هكذا يكون الوفاء للأرض
عدنان كنفاني
من قلب الأسر، وتحت سطوة الإرهاب الصهيوني، يواجه شعبنا العربي الفلسطيني في فلسطين المحتلّة قوّة الشر، وماكنته المرعبة، الموغلة في القتل، ومحاولات لم تتوقف لطمس الهوية العربية الفلسطينية، يقوم كما الفينيق شامخاً، يتمسّك بأرضه وهويته ولغته وثقافته المتجذّرة، ويمارس كل الطقوس الثقافية تكريساً لوجوده وثباته وأحقيته بالحياة.
نشاط ثقافي رائد أقيم في قلب فلسطين، فقد كتبت الأخت المعلّمة سمر حجازي:
(لأننا نحرص على لغتنا العربية، ولأننا نرفض كل المحاولات لطمس لغتنا نقول "العربية لغتنا".
وتحت شعار "العربية لغتنا" نظّمت "مدرسة العلا الأهلية في مدينة اللد" الفلسطينية أمسية أدبية ضمن فعاليات أسبوع اللغة العربية، واكبت معرضاً للكتاب على مدار الأسبوع.
أقيمت الأمسية في التاسع والعشرين من نيسان للعام الدراسي 2014، وقد سعينا من خلال هذه الاحتفالية، لإحياء ذكرى الأديب شهيد الوطن غسان كنفاني من خلال التجول في أزقّة يافا مدينته التي احتضنته بعد مسقط رأسه في عكا، وقد قرأ رئيس مجلس طلاب المدرسة على مسامعنا الكلمة التي كتبها لنا شقيق غسان كنفاني الأديب عدنان كنفاني، وقد كان حاضراً معنا من خلال كلمته المؤثرة التي تسلّلت إلى قلوب الحاضرين، تلت الكلمة فقرة ساخرة قضيناها مع الفنان الفلسطيني ابن الناصرة لطف نويصر المشهور بالحكواتي، يعمل في مجال المسرح ممثلاً، وقد ذاع صيته من خلال مسرحيته المشهورة "سحماته" التي تدور حول القرى الفلسطينية المهجّرة.
معلمة اللغة العربية في المدرسة ذاتها، القاصة سمر حجازي شاركت، وتحدثت عن شغفها بمدينة اللد ومعالمها، كما شاركت الطالبة خلود أبو صيام، بغناء نشيد المحبة "مدّوا أيديكم"، مطالبة العالم بأن يمدّ يديه للطفولة ويمنحها السلام.
إن اللغة العربية في هذه الأيام أحوج ما تكون إلى الحفاظ عليها من خطر محاولة طمسها وتهميشها).
كما جرى نشاط آخر في بلدة "كفرحنا" في الجليل الفلسطيني..
كتبت الأخت المعلّمة المربيّة سميرة أبو الحوف، وقد شاركت في عرافة الحفل:
(برعاية المجلس المحلي في ديرحنا، و "بلدي ثقافتي، وجمعية إبداع"، أُفتُتِحَ معرضٌ للفن، ولوحات الفنانة التشكيلة ابنة ديرحنا تغريد إلياس حبيب، وكان لأجراس العودة صدىً كبيراً ومؤثّراً بحكم اللوحات التي تناولت موضوع العودة، ومفاتيح البيوت المنكوبة، والحجارة، ونكبة الشعب الفلسطيني.
تحدّث السيد سمير حسين رئيس المجلس المحلي عن المشهد الثقافي العالي الذي تستمدّه البلدة من أبنائها، وأهمية تشجيع طاقات الشباب في ورشة عمل من أجل رفع المستوى الثقافي فيها، وتناول تاريخ البلدة.
وقدّم الناقد والأديب والمربي د. بطرس دلّة كلمته في موضوع الأدب الفلسطيني لعرب الداخل، والذي تناغم مع الواقع العربي الفلسطيني منذ نكبته عام 1948 وحتى يومنا هذا، في استعراضٍ لأسماء عدد من الأدباء الذين تركوا أثرهم في تناول موضوع النكبة وما حلّ بالشعب الفلسطيني بعد ترحيله من الوطن، وألقيت كلمة الأديب الفلسطيني عدنان كنفاني ابن عكّا التي شارك فيها من شتاته من (دمشق) برسالةٍ مفعمة بحنينه واشتياقه لبلده ووطنه،)..
وأقول.. تحملني أجنحة طيور من يافا، إلى عكا، وتزّفني إلى الفيحاء.
يا حبيبتي المغموسة في قدر العشق، أنت في القلب، كنتِ وستبقين حتى نهاية الزمان.
أشّم نسائم بردى، ونسائم البحر، تراب قاسيون، وقشرة برتقالة، حور الغوطة، وشجيرات البيّارات في يافا، أحّنُ إلى أصغر عصفور يستظّل بخيال ورقة تين.
تحملني أجنحة طيور، تفتح أمام ناظريّ صوراً واضحةً جليّة، فأقول:
أيتها الأخوات، أيها الأخوة والأبناء، أهلي في فلسطين.. سلام عليكم نرتضيه.
تحية حب وتقدير إلى أهلنا في فلسطين العربية "المحتلّة"، الذين يكرّسون، قولاً وممارسة، سموّ انتمائهم، وأعلى مراتب استحقاقهم للحياة.