السلام عليكم


ماذا نعني بالابداع العربي؟


الخط العربي:اهتم المسلمون بالكتابة وأكبروا القلم وقدسوا العلم وأول آية نزلت في القرآن الكريم هي: (اقرأ باسمِ ربكَ الذي خلق، خلق الانسان من علق، اقرأ وربُّك الأكرم، الذي علَّمَ بالقلم، علَّمَ الانسان ما لم يعلم).
ويقسم الله بالقلم في قوله تعالى: (ن، والقلمِ وما يسطرون).
والكتابة قديمة قدم التاريخ الإنساني إلا أن الإسلام اهتم بالكتابة وبعد الرسول (ص) أول من عمل على تعليم ونشر الكتابة واهتم كذلك بتعليم النساء، فقد جعل فدية من يكتب من أسرى (بدر) تعليم الكتابة لعشر من مسلمي المدينة.
وأول من وضع الخط العربي هم: مرارة بن مرة وأسلم بن سدرة، وعامر بن جدرة. وأول من نقط الحروف هو أبو الأسود الدؤلي وذلك بوضع علامات على شكل نقط ليدل على الرفع والنصب والجر.
أما أول من وضع النقاط على الحروف فكان على يد الخليل بن أحمد الفراهيدي ووضع الحركات الإعرابية.
وبقيت أسماء عديدة من كتبه الخط العربي ومبدعيه أمثال مالك بن دينار، وكان أشهرهم الوزير بن مقلة وأميرهم ابن البواب، وإمامهم ياقوت المستعصي.
وكان الخط أول مظهر من مظاهر الفن والجمال الذي عنى به العرب بعد إسلامهم كان ذلك في تجميل وتجويد الخط العربي وتحريكه. وقد سما الخط إلى مرتبة عالية لتعامله مع حروف القرآن منذ نزوله، فتعاملوا مع الخط بقدسية حيث زينوا به المصاحف، وزينوا أماكن العبادة باللوحات الخطية وقد أحيط الخط الكوفي بهالة من الإكبار وقد ظلت الأغراض اليومية تكتب بالخط النسخي والرقعة وبرز الخط الديواني للدواوين الحكومية تماماً كالخطوط الهيروغلوفية في مصر القديمة.
كان الخط العربي وسيلة للعلم فأصبح مظهراً من مظاهر الجمال، وقد حرك الفنان المسلم الخطوط الجافة وأضاف إليها الزخارف حتى غدت لوحات فنية. وقد استخدمت الكتابة في قوالب زخرفية محل الصورة وعكست نوعاً من التعبير له خصائصه التي تتيح له التعبير عن قيم جمالية ترتبط بقيم عقائدية.
ولقد ضمن الفنان المسلم كل طاقاته عندما كتبت الآيات القرآنية على الجدران والواجهات والعقود والأبواب والمنابر ليحمل في نفس الوقت شكلاً فنياً على أسس جمالية رياضية.
وقد تجاوز الخط العربي الديار العربية والديار الإسلامية. فقد استخدمه الفنان (جيوتو) في زخرفة لوحاته، واستخدمه الفنان الألماني (هانس هولبين). وقد استخدم الخط العربي التجريدي داخل نسيج اللوحات فنانون أمثال (ماتيس _ بول _ كلي _ بيكاسو _ كاندنسكي).
ونجد أن الخط العربي يأخذ مكانه اللائق في الفن من تجويد وتحسين، وفي استخدامه لأشكال تجريدية. فمثلاً الخط عند (شبرين) معماري التكوين ويتقبل كنمط مرئي ومصور، ويعبر عن أسلوب رمزي تجريدي عن الحالات العقلية والعاطفية، فالمدلولات الموسيقية النطقية ودرجات الحروف الصوتية للحرف الواحد وتركيبها في تناغم الأحاسيس الداخلية للنفس البشرية فتنطق الحروف ليس نطقاً لغوياً فقط بل نطقاً استاطيقيا من خلال تناسق وترابط الحروف العربية في تجريدات لا نهائية.
