق عليه الكتابة الهيروغليفية
بأنواعها الثلاث المميزة .وقد مرت بنفس المراحل التطويرية التي مرت بها الكتابة
المسمارية إلا أن كلتيهما لم تصل إلى المرحلة الهجائية .
وعند ظهور الكنعانيين على مسرح الحياة العربية تم في عهدهم اختراع الحروف الهجائية
وبذلك فتحوا بابا جديدا للبشرية في مجال الكتابة وقد أخذ هذه الحروف
الفينيقيون والكنعانيون وحسّنوا أشكالها وساحوا بها الأرض أثناء تجارتهم
فأخذها الكثير من الأقوام والشعوب ومن ضمنهم الآراميون الّين اشتهروا
بخطهم الآرامي الذي كتب به كثير من البلدان المجاورة للآراميين وقد أخذ
عنهم الأنباط الذين اشتهروا بخطهم النبطي . ثم انتقل عن طريق الأنباط
إلى أهل الأنبار وبعدها إلى أهل الحيرة وعن طريق التجارة القائمة بينهم
وبين أهل الحجاز انتقل الخط إلى الحجاز . لذا فإن الكتابة وثيقة مهمة لتسجيل
القيم الحضارية لقد بدأ التاريخ عندما عرفت الأجيال اللاحقة أسرار الأجيال
السالفة ولولاها لأسدل الستار على تلك الحضارات . وكان الدور الكبير للذين
يمكن تسميتهم بالخطاطين في الحضارات السومرية والأكدية والآشورية
والبابلية والمصرية والكنعانية والفينيقية والآرامية واليمانية والحضرية
والنبطية والأنبارية والحيرية والحجازية .... فلولا هؤلاء لما عرفنا عن تاريخ أمتنا أي شيء .
وعندما أشرق فجر الإسلام ونوره في هذه الأمة الكريمة تطور الخط
وعلا شأن الخطاط وتشرفت مكانته لارتباط الخط بالقرآن الكريم وقد شجع النبي والخلفاء
التدوين واهتموا به . لذلك ظهر خطاطون مبدعون استطاعوا استخدام أقلامهم أفضل
استخدام وعرفت أنواع من الخطوط سميت بالخط المكي والمدني والبصري والكوفي
وقد تشعبت بعد ذلك علوم الخط العربي وتعددت أقلامه وأنواعه
ومدارسه في أرجاء الوطن العربي والعالم الإسلامي .


مدارس الخط العربي


1-المدرسة العراقية

فبغداد تعد من أرقى المدارس الخطية ولم يغفل التاريخ دورها في تجويد الخط العربي والرقي به وظهر في بغداد خطاطون مجودون مثل ابن مقلة وابن البواب أخذ وياقوت المستعصمي وظهر آخرون كمعروف البغدادي وعبد الله الصيرفي وأحمد السهروردي ولم تستطع الحقبة المتأخرة التي مرت ببغداد من ظهور خطاطين مبدعين منهم اسماعيل البغدادي وسفيان الوهبي ونعمان الذكائي ودرويش الفيضي وعميد الخط العربي في بلاد الرافدين هاشم محمد البغدادي والأستاذ يوسف ذنون وعباس البغدادي وصلاح الدين شير زاد ... و آخرون غيرهم .

2-المدرسة التركية

كما ظهر في العالم الإسلامي خطاطون برعوا في رسم أشكال الخط العربي وطوروا قواعده وحافظوا على أصوله بدعم من الدولة العثمانية ومنهم حمد الله الأماسي والحافظ عثمان ومصطفى راقم ونظيف ومحمد شوقي ومحمد أمين الرشدي والحاج أحمد الكامل وسامي أفندي وعبد العزيز الرفاعي والخطاط الكبيرحامد الآمدي وحسن جلبي ومحمد وعثمان أوزجاي وداود بكتاش .

3-المدرسة الشامية

لم يكن نصيب أهل الشام أقل شأنا في تطوير وإرساء أصول الخط العربي فقد ظهر فيها أعلام في سماء الخط العربي أمثال المرحوم بدوي الديراني الدمشقي وكامل البابا اللبناني وحلمي حباب شيخ الخطاطين في بلاد الشام وعبد الرحمن الفاخوري ومن المتأخرين أحمد المفتي وعدنان الشيخ عثمان ومحمد فاروق وخالد الساعي .

4-المدرسة المصرية

ولم يكن نصيب مصر من الخطاطين أقل شأنا من غيرهم فقد نبغ فيها الكثيرون أمثال نجيب هواويني الذي كان خطاطا للملك فاروق وأيضا من المعاصرين أمثال سيد ابراهيم ومحمد حسني البابا وخضير البور سعيدي .....

5-المدرسة المغربية

وبالطبع لن ننسى بلاد المغرب العربي التي كانت مدرسة فريدة في مجال الخط العربي حيث استطاع خطاطوها ابتكار خطوط جديدة وخاصة الخط المغربي وظهور الكثير من الخطاطين البارعين في الخط مثل محمد أمزيل وحميدي بالعيدي وغيرهما ممن لا تحضرني أسمائهم. إنه تاريخ حافلٍ بالنماذج الخالدة التي أرسى هؤلاء العباقرة لأجيالنا دعائم وأسس هذا الفن الرفيع فهل نحن على قدر من المسؤولية على الأقل للحفاظ على هذا التراث العريق لنحفظ لأمتنا كتاب ربها وسنة نبيها وأدبها الخالد .

