نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي








أ.د فاضل السامرائى
لمسات بيانيه ( سؤال و جواب )
رداً على سؤال / Ameer Al
▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬
♦ السؤال :◄ قال تعالى فى سوره البقره
• ( وَاتَّقُواْ يَوْمًا لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ
وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ )
• ( وَاتَّقُواْ يَوْمًا لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ
وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ )
• ما دلالة اختلاف ترتيب العدل والشفاعة ؟
• ما اللمسة البيانية في تذكير كلمة شفاعة مرة وتأنيثها مرة أخرى ؟
♦ الجواب :◄
♣ أولاً :◄
العدل •←• معناه المساواة في الأحكام .
• ( وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذا كِلْتُمْ وَزِنُواْ بِالقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ )
القسطاس •←• هو ميزان العدل
• أصل كلمة قسطاس •←• عدل
فسموا الميزان قسطاس لأنه عدل .
• عندنا •←• ( عَدل ) و ( عِدل )
• العِدل •←• فيما يُبصر من الأشياء هذا عِدل
هذا مثل حملين متساويين يقال •←• ( هذا عِدل هذا )
• أما العَدل •←• فهو أحكام ومساواة في الحكم
• ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْتُلُواْ الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاء مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ )
• ذوا قسط ... ( أَو عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا ) الصيام لا يُبصر
• ( وَإِن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لاَّ يُؤْخَذْ مِنْهَا ) لم يقل كل قسط،
• ( وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ )
• إذاً :◄ القسط هو الحظ و النصيب
• والقرآن لم يستعمله إلا مع الموازين
وهذا من خصوصية الاستعمال القرآني
♣ ثانياً :◄
• دلالة اختلاف ترتيب العدل و الشفاعة
العدل معناه ما يعادل الجُرم الذي هو الفدية .
إيصال هذا المال أو المبلغ لمستحقه في حال قيام الإنسان بجريمة
أو ما شابه لأهل المرتكب عليه الجريمة أو الشخص نفسه
• لاحظ :◄
الإيصال له أسلوبان :◄
1 ــ الأول أن يرسل وفد صلح وشفاعة حتى يقبلوا ما يقدمه لهم
فيبدأوا أولاً بإرسال الوفد ثم يذهب بالفدية أو المقابل .
2 ــ الثانى أن يذهب إبتداء فيقدم ما عنده ( يعنى بالفديه ) أو عدل الجرم فإذا رُفض يذهب ويأتي بوسطاء يشفعون له .
• الآيتان كل واحدة منهما نظرت إلى صورة .
فنُفي الصورتان عن القبول
• ( وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ
وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ )
• هذه الصورة الأولى •←• تقدمون الشفاعة غير مقبولة .
الشفاعة لا تقبل و الفدية لا تؤخذ .
• ( وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ
وَلَا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ )
هذه الصورة الثانية •←• تجمع بين الآيتين على بُعد ما بينهما
• هذه نظرت في صورة وهذه نظرت في صورة فانتفت كلتا الصورتين
يعني :◄ لا يمكن أن يقبل منكم لا تقدموا ابتداء ولا تأتون بالشفاعة
هذا كله لا يُقبل والذي يقبل منكم هو الإيمان بما أنزلت مصدقاً لما معكم
• كأنه نوع من التيئيس
• لأن الإنسان إذا إرتكب جرماً
• إما أن يذهب بالعدل أي المال المقابل للجرم إلى القبيلة
فإذا رُفِض يذهب ويأتي بالشفعاء أو العكس
يأتي بالشفعاء أولاً حتى يقبلوا العدل منه.
• فالقرآن الكريم يأّس بني إسرائيل من الحالتين
• لا يقبل منكم عدل إبتداء وبعده شفاعة
• ولا شفاعة ابتداء ثم يأتي العدل بعد ذلك
• لا ينفعكم إلا أن تتبعوا رسول الله تعالى ( محمد )
♣ ثالثاً :◄
اللمسة البيانية في تذكير كلمة شفاعة مرة وتأنيثها مرة أخرى
قال تعالى في سورة البقرة
• ( وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ
وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ )
• ( وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ
وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ )
• جاءت الآية الأولى •←• بتذكير فعل ( يقبل ) مع الشفاعة
• بينما •←• جاء الفعل ( تنفعها ) مؤنثاً مع كلمة الشفاعة .
الحقيقة أن الفعل •←• ( يقبل ) لم يُذكّر مع الشفاعة إلا في هذه الآية من سورة البقرة وهنا المقصود :◄
• أنها جاءت لمن سيشفع بمعنى :◄
• أنه لن يُقبل ممن سيشفع أو من ذي الشفاعة .
• أما في الآية الثانية فالمقصود :◄
• الشفاعة نفسها لن تنفع
وليس الكلام فى الآيه الثانيه عن الشفيع .
وقد وردت كلمة الشفاعة مع الفعل المؤنث في القرآن الكريم في آيات أخرى منها في سورة يس
• ( أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَن بِضُرٍّ لاَّ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلاَ يُنقِذُونِ )
• وسورة النجم
• ( وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَى ) .
• وفي لغة العرب يجوز تذكير و تأنيث الفعل
• فإذا كان المعنى مؤنّث يستعمل الفعل مؤنثاً
• وإذا كان المعنى مذكّراً يُستعمل الفعل مذكّراً ،
والأمثلة في القرآن كثيرة منها قوله تعالى في سورة الأنعام
• ( قُلْ سِيرُواْ فِي الأَرْضِ ثُمَّ انظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ )
• ( (فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلاَئِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنذَرِينَ )
• المقصود بالعاقبة هنا محل العذاب •←• فجاء الفعل مذكراً
أما في قوله تعالى في سورة الأنعام
• ( قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدِّارِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ
سوة القصص
• ( وَقَالَ مُوسَى رَبِّي أَعْلَمُ بِمَن جَاء بِالْهُدَى مِنْ عِندِهِ وَمَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ )
• فجاء الفعل مؤنثاً لأن المقصود هو الجنّة نفسها.
♣ إذاً :◄ الخلاصه
عندنا حالتين :◄
1 ــ لا يقبل منكم عدل إبتداء وبعده شفاعة
2 ــ ولا شفاعة ابتداء ثم يأتي العدل بعد ذلك
• لا ينفعكم إلا أن تتبعوا رسول الله تعالى ( محمد )
• والله تعالى أعلى وأعلم بمراده
• لله تعالى الفضل والمِنّه
♣ نقلاً ( Jamila Elalaily )