منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1

    فتوى في فقه المرحلة

    استفتاء: ما هو الحكم الشرعي بخصوص الموقف من الفتنة المستعرة في ديار المسلمين هذه ما هو الحكم الشرعي بخصوص الموقف من الفتنة المستعرة في ديار المسلمين هذه الأيام؟
    جواب: بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه وبعد:
    فلا تسعني الفتوى بفقه المرحلة المعاصرة قبل دراية المرحلة نفسها، وإنما الفتوى الشرعية هي استنباط ما يقع على كل معضلة أو مشكلة خاصة أو عامة من نصوص الوحي دون غيرها من التكاليف الفردية أو الجماعية التي خوطب بها أصحاب أزمنة وأمكنة مختلفة، ولقد صدق القائلون بصلاحية الإسلام لكل زمان ومكان، وعجزوا عن فقه دلالتها، وابتليت الأمة بمن يحفظون المتون الفروعية في فقه المعاملات وغيرها ومنه خطاب الممكنين في الكتاب المنزل الذي خوطبت به كل من داوود وسليمان وذو القرنين في ظل خلافة ذات تمكين في الأرض خارق، وكذلك خوطب به النبي الأمي صلى الله عليه وسلم بعد تجاوز مرحلة الدفاع ودخوله في مرحلة تمكين غير خارق بعد غزوة الأحزاب، ووقع التطرف من الفقهاء عبر التاريخ يوم اعتبروا فقه الممكنين ناسخا فقه المرحلتين قبله مرحلة الدفاع ذات الخطاب الجماعي ومرحلة الاستضعاف المحض ذات الخطاب الفردي.
    إن الفتن المستعرة اليوم في ديار المسلمين قد قذفت بهم في هوة سحيقة في مرحلة ما تحت الصفر، ولا نحتاج تتبع ما خفي من الذل والصغار الذي ابتلي به عامة المسلمين لاكتفائنا بما ظهر من معاناة الروهينكا والعرب في الأحواز وفي فلسطين والشام والعراق وما ظهر من صراع الطوائف كالسنة والشيعة وما ظهر من صراع الفرق كالسلفية والصوفية وما ظهر من ظاهرة تنظيمات إسلامية كالإخوان والسلفية الجهادية والقاعدة والتبليغ ...
    وإن من قرائن انتكاس الأمة في مرحلة ما تحت الصفر ذلكم الصراع بين الحكام الوطنيين والراغبين في كراسي الحكم وذلكم الإعصار فيه نار الذي يسمونه بالثورات أو الربيع العربي الذي مزّق العامة والذين لا يفقهون من السياسة حرفا ولا يريدون علوًّا في الأرض ولا فسادا إلا بلاغا من كسرة خبز وكساء ومأوًى وأمْنا يتمكن من خلاله من العمل بعرق جبينه ليعيش، ولقد أنبتت الثورات الربيع العربي شجرا كالزقوم يدعو إليه فقهاء معممون خاطئون.
    إن قوله ﴿ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل﴾ الزمر والروم، لتعني أن الإسلام صالح لكل زمان ومكان إذ حوى القرآن مثالا لكل حالة ومرحلة سيتعرض لها المسلم فأكثر منذ نزول القرآن إلى قيام الساعة.
    وعلى كل مسلم أن يتمثل المثل الذي ضرب الله له في القرآن:
    فإن كان سجينا فقد ضرب الله له مثل يوسف الذي شهد له صاحبا السجن بقولهما ﴿إنا نراك من المحسنين﴾ يوسف.
    وإن كان فردا مسلما طليقا في أرض لا يعبد الله فيها فقد ضرب الله له مثل إبراهيم الذي كان أمة وحده.
    وإن كانت جماعة المسلمين ممكنة في الأرض فقد ضرب الله لها مثل داوود وسليمان وذي القرنين والنبي الأمي صلى الله عليه وسلم بعد غزوة الأحزاب.
