نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



أ.د فاضل السامرائى
لمسات بيانيه ( سؤال و جواب )
رداً على سؤال الأخت الفاضله
♣ Amal Rayyan ♣
▬▬▬▬▬▬▬▬
♦ السؤال :◄ قوله تعالى فى سوره الأنعام :◄
• ( إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ
وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ )
• ما اللمسة البيانية في استخدام
• فعل ← ( يخرج ) مرة
• والإسم ← ( مخرج ) في مرة أخرى ؟
♦ الجواب :◄ قوله تعالى
• ( إِنَّ اللّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ
وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (95) الأنعام)
• وبعدها الآية على نفس النمط قال تعالى
• ( فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا
ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (96))
♣ أولاً :◄ قاعدة نحوية
• الإسم يدل •←• على الثبوت
• والفعل يدل •←• على الحدوث و التجدد .
• وهذه الآية تدخل في هذه القاعدة.
♣ لاحظ :◄
• أبرز صفات الحيّ •←• الحركة و التجديد ( من الحياة )
• وقد قال تعالى مع الحيّ •←• ( يُخرج الحي من الميت )
• جاء بالصيغة الفعلية •←• التي تدل على الحركة .
• ومن صفات الميّت •←• هو السكون
• لذا جاء بالصيغة الإسمية •←• مع ما تقتضيه من السكون.
♣ وكذلك في قوله تعالى في سورة الأنعام أيضاً
• ( فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَاناً
ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ )
• فالليل فيه السكون والهدوء
• فجاءت معه الصيغة الفعلية ( جعل الليل سكناً )
• والإصباح يدلّ على الحركة و الحياة
• فجاء بالصيغة الإسمية ( فالق )
• وكلمة •←• ( يُخرج )
• لا تأتي دائماً مع الحركة وإنما تأتي حسب السياق .
♣ الآن :◄ لو نقرأ الآية ( فَالِقُ الإِصْبَاحِ ) ← مطلقة .. لم يذكر منتفع
• ( وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا ) •←• إذاً ( السكن ) •←• لمن يسكن
• ( وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ) •←• ( حسباناً ) .. لمن يحسب ،
• إذاً :◄
• الإصباح •←• موجود ثابت سواء كان هناك منتفع أو لم يكن هناك منتفع
• فالإصباح ثابت موجود .
• ( وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا ) •←• هذا إذا كان هناك من يسكن
• أما .. إذا لم يكن هناك من يسكن .. فهو ليس سكناً لأحد .
♣ إذاً الآن أيهما الأثبت ؟
• الأثبت والأدوم •←• فالق الإصباح
• سواء كان هناك بعد هلاك الناس و الأحياء فالق الإصباح ،
• أما جعل الليل سكناً •←• إذا لم يكن هنالك خلق أو متحرك
• فكيف يسكن ؟
• هنا قيّد الليل بالسكن •←• ( وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا ) .. لمن ؟
• لمن يسكن
• وجاء بالإصباح •←• مطلقاً فجاء •←• فالق الإصباح .
♣ ( وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ) لمن يحسب
• وهنا قيّد أيضاً الشمس والقمر
• وعطفها على الفعل •←• ( وجعل الليل سكناً ) .
♣ الآن :◄ عندما وضع منتفعاً قيّد
• لأنه أقل ثباتاً من ذاك
• لأنه إذا فُقِد المنتفع انتهت المسألة .
♣ ( فَالِقُ الإِصْبَاحِ ) •←• لم يكن هناك منتفع
• حتى قبل خلق آدم لم يكن هناك منتفع
• فقال فالق الإصباح
• أما •←• ( سكناً )
• فيجب أن تكون بعد الخلق
• لو هلك كل الأحياء على الأرض فالق الإصباح
• لكن لا يوجد سكن .. صح ؟
♣ فالأدوم •←• هو الإصباح
• فأتى بالإسم الدال على الثبوت ( فالق الإصباح ).
♣ وللعلم هنالك آية أخرى فيها
• ( تُولِجُ اللَّيْلَ فِي الْنَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ
وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الَمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ
وَتَرْزُقُ مَن تَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ (27) آل عمران)
♣ هذه الآية في التغييرات التي يحدثها الله تعالى
• ليست باقية على حالها
• ( قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء
وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ
إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26) آل عمران)
• حيث لا يبقى أحد على حاله وليس هناك حالة ثبات
• ( وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء )
• الآية في سياق التغييرات
• فقال •←• ( تخرج ) و ( تخرج )
• أما الآية الآخرى (96) الأنعام .. فليست في التغييرات
• وبدأ بها بالجملة الإسمية •←• ( فالق الإصباح ).
• ذكر تعالى التغييرات التي يجريها و ليست الحالات التي يبقيها
• ( تخرج الحي من الميت ، تؤتي الملك من تشاء )
• كلها تتحدث عن التغييرات.
♣ إذاً :◄ الذي يحدد استعمال الإسم أو الفعل في القرآن الكريم
• هو السياق
♣ فالله تعالى :◄
• يصف نفسه مرة بأنه ( عالم ) ومرة ( عليم ) ومرة ( علاّم )
ومرة ( يعلم ) ولكل منها استعماله حسب ما يقتضيه السياق
♣ فنلاحظ :◄ أنه تعالى لا يستعمل •←• عالم إلا مع المفرد
• ( عالم الغيب )
• أما •←• علاّم فلا يستعملها إلا مع الجمع ( علاّم الغيوب ) .
• فإذا كان السياق في التجدد والتغيرات يأتي •←• بالفعل
• وإن كان السياق في الثبوت يأتي •←• بالإسم
• فلا بد من أن نضع الكلمة في سياقها .
♣ الخلاصه :◄
• جيء بجملة •←• ( يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ ) فعلية
• للدلالة على أن هذا الفعل متجدد و يتكرر في كل آن
• فهو أمر متكرر معلوم وليس مصادفة.
• ثم تلاها بقوله •←• ( وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ) بصيغة الإسم • للدلالة على الدوام و الثبات
• وبذلك عبر عن معنيين و حالتين
• هما التجدد و الثبوت من خلال الفعل المضارع ( يُخرج )
• والإسم ( مُخرج )
• والله تعالى أعلى وأعلم بمراده
♣ نقلاً ( Jamila Elalaily )