منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    داعية ومحاضر جامعي
    تاريخ التسجيل
    Nov 2013
    المشاركات
    598

    قرارات مؤلمة من أجل الإنسان السوري

    مقالي الجديد
    خاص - كلنا شركاء
    قرارات مؤلمة من أجل الإنسان السوري
    لن أناقش في مسيرة الائتلاف، ولا في قيامه وعثاره، ولكننا اليوم نتجاوز الشهر الأربعين من عمر هذه الثورة وهذا وقت كاف لمراجعة الأفكار والأساليب، بل إنه يكفي لاعتبار الماضي كله مرحلة محكومة بسياق الأحداث الراحلة، وأن علينا أن ننتقل إلى الواقع الجديد.
    لقد قدم الائتلاف كما قدم النظام خطابا ثأرياً طافحاً بالوعيد والتهديد والتحدي، وقد أوفى النظام والائتلاف بكثير مما وعد به في هذا السبيل، وفي جنيف الأخيرة مضى النظام إلى الغاية في تسخيف محاوريه وعدم الاعتراف بهم، كما رفض الائتلاف أن يستخدم خطاب البندقية وغصن الزيتون، وقال يومها لقد جئناكم بالبندقية والبندقية، وأجلنا غصن الزيتون حتى نحقق توازن الرعب، وسالت بالفعل دماء ودماء وتضاعفت بشكل جنوني أرقام القتلى والنازحين والمعتقلين والمخطوفين وأصبحنا في مكان لا ينافسنا فيه أحد على حجم المأساة الإنسانية منذ الحرب العالمية الأخيرة قبل سبعين عاماً.
    واليوم مضى نحو أربعين شهراً من عمر الثورة السورية، وهناك سوريون في الخيام منذ أكثر من ثلاث سنوات… هل لنا أن نتصور ذلك القهر والهوان، وهناك عشرات الالاف في السجون التي تكتظ بالرجال والنساء والأطفال، ولا يوجد أي أمل حقيقي لتجاوز هذا القهر، كما دخل الحياة في سوريا مئات الآلاف من معوقي الحرب الذين سيبقون شاهداَ يومياً على وحشية الإنسان في مواجهة أخيه الإنسان، ولا تزال هذه المأساة تسير وفق قول الأول: ما من يوم إلا والذي بعده شر منه، وتزداد المعاناة والمأساة ولا شيء يتغير سوى أعداد القتلى.
    يؤلمني ان أصارحكم أن الثورة التي بدات في ربيع سوريا 2011 مع غياث مطر وحمزة الخطيب ومشعل تمو وأمثالهم من الشرفاء قد خبت وولى بريقها، وما نشهده اليوم هو الصراع… الصراع على السلطة ….
    هناك على الأقل ست جهات مسلحة بأعنف السلاح الثقيل.. شرسة متباغضة متقاتلة لا سلطان لأحد عليها وهي: النظام وحلفاؤه وداعش وجبهة النصرة والجبهة الإسلامية والفصائل الكردية والجيش الحر….
    وأي سوري يحمل السلاح فهو مضطر أن يحارب في خمس اتجاهات على الأقل…….
    وقد صار واضحاً ان الائتلاف لا يملك أي سلطة حقيقية على المحاربين، وإنما له بعض الموانة على الحر، ومع ذلك يقوم الائتلاف بتسميته وتقوم الحكومة بحله، وبين حانا ومانا لا أحد يمكنه التنبؤ بحجم هذه الموانة الهشة المتهالكة..
    والاخبار اليومية أصبحت من نوع: داعش تعدم أمير النصرة في دير الزور، والنصرة تعدم قائد عمليات الجيش الحر في درعا، والجيش الحر يعدم الشبيحة في حلب، والجبهة الإسلامية تشن حرباً على داعش في ميدعا، والنظام يقاتل الكل، والكل يقاتل النظام ولا أحد ينتصر…
    لا توجد بندقية حائرة في بوصلة مجنونة كهذا الهول الذي تعيشه سوريا اليوم.
    الائتلاف مطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى بمراجعة سياسته وبرنامجه والوقوف بشجاعة أمام استحقاق المرحلة…. إسقاط النظام عبر القوة الحربية لم يعد مجدياً، ومن حقنا أن نتساءل كم سيكلف تغيير هذا النظام الحاكم، وكم دفعنا من الكوارث السابقة وكم سندفع من الكوارث اللاحقة.
    لا يحق لنا كمعارضة أن نقول للسوريين في الخيام انطرونا بضع سنوات أخرى حتى نأتيكم بالنصر المبين، وليس من حقنا أن نقول للمحاصرين اصبروا في بيوتكم وموتوا جائعين وعطاشاً حتى تصل قوات الحق المبين ظافرة منصورة، ولا نستطيع أن نقول للمحاربين في الجبهات إننا بحاجة إلى عدة عشرات آلاف أخرى من الشهداء من أجل أن يحصل تغيير حقيقي على الأرض.
    لقد تشكل الائتلاف من عشرات من الرجال الذين خاضوا كفاحا مريراً في سجون النظام، وآخرين دفعوا ثمن مواقفهم شرادهم وشتاتهم في الأرض، ولكن هذه التضحيات لا يحق لها أن تأخذ السوريين جميعاً إلى حرب مجنونة لم يعد أحد يشعر أنها ستأتي للسوريين بأي خير.
    قد لا أستطيع العودة إلى سوريا فأنا في محاكم إرهابهم، وحبل عدالتهم يتدلى أمام ناظري، ولكن رسالتي هي توفير أفضل فرص العودة للاجئين العائدين من الخيام، وقد أكون غير مهتم بتوفير عمل لي في سوريا ولكن رسالتي هي توفير فرص عمل كريم لكل سوري عائد، ومنع تحول سوريا إلى أرض محتلة جديدة يمارس مشردوها لعقود طويلة الغناء للعودة والخلاص من الخيام والحنين إلى تراب الأرض.
    العالم يتفرج علينا ولن يتدخل إلا وفق جدول مصالحه، ومن المؤلم أن مصالح الكبار ليست معنية أبداً بوقف الحرب، لقد أصبحت سوريا بمثابة الثقب الأسود العالمي لاجتذاب الإرهاب إلى هرمجدونه الأخير، حيث تبدأ الملحمة الموعودة والتي تشترك في شروحها التوراة والتلمود والإنحيل والقرآن، وكتب الصحاح وكتب الاستبصار، والكل يسهم في توفير بيئة هذه الحرب الاستئصالية الخطيرة.
    إنني لا أزعم أن الغرب يصنع هذه الحرب ولا حتى يوجهها، ولكنه ليس مستعجلاً على إنهائها طالما أنها تحقق له هدفاً استراتيجياً جوهرياً هو إنهاك أعدائه جمييعا، وبوسعه المشاركة في التكبير كلما سال دم جديد، وببساطة سيقول لرعاياه تصوروا أن تكون هذه الحرب على أرضنا، وهذا الجواب الأناني في تقديري هو أكثر الأجوبة شعبية في الشارع الأمريكي والأوروبي… لقد نجحت سياساتنا الحكيمة في تحديد مكان الحرب بعيداً عن عواصمنا الراغدة المتحضرة آلاف الأميال، ولا بأس أن تستمر في حصادها حتى آخر بشر وآخر حجر.
    ليس المطلوب إلقاء السلاح والاستسلام للنظام المتغول، ولكنه استمرار في الكفاح على منابر السياسة لممارسة أكبر ضغط ممكن على داعمي النظام السوري ليقدموا برامج أكثر توازناً تسهم في تحفيف العناء عن السوريين.
    والنظام على الرغم من ممارساته شريك في الحل السياسي، وهناك شريحة من السوريين يفوضونه في القتال لأجلهم، ولم يعد مقبولاً أن نتصور أن الضفة الأخرى بدون ضمير، الجميع لديهم أحزانهم وضحاياهم وكوارثهم، وإن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون، وإن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها للناس.
    لا أحد يستطيع أن ينكر أنها حكومة الأمر الواقع اليوم في الشام، وأعتقد ان من يريد الخير بأهله وإنهاء عذاباتهم فهو مدعو للتعامل مع هذا الكيان القاسي أياً كانت ظروف الحوار ومشروعيته.
    إنني أدعو الائتلاف بصراحة إلى البدء في فتح حوارات مباشرة عبر المبعوث الأممي مع هياكل النظام المنهكة، من حزب وحكومة وترتيب لقاءات حقيقية مع وزارة المصالحة، لجمع أطياف النخب السورية من الأكاديميين والبرلمانيين وعلماء الدين من الداخل والخارج، لعلهم يصدرون أوراقاً محترمة تدعو لإنهاء الحرب، والسعي في اتجاه عقد طائف جديد يتم فيه كسر قبضة التغول الأمني والعسكري، وتوزيع الصلاحيات بين الجميع.
    ليس لدي خطة طريق، ولكنني أعتقد مع القرار الأممي الأخير أن عواصم مثل طهران وموسكو قد يكون لها دور في دعم مبادرة كهذه وفرضها عبر المجتمع الدولي على النظام.

