الأستاذ إدريس ال قبع
شاعر من مدينة الموصل (الحدباء) نسبة لمنارتها الحدباء التي بناها نور الدين زنكي عام قبل حوالي 852 سنة وهي المنارة المتميزة في العالم بأنها حدباء ، ولازالت صامدة أمام الرياح والعوامل الجوية، أم الربيعيته لأن جوها مقبول ربيعها مميز من أول آذار ينتهي في نهاية الشمس الخامس أيار ويبدأ أحياناً من نهاية شباط وكانت أيام الآشوريين تسمى الحصن العربي لموقعها الغربي الجغرافي، وفيها حصن فيها تجمع سكاني بناء على الكتابات الآشورية ، المحفوظة في المتحف البريطاني من خلال الرقم الصينية .
سمية بالموصل لأنها صلة الوصل بين الشرق والغرب وهي على طريق الحرير ، فهي محطة مهمة عبر التاريخ ، من أيام الآشوريين إلى الآن ، وهي قريبة من المدن والمواقع البشرية المسكونة في نينوى وخرس آباد وموقع النمرود ،و حتى حدود آسيا الصغرى وإيران ، وهي مصدر مياه لوقوعها في سهل يمر فيه نهر دجلة والجازر والزاب ، ونهر الخوصر ،
تألقت الموصل في عصور شتى في العصر الآشوري والعصر المملوكي ( الزنكي والأيوبي ) وفي كل الدولة الحمدانية أنجبت الكثير من الشعراء والأدباء والموسيقيين والمؤرخين ....
إبراهيم أبو إسحاق الموصلي – زرياب – ابن الأثير أبدع فيها أبو تمام – عبد الغفار الأخرس شاعر في العصر العباسي وفي العهد المملوكي والحمداني ، الواء وإ ، قرين 6-7 هجري
نشأ الأستاذ إدريس ال قبع في هذه المدينة العريقة ، قرأ تاريخها في الكتب وعلى ألسنة أهلها تعلم منهم الكثير فهو من أسرة عريقة في الموصل ، كل هذه العوامل ساعدته على شحن ذاكرته والعمل على الجانب الفكري والثقافي ، قرأ الكتب في مكتبة الأسرة ثم مكتبته الخاصة ومجالس الموصل الثقافية المعروفة على مستوى العراق .
كان لنا معه الحوار التالي :
س 1 – سؤال تقليدي وسط ولكن كان برمته ، البدايات أول قصيدة وأول ديوان ؟؟
ج 1 - أول قصيدة في سن 15 سنة وكان عمري اقل من ذلك كتبت أول قصيدة وأنا في المرحلة الابتدائية في الصف السادس ، وهي رثاء لأحد الأصدقاء ، زهير الزهيري ، أحب فتاة في الحارة ، فقتل بسببها كان هذا سبباً أثر في نفس الاستاذ إدريس فكتب قصيدة في رثائه ، أي كانت أول قصيدة هي مرآة وانعكاس لحادثة أليمة مر فيها الشاعر فزهير الزهيري كان صديق الأستاذ إدريس ، وكانت قصيدته هي رد فعل للظلم ، ومنذ ذلك اليوم يحارب الأستاذ إدريس الظلم أي كان مصدره لذلك يغلب على شعري طابع التحدي للظلم والقهر ، ومن يومها أخذ الأستاذ إدريس الاتجاه المعاكس لكل ظالم أو مخطئ في مختلف الأوقات ، لذلك تأخر في طباعة دواوينه ، كانت مكتوبة في كتب مخطوطات ، نظم أكثر من خمسين مخطوط، طبع منها متأخراً دواوين بعد الحاح من الأصدقاء والأحباء والأقارب هي ( أحزان وطنه – وبسمة فرح ) ( الطيف والقطبان ) قصائد في صحف ودوريات عراقية وعربية .
