بسم الله الرحمن الرحيم
هذه أبيات من بدايات كتابتي للشعر جمعتها من مشاركتي في مساجلة لنصرة رسول الله ، سيد الحرم، حين رسموه في لوحاتهم وأسقطوا عليه صفة الإرهابي.
أرجو أن يكون فيها فائدة على البحر البسيط.

فِدَاءً سَيِّدَ الحَـرَمِ
د.ضياء الدين الجماس

باحَ البيانُ بـما في النـفسِ من ألَـمِ ...فراحَ يُـنْشِدُ شِـعْراً دامِـيَ الكَـلِمِ
عن نبح كَلْب عقورٍ هاج مُنْكَلباً ... على نبي الهـدى ذي القدْرِ والشِّـيَمِ
ذاك الذي ضـاءت الدنـيا بـطلعته ...وفاض نوراً على من كان في الظُّـلَم
مثـلَ النجـومِ كمصباح له ألـَقٌ ...يُهدى بـه شارد فـي حـالكٍ بَـهِمِ
هو الـذي نوَّر الأكوانَ مَبْـسَـمُهُ ... ذو الحـوضِ والأمَّـةِ السمحاءِ والقَلَمِ
في حـوضه مَـدَدٌ يـُروي به ظـمِئٌ ... قرآنه منزلٌ مِنْ بـارئ النَّـسـَم
هُوَ الذي ازدانـت الدنـيا بسـيـرتـه ... واكتظت الأرض ألـواناً من النِّـعَـم
تبـدو فضـائلُه مـن جُـوده نـَهَراً ... يفيض فيضاً لأهل الكـونِ كُـلِّـهم
فـي مُهْـجةٍ نبتت فيـها مَحَـبَّتُـه ...فاستغلـظَتْ ونَمَتْ غيظأ لذي الجُرُم
ما أروعَ الـحُبَّ ينبوعاً بـماء هدى... يسقي القلوب بماء الزهر والديم
في مدحه شرَف يـزدادُ في عظَمٍ ... حُبـَّاً بروحِ حـبيبِ الله ذي الكرم
لما تدانت بِقَـاعُ الأرض وانتـشرت ... آي الكـتابِ هُـدى من رِفْعَة الهمم
ثارتْ حفيظة أهل الحقد من سَفَهٍ ... والغِـلُّ بركانهم يغلي من السَّخَم
ثاروا زوابعَ كيْ تُـؤذي كـرامته ... لكـنها نفخت في جثة الرمم
فـي فِـتْنَةٍ سـقَـطوا فـيها نـهايتهم... في قـلبـهم نَكْتَـةٌ سـوداءُ كالفَـحَمٍ
من غيظه حاقد أعمى بصـائرهم ... هاموا بوجـدانهم في غمـرةِ النِّـقَـمِ
بِـئْستْ معيشـتهُم من غلِّهم مُسخوا ...ضباع دنـيا من الأنجاس من عجم
في حقدهم نَتَـنٌ ثارت روائحه ... والأنف من ريحهم يشكو منَ الخَشم
رأوا بلاد التقى عن دينها ابتعدت .... أضحت بلا هيبة منزوعة القيمِ
صاروا بلا هدف دنيا تكبلهم.. في الذلة انغمروا رأساً مع الحشَمِ
ظنُّـوا الشعوبَ قدْ انـهارت قواعدها ... باسم التحَرّر راموا النيلَ من شَـهِمِ
هذا العدوُّ لنا يبغي إهانتنا ... سـلوا سيوفهمُ سيلاً من التُّـهَـم
ماذا ترومُ مِنَ الأوغـادِ مَـنْ بَشِمُـوا ...مِـنَ الخنـازيرِ والأجيـافِ منْ قَرَمِ
في لوحة ظهرت تبدي نذالتهم .... ناراً مؤججة تشتد بالحُطَم
تشويهُ مَفْخرة زيفٌ به انفضحوا ....أبدوا بِعِلَّتهم ضرباً من السقم
فإنما رسموا شكلاً لصورتهم ... سوداء فاحمة تكتظ بالِحمَمِ
قَـدْ أسقَطَوا صورة الإرهـابِ في خَبَث ....على رسولِ الـهُدى مِـنْ نقمةٍ بِهمِ
لم يبـلـغوا مـنه بَـلْ زادوهُ تكـرمة ... على الزمان وتـقديـراً لـدى الأمَـمِ
مثـل السـماءِ إذا رامَ انتـقـاصـَتَها ... ذوو النعـيبِ مِـن الغِرْبَانِ والرَّخَـمِ
إرهـابُـهم فاضح سيفٌ يسيل دماً ...يجري من الشـهداء الشُّـم فـي شَـمَمٍ
يـجري طَـهوراً يفوحُ المسكُ منه شذا ...أُسْدٌ تـنادي فِـداءً سيِّـدَ الحَـرَمِ
والمـرءُ إنْ يُـبتـلى فـي الدِّين معدنه ... تَظْهَرْ حقيقتُـهُ إنْ كـان مـِنْ خَـدَمٍ
أو كـان ذا قِيـَمٍ تبـدو مَـعـالـمه...شَتَّـانَ بين التُّـقى والسَّـافلِ الأثِـمِ
إن كان ما رَسَـموا جـهلاً بـمنبـِتـه... فليسألوا الكونَ عن هـادٍ لذي النِّـعَـمِ
أمّا إذا كـانَ ما خَـطُّـوه مَـكْيَـدَةً ...فالنارُ مـثوى لهم والرَّكْلُ بالقدم
مُوتُوا بغيْـظكمُ ما قُلْـتمُ لَـغَـطٌ ...حـبُّ الحـبيبِ مزيج الودِّ بالأدَمِ
ورد يكلله في الطهر منبته ... سجوده خالص لله لا الصّنمِ
الآن قـد عَرَفُـوا أنَّ الـدُّنا نَـهَضَتْ ...تـفـديه أرواحَـها مَـخـضوبَـةً بدَمِ
وبـعْدَما خَشِمُوا من وخْزِ ريـحَـتِهم ... صـاروا يدارونـنا من خَوْفِ مُنْتَـقِمِ
يا ربِّ نـصراً بـهِ نَـجْـتَازُ مِـحْنتنا ... أنت القـديرُ على فَـتحٍ لِمُضْـطَـرِمِ

والحمد لله رب العالمين