    http://all4syria.info/Archive/157324...bile&wpmp_tp=3


    د. محمد حبش: الائتلاف… قيادة جديدة… قرارات مؤلمة من أجل الإنسان السوري
    ALL4SYRIA.INFO

  2. #2
    الأخ محمد
    اللهم يسر لأهلنا في سوريا سلاما وأمنا ورفاهية
    اللهم اشفي جرحاهم وفك أسراهم وأعد المهجرين الى منازلهم قريبا
    تحليل واقعي ومؤلم
    احترامي

المواضيع المتشابهه

  1. حكاية مؤلمة جدا
    بواسطة ذيبان في المنتدى حكايا وعبر
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 05-09-2018, 06:09 AM
  2. على هامش قرارات الجامعة العبرية / الحاج لطفي الياسيني
    بواسطة الشاعر لطفي الياسيني في المنتدى الشعر العربي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 11-20-2011, 08:04 PM
  3. قرارات الهيئة الاستشارية العليا لعرار
    بواسطة ملده شويكاني في المنتدى فرسان الأدبي العام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 04-16-2009, 04:42 AM
  4. امة عربية نائمة ذات قرارات متخاذلة / شعر لطفي الياسيني
    بواسطة الشاعر لطفي الياسيني في المنتدى الشعر العربي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 12-29-2008, 11:40 AM
  5. صرخة مؤلمة فمن سمعها؟
    بواسطة حسن غريب في المنتدى فرسان المواضيع الساخنة.
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 06-14-2006, 11:43 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •