نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



حكاية دمشقية اسمها ساحة المرجة / 6 / تعليق عماد الأرمشي.

إضراب داخل السجن المركزي
Grève a la prison Centrale 1894 Damas
صورة نقية جداً وواضحة لساحة المرجة من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي ملتقطة من شرفة أوتيل أمريكا ـ فيكتوريا / فندق قصر الشرق فيما بعد ، ويبدو في يمين الصورة قسماً من مبنى السجن المركزي ( النظارة ) مكان حديقة النصب التذكاري للاتصالات ـ عمود المرجة حاليا عام 2011 ، ويظهر بجدرانه و نوافذه الدائرية ضمن غرف السجن لتأمين الإنارة و التهوية .
وقد زودنا أستاذنا الكبير محمد بسام سلام بمعلومات هامة على حالة الفوضى و الإضرابات التي عمت الشارع في دمشق الشام بتلك الأيام ( النص باللغة الإنكليزية ) و قد تم ترجمته من قِبل إحدى أعضاء المجموعة فجاء فيه :
تمرد في سجن دمشق بيوم الأربعاء 16 مايو/ أيار 1894
كان المصور مع أحد المحررين عائدا لتوه من رحلة في منطقة دمر أحد ضواحي دمشق ، و كنا نحن في حفلة عشاء مع خمسة عشر أو عشرين شخصا من الرأسماليين الفرنسيين الذين جاؤوا من باريس إلى سوريا في ذلك الوقت من أجل مصلحة السكك الحديدية الحجازية الخاصة بهم بين بيروت و دمشق .
وفجأة توقف الحديث وسمعنا صوت ضجيج غريب .. ومروع أمام الفندق ، فهرعنا مسرعين مباشرة إلى الشرفة الأمامية من الطابق الثاني في فندق فيكتوريا ، حيث كنا ، ورأينا الساحة العامة مكتظة بالناس ، وحجارة الطوب تلقى من وسط سجن المدينة ، والجنود من أصحاب الرتب العليا يطلقون النار على السجناء من الداخل.
لم أكن قد رأيت أحدا يطلق النار على آخر من قبل .. ويبدو أن الزئير العظيم الذي خرج من الخمسمائة سجين ما هو إلا تعبير عن اليأس والجوع والبؤس المطلق.
كان أمرا مروعا؛ بعضهم قد قتل و آخرين قد جرحوا .
على الفور ، وبعد ساعة من القلق الرهيب تم قمع التمرد ، وقام المصور / المتلهف بشكل دائم لتصوير المشاهد الغريبة / برفع كاميراته على الحامل الثلاثي ، وكان قد بدأ بتصوير المشهد حينما شاهده أحد الفرنسيين فأشار إليه بإيماءة مروعة ...!!! وأخبره : أنه إذا شوهد يلتقط الصورة من قبل الضباط الأتراك ... فسيكون مصيره السجن خلال خمس دقائق .
وغني عن القول أنه تم إنزال الكاميرا من على الحامل .. ووضعت بعيدا عن الأنظار ، لكننا حصلنا على صورتين أو ثلاثة قبل أن يدرك المصور الخطر المحدق من العملية وهذه إحداها .