قريباً 5000 ليرة شهريا لكل موظف ... مقابل إنهاء الدعم عن المازوت ؟عجزت الحكومة بامتياز عن توفير مازوت تدفئة يكون متاحا بشكل طبيعي و بالسعر الرسمي .. و ظلت أغلب بيوت السوريين بلا مازوت
منذ أن تم اتخاذ قرار أن يكون هناك سعرين للمازوت .. و الفوضى تلف المادة التي تمردت على أسعارها تارة بسبب عجز الجهات الحكومية المعنية عن مراقبتها و تارة بسبب الفساد الذي يتقنه عشاق المادة و منذ سنوات طويلة . و دون أن نتجاهل الصعوبات التي واجهت الحكومة في استيراد المادة و كيف كانت تدفع مبالغ كبيرةدون أن يكون لها صدى على أرض الواقع .
على كل فشل قرار وجود سعرين تماماً .. و التوجه نحو اعتماد سعر واحد صار قاب قوسين أو أدنى .
سيرياستيبس حصلت على معلومات مؤكدة أنّ قرار توحيد سعر المازوت ليماثل سعر التكلفة قد اتخذ و تم التوافق عليه من قبل الجهات المعنية .. طبعا بالتوازي مع تأمين عملية تدفقه بكثرة و بما يفوق الطلب إلى السوق , و هذا من شأنه أن يضمن الحصول عليه بأقل قدر من الفساد .
المعلومة الأهم و التي نود أن نزفها لكم , طبعاً إن كانت تحمل بعض الفرح و الرضى هو استعداد الدولة لتقديم تعويض نقدي مقابل فرق الدعم على اعتبار أنّ مازوت التدفئة سيصبح مماثلا لسعر التكلفة ..
و البدل النقدي سيكون بمقدار 5000 ليرة شهرياً . أي 50 ألف ليرة سنويا هذا إن لم يتم إجراء تعديل و لا يتوقع حدوث ذلك .
و بذلك يمكن أن نقول أنّ هذا التعويض الذي سيقدم للموظفين و أفراد الجيش و القوات المسلحة سيكون بمثابة الترجمة لحديث السيد رئيس مجلس الوزراء الدكتور وائل الحلقي في جلسة مجلس الوزراء أمس عندما قال :
" أن هاجس الحكومة الأساسي هو تحسين الواقع المعيشي والخدمي للمواطن وعقلنة الدعم وإيصاله لمستحقيه وتسخير الأموال العائدة منه لتحسين المستوى المعيشي والمؤشرات الخدمية والاقتصادية وكذلك تفعيل العملية الإنتاجية للقطاع الزراعي والصناعي "
إذا الميارات التي ستوفرها الدولة نتيجة رفع سعر المازوت المدعوم سيتم توزيعها عبر بدل نقدي مضمون الوصول إلى مستحقيه أو لنقل القسم الأكبر من مستحقيه , لتكون حكومة الحلقي بذلك قد نفذت ما كانت حكومة ناجي عطري قد أطلقته قبل سنوات تحت مسمى إعادة توزيع الدّعم .
قد يلقى هذا القرار أو هذا التوجه الرضى و قد لا يلق و لكن نعتقد أنّ ذهاب فارق الدعم الى ملايين الموظفين و الأسر السورية هو أهم بكثير من أن يذهب إلى جيوب حفنة من الفاسدين و المفسدين عبر التهريب و الاحتكار .
و لمن يسأل عن غير الموظفين و الأسر التي ليس فيها موظفين فبحسب معلوماتنا سيتم الإعلان لاحقا عن سلسلة اجراءات لدعمها بأشكال يجري صياغتها حاليا من قبل الجهات المعنية .
هامش 1 : الحكومة بدأت فعلاً بحملة إعلامية لتسويق مفهوم عقلنة الدعم تمهيدا لرفع سعر المازوت و توزيع فروقات الدعم لدعم معيشة المواطن كما قالت " و هذا ما ستلاحظونه جيدا في الأيام القادمة ".
هامش 2 : أياً كان محرك الدولة لاتباع منهج العقلنة , فإنّ المنطق يقول و طالما أنّ المادة ليست حاضرة في متناول المواطنين كما يصرف عليها ... فإنّ أي مبلغ يوزع كفرق دعم هو أفضل من الإبقاء على المادة عرضة لنهب الحرامية الذين يستأثرون بالحصة الأكبر من الدعم المقدم باسم المواطن و من أجله .
هامش 3 : نتمنى أن تكون الحكومة ذكية في إخراج الحلقة الأهم من حلقات مسلسل عقلنة الدعم و أن تستفيد من حلقات سابقة لم تكن ناجحة . خاصة حلقة ابتداع سعرين للمازوت ؟
و هامش أخير : نتمنى أن لا يقدم البدل النقدي كزيادة على الرواتب لأنّ صنف آخر من الحرامية سيكونون بانتظار الانقضاض ؟؟ .
هيام علي
سيرياستيبس