شهدنا في بدايات الاحتلال الأمريكي للعراق آذار/مايو 2003 كيف سرق المتحف العراقي بأسلوب منهجي علمي غايته [نهب وطمس وتزوير] آثار العراق ولا سيما نقوشه الكتابية الأثرية وذلك ليتماشى مع الفكر التوراتي بل ليتماشى مع الفكر المسيحي المتصهين ومن رواده جورج بوش صاحب مذهب المتطهرين ( البيوريتانز (puritans . المافيا الأمريكية ومذهب المتطهرين (البيوريتانز) فكرياً: تعريف البيوريتانز: أولا: هم فئة من البروتستانت الأمريكان، يعتبرون أنفسهم بأنهم جماعة الخير وبقية البشر جماعة الشر. بما فيهم مسيحيي الروم ( أي الشرقيين ) وبما فيهم البروتستانت الشرقيين هذا في العقيدة أيضاً ولديهم تصور لقيامة السيد المسيح وهنا تكمن المصيبة لأن من شروط عودة السيد المسيح لديهم إعادة بناء الهيكل وهذا يعني أنه يجب هدم المسجد الأقصى وإعادة بناء الهيكل. ثانيا ً: يأخذون التوراة أساساً في معتقدهم ويفسرون التوراة حسب تفاسيرهم دون الاعتماد على الحاخامات اليهود. واليهود لديهم الآن وسيلة خلافاً لما كان في الخمسينيات وحتى الثمانينيات فمنذ التسعينات من القرن الماضي أصبحت إسرائيل واليهود بيد البيوريتانز وسيلة (زمن جورج بوش الأب). ومن الهام الإشارة أن جورج بوش [الجد] كان أستاذاً في جامعة نيويورك للغة العبرية وكان أحد مفسري التوراة وله كتاب شتّام بعنوان (حياة محمد). ( ) وهذا لا يعني أنهم ضد اليهود ودولة إسرائيل. مكان الهيكل واسحق نيوتن: إن من عين مكان الهيكل أنه مكان المسجد الأقصى هو اسحق نيوتن صاحب نظرية الجاذبية الأرضية وكان ذلك عام 1725( ) ميلادية وليس 1725 قبل الميلاد. وللأسف نجد الخرائط طبعت في النسخ الجديدة للكتاب المقدس باللغة العربية وقد أخذ الهيكل مكان المسجد الأقصى بالتمام والكمال زوراً وبهتاناً وإننا ننبه الإخوة المسئولين عن تلافي ذلك. العراق: فللبيوريتانز في حرب العراق مناحٍ إيديولوجية ثلاث : المنحى الأول : هو الأخذ بالثأر لما سمي بالسبي الأشوري ثم السبي البابلي. المنحى الثاني : حدودك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل . المنحى الثالث: لعودة (قيامة) السيد المسيح. يجب أن يكون الهيكل مبنياً ومعنى أن الهيكل يجب أن يكون مبنياً فقد حددوا أن مكان الهيكل هو مكان المسجد الأقصى. إذاً تلقائيا ً يجب أن يهدم المسجد الأقصى ويبنى الهيكل مكانه. الكتاب المقدس: (( لقد ضُُمَّ الإنجيل للتوراة في القرن السادس عشر الميلادي وسمي بالكتاب المقدس . ومن فعل ذلك هم البروتستانت بعد مارتن لوثر لكنهم قالوا : كلا إن الإنجيل و التوراة جمعا في القرن الثاني وآخرون يقولون في القرن الثامن وأما ظهوره بكثافة في القرن السادس عشر فكان بسبب اكتشاف آلات الطباعة. وهنا نقول أننا نتحدى أن يأتينا أحد منهم بالتوراة و الإنجيل مكتوبين بخط كاتب واحد قبل القرن العاشر وسيزول العجب عندما نعلم أن أقدم نسخة للتوراة موجودة الآن ترقى إلى 950 بعد الميلاد وليس 950 قبل الميلاد )). المرجع قاموس الكتاب المقدس . ( ) وعودة للمسجد الأقصى فإن اتجاه حائط المسجد الأقصى هو باتجاه القبلة (أي باتجاه مكة) فهل كان الهيكل سابقا ً باتجاه القبلة ؟! هذا الحائط هو حائط جديد نسبياً. أما إن كان باتجاه القبلة فهذا أمرٌ نرضاه نحن العرب المسلمون فهل سيرضى ذلك الفكر الصهيوني التوراتي. إذن ما نقوله إن الغاية الأولى من هذه الحرب (إن صح التعبير 70 75 %).هي أيديولوجية فكرية والغاية الثانية تأتي بعد ذلك وهي تدمير الجيش العراقي ثم إلى الموضوع الاقتصادي ولن يسيطروا بعد ذلك إلا في إعمال ما سموه الفوضى الخلاقة. إذاً بعد هذا التفسير الواقعي للموضوع الأيديولوجي نجد أن آلية السرقة و عملية نهب الآثار لها غاية هنا نقف : فالغاية كانت لديهم ليست الصور أو التماثيل . الغاية كانت الكتابات المسمارية. هناك كتابات دخلوا إليها مباشرة وإلى خُزُنْ معينة وهم يعلمون مسبقا ً ماذا يوجد فيها. وأقول للأسف ليس لدينا في الوطن العربي توثيق للآثار خير من جمهورية مصر العربية. الواقع التوثيق في مصر يكاد أن يكون مثاليا ً. لكنه ليس كذلك في العراق وهو أخف صورة في سوريا. فالمواضيع موثقة ولكن ليس في هذا المستوى. المافيا واللغوي (عالم المسماريات) (جيوفاني بيتيناتو): جيوفاني بيتيناتو عالم ايطالي لغوي(ling uistic) وهو عضو في (biblilcal archaeology review ) مجلة الآثار التوراتية. هذا الإنسان له تصور توراتي أيديولوجي في الآثار وقد أجرى في سوريا العديد من المشاكل في نهاية الثمانينات وخاصة عندما أعلن أن في إ ِبلا إلها ً يسمى {ياهو} وأن الاسم يهودي وقامت الدنيا ولم تقعد وراجعنا المستمسكات وكان الفضل آنذاك للدكتور (عفيف بهنسي) المدير العام للآثار والمتاحف في سوريا الذي تصدى له. (نقول لقد تصدى له حينما كنا نيام). ولم نجد {ياهو} ولكن وجدنا (( يا )) وهي أداة نداء من العربيات وفي هذا المقام نقول لقد ظهر في الإبلاوية صوت الضاد أيضا ً بكلمات حامضوم و وضاؤوم (أي حامضٌ ووضوءٌ) . هذا الإن