    وإن كانت قلة تخاف أن تفتن عن دينها فقد ضرب الله لها مثلا بأصحاب الكهف الذين اعتزلوا من يخافون فتنته وتركوه وشأنه وكما في الأحاديث النبوية الصحيحة ومنها:
    في صحيح البخاري:كتاب المناقب،باب علامات النبوة في الإسلام:
    "يأتي على الناس زمان تكون الغنم فيه خير مال المسلم يتبع بها شعف الجبال أو سعف الجبال في مواقع القطر يفر بدينه من الفتن "
    وحوى القرآن جميع المواقف التي سيقفها أعداء الدين من أهله إلى نهاية المستقر والمتاع في الأرض للإنسان.
    ولقد كان المسلمون داخل الدولة النبوية في المدينة مكلفون بقسمي الخطاب الجماعي خلافا لكل من الملك النجاشي ورجال مؤمنين ونساء مؤمنات في مكة قبل الفتح إذ لم يخاطبوا بشيء من التكاليف الجماعية كالقضاء والحدود والجهاد والقتال والصلح والمعاهدات.
    ولا يخفى وصف النجاشي بالإيمان إذ صلّى عليه النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الغائب يوم موته في التاسعة من الهجرة.
    ولا يخفى وصف المؤمنين المستضعفين في مكة قبل الفتح بالإيمان كما في قوله ﴿ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات﴾ الفتح، فوصفهم الله بالإيمان رغم عدم قيامهم بشيء من التكاليف الجماعية لأنهم كانوا مستضعفين، وكانوا خارج نفوذ الدولة الإسلامية.
    ولقد أسقط الاستضعاف عن الرسول النبي هارون معاقبة عبدة العجل كما في قوله ﴿قال ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني﴾ الأعراف،وأقرّه موسى،وجعل الله عذره عبرة لأولي الألباب كما في قوله ﴿لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب﴾ يوسف.
    وأسقط الاستضعاف كذلك عن بني يعقوب الوفاء بموثقهم فلم يرجعوا بأخيهم كما في قوله ﴿قال لن أرسله معكم حتى تؤتون موثقا من الله لتأتنني به إلا أن يحاط بكم﴾ يوسف، فكان وجودهم في ظل حاكم أقوى منهم من الإحاطة بهم.
    إن قوله ﴿وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هـذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا﴾ النساء، ليعني أن المستضعفين في مكة لم ينشئوا التنظيمات السرية ولم يقوموا باغتيال زعماء مكة،وشكر الله سلوكهم فجعله قرآنا يتلى للذكر والعبرة ، إذ لم يكن منهم إلا دعاء ربهم ليخرجهم من مكة حيث استضعفوا فيزول عنهم الاستضعاف.
    إن القرآن حدثنا أن الانشغال بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وسائر التكاليف الفردية والكف عن القتل والقتال والاغتيال هو سلوك رسول الله وخاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم في العهد المكي ( مرحلة الاستضعاف )على نسق جميع النبيين والرسل الذين لم يمكّن لهم في الأرض مثل نوح وهود وصالح وإبراهيم ولوط وإسحاق ويعقوب ومثل موسى وهارون قبل هلاك فرعون ولو جاز لهم لسارع إليه موسى وهارون ولهما أكبر الدوافع بما يعانيه قومهما من فرعون وملئه الذين يسومونهم سوء العذاب بقتل الذكور واستحياء النساء لإبادة شعب بكامله ولو جاز لهم لما اكتفى محمد صلى الله عليه وسلم في العهد المكي بأمر أصحابه بالصبر وهم يعذبون حتى ماتت سمية بالتعذيب ولما منع أصحاب بيعة العقبة الكبرى في السنة الثالثة عشر من البعثة على عتبة الهجرة من اغتيال زعماء مكة في منى لتصبح بانقلاب أحمر دار إسلام وهجرة.
