درب يسد وما يرد...بقلم آرا سوفاليان
كيتي ...كانيش صغيرة وفية مخلصة تعود صداقتي لها الى سنين قريبة عندما رأيتها لأول مرة في بيت أختي... أختي التي اتصلت بي في الخامسة صباحاً منذ عامين ماضيين...قالت لي لم أعد أحتمل يا أخي...... فطلبت منها ان تغادر بيتها فوراً مع اولادها الثلاثة وان تحضر الى منزلي ومعها كيتي الجميلة...قالت لي: كيف لي ان احضرها معي الى بيتك...وزوجتك تخاف من الكلاب...قلت ضعيها في السيارة قبل الجميع...غادري الى العباسيين وليس عن طريق المحلق ... قودي بسرعة ولا تتوقفي إلا تحت منزلي...ووصلت وذهب بيتها أدراج الرياح ... أستأجرت بيت قريب من بيتي...وكنت وفي ذروة اليأس أذهب لأرى أختي وأولادها وأحمد الله على سلامتهم...وكانت كيتي تشكرني بإعتبارها من العائلة وتهمها مصلحة أختي وأولادها ... ولا يمكنها ان تدرك مدى القرابة...ولا تعرف بأن صاحبتها هي أختي وانا أقرب إليها من كل الدنيا عدا أمها...كانت ترحب بي بألف طريقة...تقفز أمامي وتتسلق عليَّ وتنقش بنطالي الحلي الجميل ببصماتها كلها ...تلاعبني كونغ فو وكاراتيه...وتذكرني بجاكي شان ... وادرك انها تحمل قلباً أنقى من كل قلوب البشر مجتمعة...وأدمنت على زيارتي أختي وملاعبة كيتي النجسة...وكنت كعاطل عن العمل ...أذهب لزيارة هذين البيتين بالتحديد وبالتناوب بيت أختي أختي وبيت أخي وليس لي غيرهم في الشام...اليوم وصلتني صورة كيتي وكنت احتفل بوداع عام النحس 2013 لوحدي بالطبع...وأنا أستعيد كل المرارة والألم... لم يمرّ على أسوأ من هذه السنة التي فقدت فيها بعض أحبتي وناسي ...وهمت على وجهي في بلاد الله الواسعة...أطلب العمل والرزق الشريف... وأنا مؤمن بأن كل السنين متشابهة وهي صفحة بيضاء نكتب فيها نحن الخير فتكون سنة خير أو نكتب الشر فتكون سنة شر...والذي لم يخطر في بالي هو ان تكون هذه السنة من أسوأ سني الشر... اذهبي 2013 (ومتل ما بيؤولو أهل الشام درب يسد وما يرد)
آرا سوفاليان
كاتب انساني وباحث في الشأن الأرمني
31 12 2013