ب_ الزخارف الإسلامية
فن الزخرفة فن قديم قدم الإنسان إلا أن الفن الإسلامي أعطى لهذا اللون من الفن كينونة فحور الأشكال وجردها لإحداث الحركة التي تعطي طابع الاستمرارية وتوخي بلا نهائية الأشكال المتكررة لتحقيق الانسيابية.
وبتأثير التحريم على فن (النحت والتصوير) اتجه الفن الإسلامي نحو (الزخرفة) فأنشأ زخارف قائمة بذاتها وزخارف تحتويها الأشكال.
والزخرفة الإسلامية عبارة عن وحدات هندسية أو قل إنها وحدات رياضية يراد بها التفكير الرياضي للوصول لحقيقة لا تتعلق بمكان معين ولا بزمان معين، فحقيقة المثلث أو المربع أو الدائرة تظل حقيقة عقلية لتصديقها للمعاني العقلية في تجردها وانطلاقها.
وقد أخذ الفنان المسلم من الطبيعة من شجيراتها واوراقها وأزهارها وحيواناتها بعد تحويرها لتعطي الحركة الداخلية في تداخل الأشكال الهندسية فتدرك العين تلك الحركة من خلال الخطوط المتداخلة وتلك الموسيقى الصادرة عن الأشياء تعبر عنها الحركة الزمانية التي تمثل الديمومة والاستمرارية في حركاتها اللانهائية.
وليس الفن الإبداعي براعة في تصوير المناظر بالمحاكاة القائمة على الدقة والمقدرة على ايجاد الصلة بين العين والأشياء فقط، بل الإبداع الفني الذي يصل حد الروعة الجمالية فليس الفن في نقل ما في الطبيعة فقط بل البحث عن طبيعة الأشياء.
وقد تميزت الزخرفة الإسلامية بجوانب تكمن في العلاقة القائمة بين الوحدات الزخرفية المتكررة والمتنوعة في تكاملها الهندسي واتساقها الفني فالخطوط الهندسية والنظرة الرياضية لعالم الأشياء هو تجريد ذهني للجزئي ليصبح كلياً، ولهذا أمكن للوحدات الهندسية المتناهية لتكوين أشكال لا نهائية وبهذا يلتقي فن الأرابسك (Arabesgec) مع الفن التجريدي في مجال الانطلاق للتعبير عن المطلق.

ج_ العمارة الإسلامية
تأثرت العمارة الإسلامية بالحضارات التي احتكت بها والبلاد التي فتحتها فتأثرت بالأساليب البيزنطية والهيلينية والساسانية والإيرانية بالإضافة الى الرصيد الحضاري للحضارة العربية في الجزيرة العربية، ورغم هذه التأثيرات تلحظ الوحدة في الفن الإسلامي على الرغم من تعدد المراكز وبعد المواقع يرجع ذلك لوحدة المنبع والأساس الفكري للحضارة الإسلامية.
وقد تعامل المسلمون بذكاء حضاري مع الثقافات الجديدة إذ أبقت عليها وأضافت إليها ولم تحاول طمس تلك الثقافات بل سمت بها ووجهتها الوجهة الصحيحة من خلال أرضية قوية تتجه إلى هدف واحد.
ولانعدام الصور والتماثيل في العمارة الإسلامية خاصة في المساجد استخدم المهندس الإسلامي الأعمدة المتنوعة وأدخل الفسيفساء والزخارف النباتية والهندسية وحورها، واهتم بالتصميم المعماري.
والعمارة تعكس المحتوى الحضاري لأي تكتل حضاري، والعمارة قوة حضارية وهو كتاب مفتوح تسجل فيه الشعوب تاريخها.
والعمارة (فن) والفن أصدق أنباء التاريخ لأنه الكاشف عن حقائق التاريخ المنزوي. والعمارة (إبداع) والإبداع خصيصة إنسانية اختص الله به الإنسان دون سائر الكائنات فبيوت العنكبوت والنمل وخلايا النحل صادرة عن عقل غريزي غير متطور من خلال ذاكرة لحظية وهكذا ستظل تلك البيوت والخلايا كما كانت عليها خارجة عن دورة الزمن. إلا أن الإنسان له عقل (إبداعي) متطور من خلال ذاكرة منسابة لإبداع يسير مع الزمان.
