نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


جـــول جمـــال و تفاصيل عمليته الاستشهادية ضابط سوري من أسرة سورية مسيحية يقال أن مسقط رأسها هو قرية المشتاية بريف حمص كان يدرس في المدرسة البحرية المصرية حين وقع العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 إثر تأميم قناة السويس، فقام بهجوم استشهادي بواسطة زورق طوربيدي مع بعض زملائه مقابل مدينة «بور سعيد» وأغرق فيه بارجة فرنسية كانت تعد فخر البحرية الفرنسية في خمسينيات القرن الماضي، فتمزق جسده السوري تحت المياه المصرية محطماً البارجة المعتدية، في زمن لم تكن فيه العمليات الاستشهادية عنواناً للنضال، بل إنها أسست لذلك وكانت الأمثولة للمرحلة التي تلتها. في منتصف ليلة الرابع من تشرين الثاني عام 1956، التقط جول وأقرانه بثاً هوائياً للسفينة الحربية الفرنسية «جان بارت (Jean Bart)» أو تنين البحر الأبيض المتوسط وهي تقترب من الشواطئ المصرية، حيث كانت أول سفينة مزودة برادار في العالم ويبلغ طول المدمرة الفرنسية 247.9م ووزنها 48750 طناً ومجهزة بـ109 مدفعاً من مختلف العيارات، ويتألف طاقمها من 88 ضابطاً و 2055 جندياً بحاراً، وكان هدفها الأساسي تدمير ما تبقى من مدينة بورسعيد المصرية، التي كانت قد أمست مدينة أشباح جراء قصف سلاح الطيران الملكي والبحرية الملكي البريطانيين. وفور التقاط الإشارة توجه جول إلى قائده جلال الدسوقي طالباً منه السماح له بالمشاركة في العمليات العسكرية، لكن قائده اعترض على ذلك كون اللوائح العسكرية لاتسمح لأي أجنبي أن يقوم بدوريات بحرية، لكن جول قد أصر على طلبه بالمشاركة وهو يقول له، كما ورد في مذكرات وزير الإعلام المصري في ذلك الوقت: «عندما أرى شوارع الإسكندرية كأني أرى شوارع اللاذقية.. وأنا لاأرى بلدين أنا أرى بلداً واحداً». وعند الموافقة على طلبه، اشترك معه في هذه العملية ضابط سوري اسمه «نخلة سكاف» من اللاذقية وضابط مصري؛ وتم وضع الخطة التي تنص على قيام الزوارق الثلاثة بإجراء مناورات للاقتراب من البارجة ومن ثم ضربها بالطوربيدات على أن ينطلق جول جمال أولاً وإذا لم ينجح يأتي الضابط المصري وأخيراً يأتي دور اسكاف. فى تلك الليلة، خرجت ثلاث زوارق طوربيد لمقابلة السفينة الفرنسية وتصدت لها، فأثناء اقتراب جول جمال من المدمرة الفرنسية استطاع أن يصل إلى نقطة الصفر أي النقطة الميتة التي لاتستطيع مدافع المدمرة الوصول إليه منها وهكذا تمكن من الوصول إلى المدمرة الفرنسية وينفذ عمليته الفدائية، التي أدت إلى استشهاده وغرق «جان بارت» فخر البحرية الفرنسية آنذاك. لم يدمر جول السفينة جان بارت ولم يقسمها إلى نصفين كما هو شاع، لكنه أصابها بالشلل، لتتناقل بعد ذلك الإذاعات أخبار العملية الفدائية التي قام بها البطل السوري جول جمال على الشواطئ المصرية، مسطراً بذلك أروع صور البطولة والتضحية ممهداً بداية العمليات الفدائية ضد كل من تطأ أقدامه تراب الوطن. - علاء أوسي - اكتشف سورية