أرمينيا والهند وتركيا...بقلم آرا سوفاليان
دخلت صالون حلاقة جديد...كل العاملين فيه هنود...اخترت أحدهم لأنه بشَّ لي...وجلست في المكان الذي حدده ودار الحوار الآتي:
-What is your name?
-Me Sir?
-Yes Sir
- Bahador Sir
_Listen To Me Bahador
-yes Sir
-leave 2Cm from the top And one centimeter from the sides and zero for the rest ok?
-ok Sir
-Bhador
-yes Sir?
-I have an allergy Caused by the word sir… Please do not use it
-yes Sir
وتذكرت غاندي...لقد علّمهم أن يكونوا انسانيين حتى مع مستعمريهم الانكليز الذين كانوا يستولون على 99% من موارد الهند ويتركون الـ 1% للشعب الهندي ليعيش تحت خط الموت ومع ذلك فلقد طردوا المستعمر من بلادهم ولم تعد الهند جوهرة التاج البريطاني وصارت الشمس بعد ضياع الهند تغيب عن جزء كبير من أراضي الامبراطورية العظمى...امبراطورية الشعب الذي لا يفيد في شيء غير استنزاف دماء شعوب المستعمرات حتى آخر رمق.
في الخامسة من صباح اليوم التالي 1 1 2014 لبست بيجامة الرياضة الأديداس خاصتي والتي طلبت من السيد مروان السلّاخ أن يشتريها لي في العام 1985 من النادي الذي يستثمره...فاشتراها لي وقال: هذه أصلية...قلت له: هل ستصمد سنتين؟ قال: بل خمسة...ثمان وعشرون سنة مضت على شرائها ولا زالت جديدة ,ولم يتعطل سحّابها حتى اليوم...كان ثمنها في العام 1985 مؤلماً ولكنها تستحق...دفعت ثمنها في ذلك الزمان 700 ليرة سورية،
وكان الدولار بـ 8 ليرات ونصف.
انطلقت في المسير السريع الذي حرمت منه في سوريا بسبب البلاء وضعف الحيلة وقلة الدراية...وكثرة الهاونات والمفخخات، وبعد ساعة كاملة من المسير وفي طريق العودة الى البيت قابلت هندي كان ينتظر باص العمل...فنظر إليَّ باشّاً متودداً وقد ارتسمت على شفتيه ابتسامة هائلة تكشف أسنانه البيضاء وقال:
-Happy New Year Sir
كان يريد أن يعلمني بأنه كشفني فأنا لست عربياً بدلالة الملبس...ولست هندياً بدلالة لون البشرة...ولست فيليبينياً ولا صينياً بدلالة شكل العينين...وبما أنني لست من هؤلاء فأنا مسيحي واليوم هو أول أيام السنة الميلادية وواثق الخطوة يمشي ملكاً...وأنا أستحق المعايدة لأنه هو صاحب الحدث الصحيح...فأجبته وإبتسامتي مشرعة من الضاحك الى الضاحك مع حبة البركة قائلاً.
-Happy New Year But without sir
- Why sir
-Because I hate this word…I’m … your brother in humanity…say to me Happy New Year my brother… and don’t say Happy New Year Sir
-Yes Sir
فضحكت وودعته وأنا مدرك بأنه من الصعب بمكان تغيير النهج الذي رسمه غاندي الذي استطاع بالمحبة والانسانية تحرير الهند ...وزرع هذا النهج في قلوب مواطنيه أيضاً ولا زال هذا النهج متوارثاً من جيل الى جيل...وأدركت أن الأرمن هم من أصحاب الحظ العاثر فلو أن غاندي أو من يشبهه ولد في أرمينيا الغربية وبين الأتراك لما حدثت مجازر الأرمن على الإطلاق.
آرا سوفاليان
كاتب انساني وباحث في الشأن الأرمني
1 1 2014