كان السلطان عبد الحميد الثاني يشرب القهوة العربية.ثم التفت الى زوجته مشفقة و قال لها:"شكرا على كل سنوات العشرة التي قضيناها معا" ثم قال لزوجته الاخرى صالحة و قال لها :"سامحيني ان كنت اخطأت في حقك."
ثم اراد ان يشرب فنجان آخر لكن القهوة انسكبت على يد مشفقة ثم صرخ :"الله الله الله" ثم سقط السلطان على يدي مشفقة التي صرخت:"استدعوا الطبيب حالا استدعوا عاطف بك."
فهرع عاطف بك الى السلطان لكنه ادرك الحقيقة المفجعة و قال للجارية:"مابك واقفة
هكذا؟؟؟ قومي وغطيه بالكفن." و ما ان سمع كل من في القصر مقولة عاطف بك انفجروا بالبكاء.وقال احد الاغوات :"لقد راح أفندينا لقد رحل."
كان جنازة السلطان عظيمة حضر فيها خلق كثير.كل سكان اسطنبول خرجوا باكين قائلين:"لمن تتركنا يا والدنا؟؟؟اين انت ذاهب يا ابونا؟؟؟."
و كان ممن حضر الجنازة طلعت باشا الصدر الاعظم السابق و قد انفجر بالبكاء و كذلك رضا توفيق بك اكبر معارض للسلطان عبد الحميد و زعيم جمعية الاتحاد و الترقي الذي قال:"آه أيها السلطان العظيم لقد افترينا عليك دون حياء"
هذه كانت وفاة رجل عظيم من عظماء الامة.كان آخر الخلفاء العظماء وواحدا من عظماء بني عثمان الذي وقفوا انفسهم و ارواحهم لخدمة هذا الدين الحنيف.دين الانبياء و المرسلين.وسيذكر التاريخ هذا الرجل,الذي وقف سدا منيعا ضد اليهودية و الماسونية و الصهيونية و كان لهم كابوسا مرعبا لثلاثا و ثلاثين سنة,سيذكره التاريخ مع اولئك الذين تجلت فيهم قوة الاسلام و ثباته امام الاعداء.سيذكر مع الرشيد و المعتصم و حتى مع عمر بن عبد العزيز و سيذكر مع اجداده سليمان القانوني و محمد الفاتح.هذا الرجل كان,بحق,آخر عظماء الامة و لكنه ليس الاخير .ذلك الرجل الداهية الصبور الكتوم الذي لم يبالي بملكه في سبيل حفظ كل شبر من ارض الامة و لم يبالي أيضا بتشويه صورته امام الخلق.لقد كان رجلا عظيما و نادرا ما يجود الزمان بمثله.ليرحمك الله يا عبد الحميد و ليغفر لك و يشملك برحمته.
وقد بعث الله الخليفة رحمة* * * إلى الناس إن الله للناس يرحم
أقام به الديان أركان دينه* * * فليست على رغم العدى تتهدم
وصاغ النهى منه سوار عدالة* * * به إزدان من خود الحكومة معصم
وكم لأمير المؤمنين مآثر * * *بهن صنوف الناس تدري وتعلم
ويشهد حتى الأجنبي بفضله* * * فكيف يسيء الظن من هو مسلم
سلام على العهد الحميدي إنه* * * لأسعد عهد في الزمان وأنعم

عادَت أَغاني العُرسِ رَجعَ نُواحِ* * * وَنُعيتِ بَينَ مَعالِمِ الأَفراحِ
كُفِّنتِ في لَيلِ الزَفافِ بِثَوبِهِ* * * وَدُفِنتِ عِندَ تَبَلُّجِ الإِصباحِ
شُيِّعتِ مِن هَلَعٍ بِعَبرَةِ ضاحِكٍ* * * في كُلِّ ناحِيَةٍ وَسَكرَةِ صاحِ
ضَجَّت عَلَيكِ مَآذِنٌ وَمَنابِرٌ* * * وَبَكَت عَلَيكَ مَمالِكٌ وَنَواحِ
الهِندُ والِهَةٌ وَمِصرُ حَزينَةٌ* * * تَبكي عَلَيكِ بِمَدمَعٍ سَحّاحِ
وَالشامُ تَسأَلُ وَالعِراقُ وَفارِسٌ* * * أَمَحا مِنَ الأَرضِ الخِلافَةَ ماحِ
وَأَتَت لَكَ الجُمَعُ الجَلائِلُ مَأتَماً * * *فَقَعَدنَ فيهِ مَقاعِدَ الأَنواحِ