لايسعني بعد القراءة الا المشاركة...

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي











حكاية دمشقية اسمها ساحة المرجة
حكاية دمشقية عن الملامح العمرانية و الحضارية التي ُفقدت من التاريخ المعماري لمدينة دمشق إما بالإزالة ... أو الحرائق ... وخسرنا بدورنا هذه الروائع ...
تعليق الباحث عماد الأرمشي.
سراي المجالس العدلية : Palais de justice
في فترة ولاية الوالي العثماني محمد راشد باشا أي بعد عام 1866 شُـرع في بناء داراً للعدلية وذلك مقابلاً لأوتيل أمريكا ـ فندق فيكتوريا إنترناشيونال فيما بعد عند الزاوية الشمالية الغربية لساحة المرجة . فيما أكدت بعض المصادر أن سراي المجالس العدلية هي من آثار الصدر الأعظم على حيدر مدحت باشا .
و البناء عبارة عن طابقين و مشيد على الطراز العثماني المختلط ( الحديث و العثماني المتأخر ) مع لمسات أوروبية واضحة في شكل بناء السقف شأنه شأن معظم الأبنية التي شيدت في تلك الحقبة الزمنية و الحاوية على طبقتين .
الطابق الأرضي مبني من الحجارة المنحوتة على طول الواجهة المزدانة بالنوافذ القوسية على الطراز العثماني ، وقد شغل قسماً منه دائرة البوليس ، و به سجن صغير للتوقيف المؤقت .
أما الطابق العلوي فهو مبني على الطراز العثماني المتأخر مع تغير شكل النوافذ إلى مستطيلة خشبية و مغطى بسقف من التوتياء على شكل جملون ، وقد شغلته المحاكم الشريعة وسجلاتها ، و كذلك المحاكم المدنية علاوة عن دائرة الأملاك السلطانية .
أما تاريخ بنائه فعليه خلاف بين المصادر .. فقد ذكر عبد الرحمن بك سامي في كتابه : ( القول الحق في بيروت و دمشق ) و الصادر عام 1890 فقال :
وما أن انتهى بنا السير إلى آخر حديقة البلدية ، إلا و تجلت لنا سراي الحكومة ، (( ويقصد عبد الرحمن سامي : السراي القديمة التي بناها الوالي كنج يوسف باشا عام 1807 ، ولأن السرايا الحالية مكان وزارة الداخلية اليوم سنة 2011 للميلاد ، و لم تكن مشيدة بعد .

وقال : وتجلت لنا سراي المجالس العدلية ، و سراي البوسطة و التلغراف أي ( البريد و البرق ) ، و سراي البوليس ، جميعهم يطلون على مسحة واسعة ( أي ساحة المرجة ) ، في وسطها بركة ماء للدواب ( البحرة المدورة ) وأمام ذلك بعض مقاه ، و أشهرها مقهى الورد .
مما يدلنا أن تاريخ بناء سراي المجالس العدلية ، و سراي البريد و البرق كما نوه الدكتور الشهابي .. قد شُـيدا قبل إصدار كتابه ( القول الحق ) ، وأضاف المؤرخ الدمشقي الشيخ محمد أديب الحصني رحمه الله بكتابه ( منتخبات التواريخ لمدينة دمشق ) : أن دوائر العدلية ، والبريد والبرق ، ودائرة البوليس والدرك .. قد تشكلت في أيام ولاية الصدر الأعظم الأسبق مدحت باشا الذي ولي دمشق 1878 للميلاد .
و الصورة المرفقة نقية توضح معالم سراي دار العدلية ملتقطة من الجنوب الشرقي الى الشمال الغربي في منتصف عشرينات القرن العشرين بعد احتراق ( فندق الشرق ) عام 1923 للميلاد كما هو واضح بالصورة .
وبقي كذلك أرضاً محروقة حتى أقيم فوق أرضه مبنى جديد تحت اسم ( فندق أميه ) عام 1927 للميلاد لصاحبة سامي باشا مردم بك بن حكمت باشا بن علي بك بن محمد بك بن عبد الرحمن بك القرمشي .. كذلك يظهر إلى اليمين سراي البوسطة و التلغراف أي ( البريد و البرق ) يمر أمامهما الترام البلجيكي الصنع و تظهر بالعمق في جهة اليسار قبة الخانقاه اليونسية ( جامع الطاووسية ) وكذا مدينة الصالحية في حضن قاسيون الأشم المتوج بقية ( النصر ) في قمة الجبل .