والعمارة (جمال) لأن العمارة تحاول تجميل الفراغين الداخلي والخارجي ليصلح للحياة الحضارية إذن العمارة (فن وإبداع وجمال) وبالعمارة بنى الإنسان حضارته بفضل ما استحدثه من عمران من خلال (عقله الإبداعي).
وقد سجلت العمارة الإسلامية، مسيرتها الحضارية على العمائر الإسلامية من خلال طرزها المختلفة إذ نجد الوحدة الحضارية التي امتدت من أقصى بلاد المغرب العربي إلى أقصى بلاد الهند _من خليج البنغال إلى جزيرة ايبريافان مئذة جامع (الكتيبة) بمراكش ومئذة جامع (قطب زادة) بدلهي تبدوان أمام المتتبع كبروج للحدود الإسلامية _وإن كانت هذه الحدود قد امتدت أبعد من ذلك _ وحين نعلم أن هاتين المنارتين قد شيدتا في زمن واحد فبامكاننا أن نعتبرهما بمثابة رمزين جميلين لوحدة العالم الإسلامي.
والفنان المسلم لا يفرق بين العمائر الشاهقة والتحف الصغيرة ويستوي في ذلك القصر المنيف والكوخ الحقير وآنية الذهب والطين، فلم يفرق بين تحفة غني وسلعة فقير. هدفه هو تجميل الدنيا في شتى زواياها ومرافقها لتعطي جمالاً ذاتياً يشيع في النفس الغبطة وفي القلب الرضى، ويشهد لمبدعيه بحس جمالي عميق وللمتذوقين بحس تذوقي نقدي فتحول المتلقي السلبي إلى متذوق إيجابي يشارك في العملية الإبداعية في خدمة الإنسان.
وهكذا تحول الاهتمام بالفنون التطبيقية وتحول الفن في خدمة الحياة الإنسانية حيث كانت الروعة في الصناعات الدقيقة التي غدت تحفاً فتية. مما جعلهم يبتكرون ويهتمون بالعمل اليدوي ويقدسونه فقد كان تحريم استخدام آنية الذهب والفضة دافعاً لاكتشاف الخزف ذي البريق المعدني وكذلك كان تحريم لبس الحرير _للرجال _ دافعاً لاستخدام الزخرفة النسجية المسماة (بالتابستري).
وهكذا فتح الباب واسعاً أمام الفنانين لكي يبتكروا ويبدعوا اعتماداً على العمل الفني المتقن المجود لتحقيق القيم الجمالية مع القيمة النفعية وبهذا دخل الابتكار مجال التصنيع وتدخلت الصنعة في مجال الابتكارات.
من أهم المجالات التي أثرت في المسيرة الفنية للفن الإسلامي بصفة غير مباشرة هي (النقابات الإسلامية) و (الحسبة) و (الوقف) وذلك في مجال مراجعة الأحوال ومراقبتها وترشيدها فتحسن الإنتاج الفني وترقى، وانحصر التنافس في الجودة والأصالة، وكان التعامل شريفاً تبعاً لقول للرسول (ص): "من غشنا ليس منا" حديث شريف نفذ بدقة. فتحولت الأعمال النفعية والمشغولات اليومية إلى تحف جمالية ترضي الصانع والبائع والمشتري والمشاهد.
2_ الإسلام يحرر الفن من القيد الوثني والأسر الكهنوتي
يقرر بعض من علماء الفلسفة والتاريخ أن الفن قد تحرر من الأسر الكهنوتي بظهور فنون عصر النهضة في أوروبا في القرن الخامس عشر الميلادي. إلا أن الحقيقة التاريخية تقول من خلال فلسفة التاريخ أن التحرر الذي كان، كان جزئياً وكان التكتيك الفني وما زال الموضوع الفني الذي عالجه عظماء عصر النهضة دينياً ودليلنا على ذلك أعمال عظماء. عصر النهضة أمثال (مايكل أنجلو)، الذي يمثل (إرادة) عصر النهضة الذي نحت تمثال (داود وموسى). والفنان (ليوناردو دافنشي) الذي يمثل (روح) عصر النهضة والذي ظهرت عبقريته في رسم الشخصيات المقدسة.