س2 – ما هي المداخل المهمة والفاصلة في حياة الأستاذ إدريس أل قبع ؟
ج2 – كنت دائما أرافق الكبار في العمر في مجلس والدي كان يرتاده كبار السن وخاصة من المثقفين والعلماء والشعراء وبالمناسبة كان الوالدي أيضا يكتب الشعر ولكنه لم ينشر شعره طلت أوراقه ، كانت الوالدة تخاف أن تكون هذه الأوراق مناشر تخص السياسة فكانت تحرقها في التنور خوفاً على أهل البيت ووالدي ،أشعلت التنور بهذه القصائد مكان لها معقول قوي هو إشعال النار في أخطاء الأسرار،والكثير من شعري أيضا طالته نار أمي التي كانت لا تنطفئ ، ولكن عزائي إنها خبزت في تنورها خبزاً لذيذاً أطعمت منه الكثير ،فنقل إلينا المزيد من حب الشعر والثقافة والسياسة ، كانت هذه النار تولد القصائد تلو القصائد ،وضاع لي الكثير من القصائد على دفاتري التي كانت تتضمن كشكول اكتب فيه المهم والجميل على ضفاف نهر دجلة لمد الحياة الذي كنت مولهاً بالسباحة فيه، كنت ارمي نفسي من الجسر إلى وسط النهر ومن الأحداث المصيرية ايضاً، هذه الطاقة في مقامة الظلم والاستعمار أحداث 1956 أحداث قناة السويس كنت في المرحلة الدراسة المتوسطة ،خدت مظاهرات ضد الغزو الاستعماري لمصر ، وأكلت وقتها ضرباً مبرحاً من قبل الشرطة العراقية وسجنت ، وقتها ثلاثة أيام ، علماً أنه أول حادثة اعتقال كانت وأنا طفل عام 1948 في أحداث فلسطين كان عمري 7 سنوات ،وكنت طالب في الصف الأول الابتدائي في مدرسة باب البيض وهو احد أبواب مدينة موصل السبع إلى هي
1- باب شجار
2- باب عراق
3- باب العلقة
4- باب جديد
5- باب لكش
6- باي بيض
7- باب الضوب
يشرف على شط دجلة ، خرجت المظاهرات عام 1948 على أحداث فلسطين ،فخرجت مظاهرات عارمة في الموصل ومنها طلاب المدارس ومنها مدرسة باب البيض ، وكان عمي عبد الرحمن علي مدرس رياضة في المدرسة نفسها ، فحملني الطلاب الكبار والمتظاهرون عامة على أكتافهم ، فكنت أحمل صمونة على عصا ونهتف نوري سعيد قندره وصالح جبر قيطانة ويسقط المعجون الأسود ، وصلت المظاهرة إلى مركز الباب الجديد إلى يقف فيها شرطي المرور وهي أمام مركز الشرطة ، فأطلقوا النار على المظاهرة ، أنقتل وجرح عدد من المتظاهرين وتفرق الناس واعتقلني الشرطة ،وتمكن بالعصا والصموتة ، وكنت اهتف في مركز الشرطة ولا اترك العصا والصموتة ومن يومها كنت اعارض وتتأجج في قلبي المشاعر الوطنية ،
س3 – حبذا لو يتكلم الاستاذ إدريس عند المجالس الثقافية في مدينة الموصل ، فنمن تسمع بها ولا تعرف عنها الكثير من التفاصيل .
ج3 – المجالس كان يقوم بما عدة عوائل ورموز في المدينة الموصل رموز اجتماعية وطنة ثقافية ، كان يقومون بتنظيم هذه المجالس في دورهم في (الديوانيات )
مثلاً:
1- بيت الجليلي
2- بيت العمري
3- بيت علي قبع
4- بيت لاجى قاف
5- مجلس بيت العيدي
6- مجلس الحاج محمد الرضوان للفقه والدين والسنة الشريفة
7- مجلس نوري افندي الفخري ومن ثم يعيدها شيخ الطريقة نجله عبد الوهاب الفخري القاضي الشرعي الأول في الموصل للذكر الأمور الشرعية والعلوم الدينية وهناك مجالس العشيرة أخرى هذه المجالس كانت مثل مراكز ثقافية واجتماعية ودينية تناقش شتى العلوم وتدرس مختلف القضايا وتحل حتى المشاكل الاجتماعية كالنزاعات والمقومات وتكون الرأي العام في مدينة الموصل ، فكانت بمثابة مؤسسة تجمع المراكز الثقافية والمحاكم والفتاوى وإصدار الموقف فيما يخص القضايا السياسية والاجتماعية والثقافية ثم تنشر هذه الآراء من خلال الحاضرين تنقل الى البقية الشرائح في المجتمع فتكون بمثابة قرارت اجتماعية ، يتفق عليها الناس، تقبل منه ،أكثرية الناس، لأن الذين يناقشون ويدرسون هذه القضايا هم نخبة المجتمع لذلك كانت أرائهم مقبلولة من المجتمع يحكم مواقفهم الدينية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية ، منهم وأناس غيرعاديون هم طليعة المجتمع ونخبتهم الفعالة حتى المواقف السياسية في مدينة الموصل كانت تصدر من هذه المجالس كانت هذه المجالس تدرس الحالة الإدارية في المدينة وأحيانا تنتقل وترفع الشكاوي إلى الباب العالي ،فهي مجالس مؤثرة في حياة المدينة والناس بشكل عام وهي بنفس الوقت مصدر اشعاع فكري وثقافي وديني واقتصادي في مدينة الموصل وكان للأدباء والشعراء حضور مؤثر في هذه المجالس
س 4 – ما رأي الاستاذ إدريس بالمشهد الشعري في مدينته وفي العراق والمشهد العربي بشكل عام.
