وَ لمَّا رَنَّ جَوَّاليْ
( وَحَشْتِيني , بَحِبِّكْ )
نَغْمَةٌ
رَقَصَتْ
على كلماتِها
حاليْ
كَكُلِّ صَباحْ
وَ كُلِّ مَساءْ
وَ حَتَّى
في صلاةِ الفجرِ
وَالِدَتِيْ
تُحَدِّقُ بِيْ
وَ يَبْسِمُ ثَغرُها الغاليْ :
( أَيَا وَلَدي ..
بِهَذا الوقتْ ؟!
تُرَى أَحْبَبَتْ ؟! )
وَ تَرْنُو في مُحَيَّاها
زغاريدٌ
لِيَوْمِ غَدٍ
( أَبَعْدَ الصَّدِّ ؟؟
بَْعَد عِنادِ أَزْمِنَةٍ
تَفَتَّحَ وَرْدُ آماليْ ؟!
متى ؟
مَنْ ؟
يَا ضَنى عُمْري ؟؟
اسْتَطاعَتْ حَمْلَ أَثقاليْ ؟!
مَنِ السّعدى التي حَظِيَتْ
بِقَلْبِكَ يا
هَوَى بَاليْ ؟! )
أَرُدُّ الطَّرْفَ في خَجَلٍ
وَ أَهْرُبُ
خَارِجَ الغُرْفَهْ
إِلى الشُّرْفَهْ
أضمُّ الصَّوتَ , أَحْضنُهُ
يُباشِرُني
بِسِحْرِ الغيثِ
مُنْهَمْراً
عَلى صحراءِ ترْحاليْ :
( حَبيبي )
هَمسةٌ سَكرتْ
بها أُذنيْ
( أُحِبُّكَ )
كَمْ تَغَنَّاها
بِنَبْضِ القلبِ
مَوَّاليْ
تَقولُ :
( وَحَشْتَني , وَ اللهِ )
يا اللهُ
ما بَاليْ ؟؟
أُحلِّقُ عَالِياً
وَ البدْرُ
غَنَّى لِيْ
على النَّجْماتِ
أَتَنَقَّلْ
وَ رَبَّ الكونِ
أَتَوَسَّلْ :
( أَيا رَبَّاهُ ..
صُنْها لِيْ )
أنا مِنْ قَبْلِها قلبيْ
طَريدُ الهَمْ
شَديدُ الغَمْ
بِحُوْرِ العِيْنِ لَمْ يَهْتَمْ
أنا مِنْ قَبْلِها
" خالي "
أنا مِنْ قَبْلِها عُمْرِيْ
كَمَعْرَكَةٍ
كأرضِ الموتِ
لا تَأْبَهْ
بِمَنْ يَرْقى
وَ مَنْ يَسْفَهْ
بِمَنْ يَحْيَا
وَ مَنْ
سَيَمُوتُ
أَوْ مَنْ في ظلامِ السِّجْنِ
مُزْدَرْدٍ بِأَغْلالِ
فكيفَ بِحُبِّها صارتْ
نُقُوعُ الموتِ
جَنَّاتٍ ؟!
وَ كيفَ نَبَتْنَ في الحالِ ؟؟
وَ كيفَ السَّيْفُ أصبحَ وردةً سَكَنَتْ
بِأَوصاليْ !!
وَ كيفَ بِقَلْبِيَ انْسَلَّتْ ؟
وَ كَيفَ عُروشَهُ احْتَلَّتِ ؟!
وَ كيفَ , وَ كَيفَ
مَا خَلَّتْ
سِوَى أرقامَ هاتِفِها
على صَفحاتِ جَوَّاليْ ؟؟
..
تقولُ حبيبتي :
( أهواكِ , قُلْها لِيْ )
أُغَنِّيْها
وَ أغرقُ في مَعَانِيْها
كَطِفْلٍ قَدْ تَمَلَّكُهُ
هَوى ألعابِ أطفالِ
تقولُ حبيبتي :
( قُبْلَهْ )
فَأَلْثمُها
وَ خَمْرَ اللَّثْمِ ضَيَّعني
بغابَتِها
وَ ضَيَعَها
بأَدْغالِيْ
أُحسُّ
بأنَّني قدْ تهْتُ في دَمِها
أُحِسُّ بِأنَّها تَاهت
بِزِلْزَالِيْ
مُتَيَّمُها
مُعَذَّبُها
فكيف اليومَ تَهجُرُني
وَ هلْ حقاً
تَناءَى قَلبُها القاليْ ؟؟
فأيّ الدَّمْعِ أبكيها
وَ أَيّ الموتِ قَتَّاليْ ؟؟
أَيا هجرانَها احْتَرَقَتْ
ظُنوني
أَيُّها الصَّاليْ
أنا في عِشْقِها مَاسٌ
وَ بعدَ العِشقِ
وَا ويلاهُ
عُدتُ لِوَحْلِ صلصاليْ
أنا في حُبِّها
رُوْحٌ
وَ بعدَ الهَجْرِ
في صَمْتي
كَتِمْثَالِ
...
إذا مَا رَنَّ جَوَّاليْ
سأُخْبِرُها :
( قَتَلْتِ الطُّهْرَ في قلبي
فَصارَ النَّزْفُ
سِرْباليْ )


د.هزاع