والمصور الشاب (رفائيل) الذي يمثل (اسلوب) عصر النهضة والذي لقب بمصور مريم.
وعليه يمكن أن نقرر أن التحرر الكامل للفن كان في القرن السابع الميلادي عندما حطم الرسول (ص) الأصنام عند فتح مكة وتحويل الفن من خدمة الآلهة إلى خدمة التدين في الإنسان ومنع الفن الذي وظف من خدمة الوثنية والسيادة الكهنوتية.
واذا ما تتبعنا تاريخ الفن نجد أن الفن تلازم مع الانسان وكان الفن يخدم العقائد المنحرفة الوثنية حيث كان الفن يستمد مواضيعه من الدين واستمد الدين قوته بالفن وهكذا كانت العقائد قبل الإسلام وكان الفن.
هذا وقد نحت إنسان الكهوف تمثال (الأم المقدسة _ Goddess) وعبدها على أنها الخالقة _لأنها تلد فهي إذن خالقه _ فنحتوا الأم المقدسة مركزين على أماكن الإخصاب في المرأة. وقد نحت فنانوا العصر الذهبي الكلاسيكي الإغريقي تمثال (فينوس) آلهة الحب والجمال مركزين على مواطن الجمال في المرأة. إلا أن فنانوا العصر الحديث نحتوا تماثيل المرأة مركزين على أماكن الجنس في المرأة. وفريق كبير بين أماكن ومواطن (الإخصاب والجمال والجنس) في المرأة.
وقد نحتت الشعوب تماثيل لآلهتهم في الأدوار المتأخرة لعقائدهم المنحرفة في تجسيدهم للآلهة.
وهكذا كان الفن يخدم تلك العقائد المنحرفة في تجسيدها للآلهة وفي تكبيل تلك الشعوب وتأكيد هذه العبودية وتوثيق تلك القيود.
وفي تتبعنا للأديان وفي تحورها عن الوحدانية نحو الوثنية ظهرت الثواليث حيث جسدت الآلهة في الأصنام منحوتة ومعبودة.
1_ الثالوث الهندوسي (براهما _ فشنو _ شيفا).
2_ الثالوث الصيني (تي بي _ تشانخ _ الشمس).
3_ ثالوث أوزيري (أوزريس _ ايزيس _ حوروس).
4_ ثالوث منف المصري (بتاح _ سخمه _ نفرتم).
5_ ثالوث مينكاورع (أمون _ كاو _ رع).
6_ ثالوث بلاد الرافدين (انكي _ أثليل _ ترقال).
7_ ثالوث الإغريقي (فينوس _ أبوللو _ أريس).
8_ ثالوث أسوان (خنوم _ أساتيس _ عنقت).
9_ ثالوث نبته ومروى (أمون _ موت _ خنسو).
10_ ثالوث العرب (اللات _ العزى _ مناة).
وقد عبدت هذه الشعوب تلك الآلهة التي تجسدت في أصنام منحوتة، وعبدت الشعوب عدة أشكال مجسمة تعبر عن رموز (طوطمية) اعتقاداً منهم أن الأرواح حلت بها، وقد عبدت الظواهر الطبيعية ونحتوا لها التماثيل ورمزوا لها بالرموز المجسمة.
وقد عبد البوذيون (بوذا) بعد مماته ونحتوا له التماثيل الكثيرة في معابدهم.
وهكذا نجد أن العقائد المنحرفة نحتت التماثيل المجسمة وعبدوها في شكل أصنام تعبد وتقدس وبقي الفن دليلاً على أنوع العقائد التي كانت تمارسه تلك الشعوب وكشفت الفنون على مدى انحرافهم العقائدي والسلوكي.