ج 4 – المشهد تاعربي في الموصل لا يختلف كثيراً عن واقع المشهد الشعري العراقي والعربي ، فمن أول مستلزمات البوح بما يريد الشاعر أن يقوله :هي الحرية والعرب بشكل عامون يعيشون أزمة حرية ، ولهذا كنت أكتب ولا انشر ، لذلك كان شعري محجوبا النشر بسبب هذه الأزمنة إلى أن تهيئات لي الاسباب أن ابدأ بنشر شعري من الشام الى كانت عبر التاريخ منارة للثقافة .ويبقى المشهد الشعري العراقي والعربي متأخراً عند الحدث ، في حين عبر التاريخ كان هذا المشهد ثميناً ومواكباً للحالة الحضارية للأمة وبما أن الامة متأخرة حضارياً لذلك تأخرت الثقافة والشعر وهذا مقياس للحالة الحضارية للأمة ، حيث كان الشاعر يحرك الشارع بينما الآن الشارع يحرك الشاعر، وهذه له مدلول آخر لمدى تخلفنا وتأخرنا عن مواكبة الحضارة على كافة الصعد المستويات فالذي يكتب لا يستطيع النشر ،والذي ينشر لا يستطيع قول الحقيقة أو يتعامل عنها ، مثلاً قلت قصيدة موجهة قبل عقدين إلى مؤتمرقمة انعقد في بيروت يا قمة الضعف يا حلم الماكين ادميت قلبي وقد ضاعت سكاكيني ينتتابني الهم قبل اليوم من جذع أن البيان سيأتي من دون تمرين وفي سياق القصيدة إلى كانت تتألف من 114 بيت وإلى تنات فيها بكل الاحداث التي جرت في الوطن العربي ومنها غزو العراق حيث قلت يا قمة الضعف أما تصدري جللا او انت من قصوتي عام تسعيني كالقائمون بغوا والقادمون والموت اقرب من طرح البراهين
بالإضافة عدم مساهمة القادرين والمتمكنين في الثقافة والعلم بعكس مجال الموصل اي كان يقوم بها اعيان وقادة المجتمع فلان الاعيان والمتنفذون من الحياة العامة إلى ذواتهم وخصوصياتهم فضلو الخاص على العام
س 5 – لماذا يميل شعر الاستاذ إدريس إلى الحزن وآلم وفيه ميلاً نحو التصوف
ج 5 – الحزن متأتي من واقع الامة التي كانت عبر تاريخها في غزوة و الاحتلال والظلم والقهر سوء من الغزاة أو القضاة والولاة الى حد انه اصبح الحزن ملازماً لحياة الامة وفنونها وثقافتها الادبية وما نلاحظ من مشاهد الحزن في مناسباتها الدينية والتاريخية ما هو إلا انعكاس لمى عانته الامة من ويلات وكوارث أبداءً من هولاكو إلى الغزاة الجدد فارتبطا الحزن بحياة الناس بل قد يكون انتج جين وراثين اصبح ملازماً لتكوين الانسان العربي ولهذا انا الشعر العربي ابلغ ما يكون عندما يعالج مسالة الحزن والمأساة والمراثي كما انعكس الحزن على فنون الامة من غناء ورسم ونحت وموسيقا وخاصةً في العراق كثرة المجازر والمأسي فيه عبر التاريخ من البكاء على الحسين إلى الغناء الشعبي بشتى انواعه من العتاب إلى النايل والسوحلي (العبوذية ) ومعناه ابو الذية والدارني والحراة ، والكربلائيات والمجالس الحسينية والمواويل والإبداعات الفنية كنصب الحرية لجواد سليم الموصللي المولد ونصب الام لحكمت عبد الغني وأنا بحكم تربيتي وبيئتي الدينية الصوفية تأثر شعري بهذه البيئة ولكني لم اكتفي بالتقليد والطقوس الصوفية التقليدية إلى التي دخلتها الكثير من البدع عملت تعميق وسبر غور السلوك الصوفي الحقيقي لأممة الصوفية كإبراهيم ابن الادهم ومعروف الكرخي والجنين البغدادي والشبلي والحسن البصري وعبد القادر