قصة أصحاب الجنة الذين امتنعوا عن الصدقة



قال تعالى في سورة القلم: { إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ ﴿١٧﴾ وَلَا يَسْتَثْنُونَ ﴿١٨﴾ فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ ﴿١٩﴾ فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ ﴿٢٠﴾ فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ ﴿٢١﴾ أَنِ اغْدُوا عَلَىٰ حَرْثِكُمْ إِن كُنتُمْ صَارِمِينَ ﴿٢٢﴾ فَانطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ ﴿٢٣﴾ أَن لَّا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُم مِّسْكِينٌ ﴿٢٤﴾ وَغَدَوْا عَلَىٰ حَرْدٍ قَادِرِينَ ﴿٢٥﴾ فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ ﴿٢٦﴾ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ ﴿٢٧﴾}


فما هي قصتهم؟!
أنقلها لكم بتصرف من أكثر من تفسير ومناسبة نقلي لهذه القصة أن بعضا من المسلمين هداهم الله بات يمتنع عن الصدقة لأهله وإخوانه في سوريا أو لغيرها وذلك لحجة أنه لا يثق ولا يدري إن كانت صدقاته تصل لمستحقيها وهذا كلام فارغ فمن بحث وجد الثقات الذين يضعون الصدقة في يد مستحقها ويوثق ذلك.


هذا مثل ضربه الله تعالى لكفار قريش فيما أهدى إليهم من الرحمة العظيمة وأعطاهم من النعمة الجسيمة وهو بعثة محمد صلى الله عليه وسلم إليهم فقابلوه بالتكذيب والرد والمحاربة ولهذا قال تعالى " إنا بلوناهم" أي اختبرناهم " كما بلونا أصحاب الجنة "
وهم قوم كان لديهم بستان مشتمل على أنواع الثمار والفواكه قيل بأنهم في اليمن وقيل في الحبشة " إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين " حلفوا فيما بينهم ليجذن ثمرها ليلا لئلا يعلم بهم فقير ولا سائل ليتوفر ثمرها عليهم ولا يتصدقوا منه بشيء، ويقال بأن أباهم كان فاتحا البستان لكل فقير ليأخذ من ثمره ما شاء ولكن بعد وفاة الأب وورثه بنوه وقالوا لقد كان أبونا أحمق إذ كان يصرف من هذه شيئا للفقراء ولو أنا منعناهم لتوفر ذلك علينا فاتفق الأولاد على أن يستأثروا بكل شيء لهم ولا يتصدقوا بشيء على المساكين، فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون ولعلهم من جند الله إذا أخذوا أمرهم من الله من بأن يدمروا هذا البستان بما فيه، فأصبحت هذه المزرعة كالصريم (الصريم) قال ابن عباس أي كالليل الأسود،فتنادوا مصبحين: أي لما كان وقت الصبح نادى بعضهم بعضا ليحصدوا الثمار، "فانطلقوا وهم يتخافتون " أي يتناجون فيما بينهم بحيث لا يسمع أحدا كلامهم وكان يتخافتون قائلاين نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيأن لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين) أي على بستانهم يريدون منع أي فقير من أخذ أي شيء
فلما رأوها قالوا إنا لضالون: أي فلما وصلوا إليها وأشرفوا عليها وهي على الحالة التي قال الله عز وجل قد استحالت عن تلك النضارة والزهرة وكثرة الثمار إلى أن صارت سوداء مدلهمة لا ينتفع بشيء منها فاعتقدوا أنهم قد أخطئوا الطريق ولهذا قالوا " إنا لضالون " أي قد سلكنا إليها غير الطريق فتهنا عنها !!! ثم رجعوا عما كانوا فيه وتيقنوا أنها هي فقالوا" بل نحن محرومون " .


وتمام القصة بالآيات التالية:{ قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ ﴿٢٨﴾ قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿٢٩﴾ فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ ﴿٣٠﴾ قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ ﴿٣١﴾ عَسَىٰ رَبُّنَا أَن يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِّنْهَا إِنَّا إِلَىٰ رَبِّنَا رَاغِبُونَ ﴿٣٢﴾ كَذَٰلِكَ الْعَذَابُ ۖ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴿٣٣﴾}



هل تريد مشاهدة كيف أصبحت هذه الأرض، عمرو خالد له فيديو في تلك الأرض: