نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


باسل نبهان‎ with Yazan Al Dimashq'i and 41 others
أصدقائي... حديثنا اليوم عن ...البحصة
....................
البحصة
حي غربي سوق ساروجة، بين ساحة المرجة وبوابة الصالحية.
إنّ أقدم ذكر لهذا الاسم ورد في إحدى وثائق المحاكم الشرعية بدمشق، مؤرّخة عام 1201 هـ. بعبارة: محلة البحصة المعروفة بالبهنسية والطاووسية، ثم محلة التركمان شرقها. كما ورد في نفس الوثيقة: زقاق البحصة تابع محلة الأحمدية. ولم نجد في المصادر المطبوعة ما يفيد حول تسمية هذه المحلة قبل العهد العثماني، غير أن القسم الجنوبي منها ورد باسم (الحُسوديّة) في القرن الحادي عشر الهجري كما ذكر المؤرخ المحبيّ في كتابه (خلاصة الأثر) وأما نسبتها إلى الأحمدية فهو لوقوعها إلى الغرب من (جادة الأحمدية) فعرفت بها وغلب عليها اسم (البحصة الأحمدية) في الوثائق الرسمية كالنفوس والطابو العائدة إلى القرن التاسع عشر.
والجدير بالذكر أن حي البحصة كان يُقسم إلى قسمين:
البحصة الجوانية، وتقع إلى الغرب الملاصق لجادة الأحمديّة.
البحصة البرانية، وتقع إلى الشمال منها وجنوب زقاق الشالة.
كما اختص تعبير (البحصة الأحمدية) على الجزء الشرقي من البحصة الجوّانية المتاخم لجادة الأحمدية المذكورة.
وأما الجزء الغربي ففيه دخلة وردت في خريطة شرطة دمشق (1922 – 1924م) باسم: دخلة الحسودي، ومن الواضح أنها تنطبق على تسمية (الحسودية) التي تقدم ذكرها. وهذه التسمية بالذات لم نجد حولها في المصادر المطبوعة ما يفي بكشف مصدرها، ولنا في ذلك رأيان:
إما أن تكون نسبة لاسم علم (الحُسُودي)، أو لعلها تكون من بقايا الأسماء السريانية القديمة –من باب التخمين- ففي السريانية: حُوْسْدو، حُوْسُوْدو تعني: الحاسد. وكذلك من أسماء المواضع: بيت حِسْدا، أي بيت الرحمة، وهذا كله من باب الظن والافتراض.
وأما تسمية (البحصة) فهي لفظة عاميّة تعني الحصاة مفرد حَصى، حَصَب، حَصْباء. ومردّ هذا الاسم دون شك هو وقوع المنطقة المذكورة على الحافة الشمالية لنهر بردى شمالي ساحة المرجة وبديهي أن مجرى النهر كان في العصور السحيقة الغابرة أوسع مما هو عليه الآن بكثير، فلذا خلّف على ضفتيه تربة لحقية مفروشة بالحصى النهري الأملس المستدير، ومنها في محلة البحصة هذه. وطبيعي أن هذا لا يشاهد اليوم للعيان بسبب تعبيد الطرق منذ عشرات السنين. والدليل على ذلك ما ورد معنا في وثيقة شرعية عائدة لآل الإيبش (عام 1318هـ) من وصف لفيضان بردى في محلّة البحصة عام 1317هـ. وأما إفراد تسمية البحصة بدلاً من الجمع فهو جرياً على عادة العامية بإفراد اسم الجنس عند إطلاقه على الأماكن، ونضيف أنه ليس من الغريب إطلاق هذه الأسماء بدمشق، كزقاق الحصا الذي ذكره ابن عساكر (و لا علاقة له بحي البحصة المذكور هنا)، وزقاق الصخر المعروف في أيامنا. وفي بدايات النصف الثاني من قرننا الحاضر فُتحَ في المنطقة المذكورة شارع عريض يربط بين ساحة المرجة وساحة بوابة الصالحية وسمّيَ شارع يوسف العظمة، وأضحت المنطقة ذات طابع تجاري صرف.
المصدر: معالم دمشق التاريخية، أحمد الإيبش.ص 70.
****************
باسل نبهان