الجيلاني والسيد احمد الرفاعي أحمد البدوي الدسوقي والطرق الصوفية الاخرى واشياخها توصلت الى حقيقة السلوك الصوفي المطلوب من صفاء النفس وعمق البصيرة وشديد المحبة وصحة السلوك مما اوصلني إلى أن اسبر غور جوهر الحقائق الكلية في الكون وعلاقة العبد بخالته ( تظن نفسك جرماً صغيرا وفيك انطوا العالم الاكبر ) كل هذه الحقائق أوصلني إلى اقصر الطرق للوصول الة الحقيقة المطلقة وكأني جزء فعال منه مما انعكس في شعري بشكل واضح وخاصة في قصيدة طيف الاحبة (الديوان الثاني )
هي مركزة المعاني تصل الى جمع كل ما قالته الصوفية وما فعلته او تتمنى الوصول اليه : من خلال مجاهداتها كأبيات الشيخ الاكبر محي الدين بن عربي الذي يقول : اصبح قلبي قابلاً كل صورة ضرعني لغزلان ودير لرهبان وكعبة طاق وألواح توراة ومصحف قرآن والعقيدة الثانية بعنوان (امنية عاشق) والتي أخرها اقول فيها اذا كان موتي للمحبة مسلماً فاهلا وسهلا بالمنية للمنى
س6 – رغم المعاناة الطويلة والعذاب السجون يمتلك الأستاذ
إدريس روح الشباب والرعاية والحب كيف حافظة على هذه الروح؟؟
ج6- ان معرفة الحقائق الكونية والتكوينة تجسدت من خلال السلوك الصوفي فرتقت بالجانب الروحي في تكوين إلى المستويات العليا ، فأنا اهرب إلى الله بشكل قد يلمسه من يقرأ شعري ويرافقني في حياتي بشكل واضح وبما أن المرأة ، اعتبرها الوعاء الامثل لقدرة الله عز وجل على التكوين والابداع والخلق والايحاء لأنها تحقق ما اراد الله من الإنسان لكي تتما كلمته على الارض ، لذلك جعله الله الانجاب مقسوماً بين طرفين الذكر والأنثى ( المرأة ) لكي تتم كلمته وأرادته في اعمار الارض ففي الوعاء الامثل للدلالة على قدرة الله عز وجل في الخلق والإيجاد ولذلك فإني أعتبر المرأة مصدر وحي والهام وخلق وإبداع سواء على صعيد الشعر أو الفنون الاخرى وعلى بقية المستويات ، فهيا مصدر الهام ومبعث آلامي ومحط احترامي وحاسوب ايامي ومركز احلامي وهذا يقتضي ان تكون الراعاة والمرح والسعادة القرح والحزن والترح مرافقين لحياتي كالضرورة اساسة من ضرورات الحياة لبلوغ هذه الصلة مقامها الاسمى فكونه مبعث ألهام لأجمل قصائدي، ومن يريد أن يتحقق من هذه المشاعر فليطالع ديواني عجت لمن ذاق الهوى كيف ينغض وأعجب من ذاك الذي لا يرقص
السيرة الذاتية:
- ادريس آل قبع ولدفي الموصل سنة1941
- أنهى الدراسة الاعداديةعام 1960-1961من الاعدادية الشرقية
- عمل في عدة وظائف في وزارة المالية
-ألتحق بالعمل الوطني عام 1956
- ناهض الظلم من بداية حياته واعتقل مرات عديدة في كل العهود
ولسنين طويلة واخرها الاحتلال المريكي للعراق مع اولاده
- عضو المؤتمر القومي العربي
- عضو المنتدى العالمي لحق العودة
- ساهم في كل المواقف الوطنية
- ناهض الاحتلال والغزو الامريكي بكل الوسائل المشروعة
- امين عام مؤتمر العراق للقوى الوطنية والشعبية
- ديوانه الاول جراح وطن وبسمة فرح
- له بحوث ومقالات منشورة في الكثير من المجلات الرصينة
والجرائد الوطنية والقومية في شتى المجالات
- له عدة مؤلفات لازالت مخطوطة لم تنشر
- أمين عام جبهة الانقاذ الوطني
- احد مؤسسي مجلس شورى السادة النعيم