أنواع الخطوط العربية


الخط الكوفي :
من أجود الخطوط العربية شكلا و منظرا و تنسيقا، ظهر بالكوفة في العقد الثاني من التقويم الهجري و هو مستوحى من خط مدينة الحيرة.

خط النسخ:
وضع قواعده الوزير ابن مقله، أطلق عليه اسم النسخ لكثرة استعماله في نسخ الكتب و نقلها، لأنه يساعد الكاتب على الكتابة بسرعة اكثر من الخطوط الأخرى،امتاز بإيضاح الحروف و إظهار جمالها و روعتها.

خط الثلث
من أروع الخطوط العربية منظرا و جمالا و أصعبها كتابة و اتقانا.يمتاز عن غيره بكثرة المرونة إذ تتعدد أشكال معظم الحروف فيه، لدى يمكن كتابة جملة واحدة عدة مرات بأشكال مختلفة.
يقل استعمال هذا النوع في المصاحف، و يقتصر استعماله في كتابة العناوين و بعض الآيات و الجمل لصعوبة كتابته.

الخط الديواني
هو الخط الرسمي الذي كان يستخدم كتاب الدواوين،وتوجد في كتابته مذاهب كثيرة و يمتاز بأنه يكتب على سطر واحد و بمرونة كتابة جميع حروفه.

الخط الأندلسي-المغربي
مشتق من الخط الكوفي، و كان يسمى خط القيروان ،و نجده في نسخ القران ال مكتوبة في الأندلس و شمال أفريقيا.ويمتاز باستدارة حروفه استدارة كبيرة.

الخط الفارسي
من اجمل الخطوط، له طابعه الخاص الذي يتميز به عن غيره.يتميز بالرشاقة في حروفه و تبدو و كأنها تنحدر في اتجاه واحد، و تزيد من جماله الخطوط اللينة و المدورة. وقد يعمد الخطاط في استعماله إلى الزخرفة للوصول إلى القوة في التعبير .فقد يربط الفنان بين حروف الكلمة الواحدة و الكل متين ليصل إلى تأليف إطار أو خطوط منحنية و ملتفة يظهر فيه عبقريته في الخيال و الإبداع.


أصل الكتابة


أصل الكتابة : ذكر كثيراً من المؤرخين القدامى أمثال القلقشندي وابن النديم والنويري وابن عبد ربه بأن أصل الكتابة توقيفيه أي جاءت من عند الله عز وجل ، وأن الله علم أدم الأسماء كلها مستندين إلى قوله تعالى : " وعلم أدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين " سورة البقرة آية 31 .
وذكروا إن أدم عليه السلام كتب الكتب المختلفة قبل موته بثلثمائة سنه وكتبه في الطين ثم طبخه وبعد أن غرقت الأرض وزال عنها الماء وكان لكل قوم كتبهم فكان الكتاب العربي من نصيب اسماعيل عليه السلام .

أصل الكتابة العربية : اختلفت الآراء في أصل الكتابة العربية :
1- الأبجدية العربية في الأصل مشتقة عن الأبجديات السامية التي اشتقت بدورها عن الأبجدية الفينيقية التي تألفت اصلاً من 22 حرفاً هجائياً ولكن أحرفها صامته ووصلت إلى العرب عن طريق الأنباط والأنباط شعب عربي سكن شمالي الجزيرة العربية وكانت عاصمتهم البتراء ولغتهم مزيج من العربية والآرامية .
2- وبما أن الأبجديات السامية تألفت من 22 حرفاً صامتاً ، فقد عمل العرب على إجراء تحسينات هامة عليها . فقد أضافوا ستة حروف إلى الأبجدية سموها ( الروافد ) وهي ث خ ن ض ظ غ ، فصارت أبجديتهم 28 حرفاً وقد أدخلت هذه الحروف لأن قيمتها الصوتية تشكل جزءاً من اللغة العربية . كان ترتيب الأبجدية القديمة ( أبجد ، هوز ، حطي ، كلمن ، سعفص ، قرشت ) ظل معمولاً به حتى جاء نصر بن عاصم الليثي ( المتوفي 89هـ ) ويحي بن يعمر الوسقي العدواني ( المتوفي 129هـ ) ورتباها الترتيب المعروف الآن ، وذلك بجمع الحروف المتشابه في الرسم إلى بعضها .
المصادر : 1- عبد العزيز الدالي . الخطاطة .
2- د. عبد العزيز بن محمد المسفر . المخطوط العربي وشيء من قضاياه .
3- د. ربحي عليان . المكتبات في الحضارة العربية الإسلامية .
4- الموسوعة العربية العالمية . الجزء الأول .

منتديات اليسر للمكتبات وتقنية المعلومات











السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا مشرفنا العام
وهذه إضافات للموضوع من هنا فى العز

علم الخط


رحلة الخط العربي من المسند... إلى الحديث

حكاية خط!

نماذج من الخط العربى