رسالة أم
س_ ماذا تريد الأم في معلمة ابنتها ؟
أخواتي المعلمات...أنا عضو من اللبنة المنتجة للثروة البشرية (حملت ووضعت سهرت وتعبت غذيت وغرست جل ما لدي من قيم ...في نفوس صغيراتي...ودفعت بهن إلى معقل التعليم ..لينهلن من سلسبيل العلوم ويتسلحن بسلاح المعرفة والخلق القويم نعم دفعت بوجداني وكلي أمل في الله سبحانه وتعالى وفيك أيتها المعلمة فأنت اليد الأمينة التي أثق بأن ترقى بهن من جميع الجوانب ثقافيًا وخلقيًا وترقى بسلوكهن---وكنت ومازلت قريرة العين مطمئنة—حيث وضعت فلذة كبدي بين يديك ( لذا آمل أن تكون معلمة ابنتي بالصورة التي تحقق لي الأمل الذي أرتجيه وتعد ابنتي بالقدرات التي تمكنها من تحقيق دورها في المجتمع في مستقبلها كفرد سوي منتج ومؤثر ) وإنني والله لأدرك بأن المعلمة فرد في مجتمع فيه الكثير من المتناقضات وهي نتاج بيئة تتفاعل معها بكل ما فيها من ايجابيات وسلبيات ..أدرك بأنها بشر وأنها الأم والأخت والزوجة والابنة والمرؤوسة وكم لكل هذا من تفاعل وانفعال ولكن أريدها أن تعلم حقيقة قد تبث في نفسها القوة وتسمو بروحها في الأفاق وتثبت في قرارة نفسها أهمية الدور الذي تقوم به
أود أن تعلمي يا أستاذتي الفاضلة أن القائمين بهذه المهنة هم أفراد من جملة إنسانية تسافر أفكارهم حاملة تراث الماضي وإضافات الحاضر لتلقن المستقبل
أريدك أن تدركي جلال مهنتك وبأنها أهم عامود تقوم علية الأمة فلقيام الأمم عمد وأهم عمدها عامود ثقافة أفرادها
أريدك أن تعلمي بأن بين يديك عقال المستقبل فإلى أي آفاق ستقودينه
لذا أستاذتي الفاضلة أتمنى ...عندما تقفين أمام صفك المكون من عشرين إلى أربعين تلميذه مهما صغر سنهم أريدك أن تدركي بأنك تقفين أمام النتاج البشري لوطنك وأمتك ذلك النتاج الذي يمثل أمة المستقبل (فبماذا سوف تسلحيه ؟)
أود أن تعلمي أنك عندما تقفين أمام صفك وترسلين شعاع معرفتك مهما كان ضئيلا فهو يحمل في محتواه المعرفة والقيم والخلق والسلوك وأن هذا الضوء بمحتواه سيتغلغل في كيان أمة فإما أن يكون شعاعًا وضاءًا ينير البصائر وإما أن يكون شعاعا محرقًا يدمر شرائحًا من الأجيال القادمة
أريدك أن تتمثلي ابنتك في المتعلمة فبماذا تريدين أن تخرج ابنتك من حصيلة ثقافية ونفسية وخلقية وسلوكية من ذلك الموقف الذي لا يراك فيه غير الله سبحانه وتعالى
أريدك أن تدركي أن صفك الذي بين يديك فية نفوس متفاوتة في المنشأ والبيئة وأنماط السلوك والتراث المكتسب والقدرة على الاستيعاب نظرًا ْلاختلاف الجينات المكتسبة الوراثية ونظرًا للحصيلة الثقافية للأسرة ...فأتمنى أن تتعرفي أولاً على اختلاف الأنماط التي أوكلتِ بها لتتمكني من منح كل واحدة ما تسد به حاجاتها وترتقي بها إلى المستوى الذي يجب أن تصل إليه برفق ومودة وتشجيع
أود أن تتجردي من نوازع الكره والبغض والتعالي والحقد والنفور والتوتر والعصبية والتحيز قبل أن تغلقي باب فصلك لتكوني نفسًا وثابةُ صافية نقية كالزجاج الشفاف لتستوعبي مشاكل الصغيرات بدون انفعالات أو دوافع سلبية سيكون لانعكاسها على نفوس الصغيرات وبالاً كبيرًا وإثمًا عليك فهن تلك الأمانة التي اخترت حملها .
أود أن تدركي أهم حقيقة وهي أن ما تسجليه في نفوس الصغيرات ستضيف عليه الأيام ولكن لا ---- ولن تمحوها أبدًا .
قيل في الأمثال يد تهدم ويد تبني فتذكري دائما أنك اليد التي تبني فكوني في مستوى هذا الخيار الذي اخترته واسألي نفسك ما هي متانة بنيانك اليوم .
قيل ( قم للمعلم وفه التبجيلا كاد
المعلم أن يكون رسولا)
نعم أنت ذلك الشبيه الذي تسافر قيمه ومتانة عقيدته وأخلاقه وسلوكه عبر الأجيال لا.... يوقفها عائق فبماذا تحبين أن تسافر صغيراتك وماذا تودين أن ينقل عنك من خلق وسلوك وثقافة ...؟ وسؤالي هنا هل سافرت رسالة سيد البشر بغير الحب لذا أود أن ترفعي راية السلام والحب وافتحي أبواب القلوب فللقلوب مزاليج..... مفاتيحها الحب لتلجي إليها...( ملكة متوجة ) تتغلغلي في زواياها لتقومي المعوج وتسجلي بصماتك النورانية في نفوسٍ هي منك وخيرها عائدًا علي أحفادك ومجتمعك ووطنك هذا ما أتمناه في شخصك الملائكي فأعذ ريني إن أثقلت عليك
كما أنني كلي أمل في القائمين على النهوض بالتربية والتعليم أن يعملوا جاهدين لشد أذر المعلمة وتهيئة المناخ المناسب لها لتؤدي رسالتها في مناخ سليم نقي .
عن
نرجس