وهكذا تقيد الفن بالقيد الوثني والأسر الكهنوتي منذ أقدم العصور وحتى ظهور الإسلام الذي حرر الفن من تلك القيود التي كبلته وقيدته.
وقد حاول الفنان الأوروبي التحرر من هذه القيود والخروج عن سيطرة الكنيسة إلا أنه تقيد بالقيد الوثني عندما بعث التراث الكلاسيكي الوثني في عصر النهضة، فكانت المواضيع مقدسة وأساليبهم وثنية.
إن العقدية الإسلامية لم تأمر الناس باتخاذ صيغة فنية محددة كما الحال في العقائد الأخرى والإيديولوجيات الاخرى، بل أوقفا الإسلام الفن المنحرف عقائدياً وسلوكياً ووضع الفن في دائرة الاختيار فكان تحرراً للفن وتحرراً للفنان ذلك الإنسان المختار الذي وضع في مكان الاختيار ودائرة (لا تفعل) أوسع من دائرة (أفعل).
وقد تحررت المساجد من الصور والتماثيل إلا أنها كثيرة الزخرفة _وأصبح للعمارة كيانها الخاص. وكذلك تحرر الفن بابتعاده عن التجسيم واتجاهه نحو التجريد وانطلق نحو المطلق واللانهائي.
وعمل الفنان المسلم من خلال العقيدة وليس من خلال القيد العقائدي، ولوجود التوازن بين الروحانيات والماديات، وتعامل مع الكائنات وطبيعة الأشياء، ونفذ إلى الأشياء الكامنة من الأشياء الكائنة.
وهكذا كان الإسلام محرراً للفن من القيد الوثني والأسر الكهنوتي، ليسمو بالإنسان بتحقيق إنسانيته، ويعمل من خلال التصور الإسلامي للوجود لبناء حضارة جمالية.
3_ الفن من خلال التصور الإسلامي للوجود
أصبح الفن الإسلامي فناً ذهنياً يحكمه المنطق، وفي نفس الوقت ينطلق إلى عوالم إبداعية سامية.
وقد سار الفن الإسلامي عبر ثلاثة محاور:
1_ كان الطور الأول في الاقتباس والتقليد ويشتمل على عصر بني أمية.
2_ كان الطور الثاني في الممارسة والابتكار ويشتمل على عصر بني العباس والطولونيين.
3_ ثم طور الإبداع ويشتمل على عهد الفاطميين ووصل قمته الإبداعية في الأندلس وأخيراً كان طور التدهور في القرن العاشر الهجري، ثم كانت الساحة خاوية لتبدأ النهضة من جديد وذلك بازدياد الوعي الإسلامي الذي لازم الصحوة الإسلامية الحديثة.
ولإيجاد فن من خلال التصور الإسلامي فأول الخطوات هو إحياء الفن الإسلامي الكلاسيكي كأساس يعتمد عليه الفن التجريدي المعاصر.
لتحقيق الإنسيابية من خلال حل مشكلة الزمن في الفن التشكيلي بإيجاد الحركة الداخلية للأشكال الساكنة وذلك بإنتاج فنون لها موسيقى بصرية تحقق إيقاعات جمالية.
فالموسيقى هندسة في الأنغام، والنحت هندسة في الأشكال، والألوان هندسة في الأضواء، والزخرفة هندسة في الوحدات، والخط هندسة في التركيب، وكل شيء قائم على هندسية الأشكال وتنظيم في تركيب الأشياء، بنظام وتناسق، ومن هذا النظام المتناسق تتألف الموسيقى والتي هي اللغة الفنية التي تبتغيها كل الفنون وتسعى إليها لتنسجم مع الموسيقى الكونية.
فيجب على الفنان المعاصر أن تكون له رؤية أشد وضوحاً لما هو كائن لكي يغوص إلى كوامن الأشياء والكشف عن بواطنه ليدرك الفنان أسرار التناغم والتناسق الكامنين في العالم المرئي وغير المرئي والمحسوس وغير المحسوس والمسموع وغير المسموع.


منقول