غدار يا زمن / شعر


أيمن خالد دراوشة
ص.ب : 36238/ الدوحة/ قطر

**********************************************


إلى الطائر الذي حلق عاليا دون عودة بعد أن توقف عن التغريد... أمي

تُخادِعُنا الدُّنيا بِطيبِ نَسيمِها وَما هُوَ إلا الشهدُ خالطهُ السُمُّ

فتيان الشاغوري


وترحلُ صمتا غريبا
زهرة العمر فاجأتها السماء
شمعة وانطفى نورها
لم يكن سفرا عارضا
أو رحيلا يطول
لا ولا كان منزلة بين هذا وذاك
كان موتا سريعا إلى الآبدين
هكذا ... تروح بلا رجعة
فيستولي عنا الذهول
ضاعت البسمة المشرقة
دارَنا هزَّها الحزنُ زعزع أركانها
وأنا كالذي فاجأته الشكوك
لم أكن أتصور يوما
بأني سألقاك في آخر الأمر
جثة هامدة
بعدما قد تركتك تضحك
تمارس شتى الهوايات
تروح ... تجيء ... تنام بكل براءة
إلى أن تكون المنية خاتمة الأمل
أتسمعني الآن يا ... ؟ لا أظن .. لست أدري .. المهم
ها أنت ذا الآن تسكن أمسك في السابقين
ويبقى خيالك يصفعني ... فأضيع
موقف واحد هدني... أخذ الصبر مني
حينما كنت بالكفن لست أعي ما يدور
ولست تعي معنى هذا الألم
نم هنيئا
فلن أنسى ما عشت
كيف كنت تحضنني وتنام... نم حبيبي هنيئا ... فما زلت حيا ولو بالصور
=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-==