    إن النبي محمدا صلى الله عليه وعلى آله وسلم قد كلّف باتباع النبيين قبله وبالاهتداء بهداهم ومنهم إبراهيم الذي حطّم أصنام قومه كما في قوله ﴿وتالله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين فجعلهم جذاذا إلا كبيرا لهم﴾ الأنبياء، أي قطّعها تقطيعا ومن المثاني معه قوله ﴿فراغ عليهم ضربا باليمين﴾ الصافات، ولم يتبع خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم إبراهيم في هذا السلوك إذ لم يحطم الأصنام حول الكعبة بل ظلّ يصلي ويطوف حول الكعبة قبل الهجرة ولم يمسّ الأصنام بسوء ، وكان محمد صلى الله عليه وسلم قد أطاع الله في قوله ﴿ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم﴾ الأنعام، فكان استثناء من عموم الأمر في قوله ﴿فبهداهم اقتده﴾ الأنعام، وعلم النبي صلى الله عليه وسلم أن النهي عن سبّ الأصنام يعني نهيا أكبر منه عن تحطيمها في مرحلة الاستضعاف.
    إن القرآن حدثنا أن كل عملية قتل وقعت عبر التاريخ منذ قتل ابن آدم الأول بيد شقيقه الخاسر وإلى أن نزلت التوراة وقتل قتيل بني إسرائيل الذي ضرب ببعض أجزاء البقرة التي ذبحت - إنما كانت من جانب الكفار والمشركين ، إذ لم يتضمن القرآن القتل ومحاولته والقتال والاغتيال في مرحلة ما قبل التمكين إلا من جانب الكفار:
    ـ ومنه تهديد نوح بالرجم كما في قوله ﴿قالوا لئن لم تنته يا نوح لتكونن من المرجومين﴾ الشعراء
    ـ ومنه تهديد إبراهيم بالرجم كما في قوله ﴿قال أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم لئن لم تنته لأرجمنك﴾ مريم
    ت ومنه تهديد شعيب بالرجم كما في قوله ﴿قالوا يا شعيب ما نفقه كثيرا مما تقول وإنا لنراك فينا ضعيفا ولولا رهطك لرجمناك﴾ هود
    ـ ومنه تهديد الرسل الثلاثة أصحاب القرية بالرجم كما في قوله ﴿قالوا طائركم معكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسّنّكم منا عذاب أليم﴾ يـس
    ـ ومنه محاولة اغتيال صالح وأهله من جانب تسعة رهط من قومه كما في قوله ﴿وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون قالوا تقاسموا بالله لنبيّتنه وأهله ثم لنقولن لوليه ما شهدنا مهلك أهله وإنا لصادقون ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون﴾ النمل.
    ـ ومنه رمي إبراهيم في النار التي نجّاه الله منها كما في قوله ﴿قالوا ابنوا له بنيانا فألقوه في الجحيم فأرادوا به كيدا فجعلناهم الأسفلين﴾ الصافات، وقوله ﴿قالوا حرّقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين﴾ الأنبياء
    ـ ومنه المجزرة الجماعية لأصحاب الأخدود الذين حرّقوا بالنار كما في قوله ﴿قتل أصحاب الأخدود النار ذات الوقود إذ هم عليها قعود وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد﴾ البروج
    ـ ومنه سلوك فرعون بإعدام السحرة بعد التمثيل بهم وصلبهم أن آمنوا برب العالمين رب موسى وهارون كما في قوله ﴿وألقي السحرة ساجدين قالوا آمنا برب العالمين رب موسى وهارون قال فرعون آمنتم به قبل أن آذن لكم إن هذا لمكر مكرتموه في المدينة لتخرجوا منها أهلها فسوف تعلمون لأقطّعنّ أيديكم وأرجلكم من خلاف ثم لأصلّبنّكم أجمعين﴾ الأعراف، وقوله ﴿فألقي السحرة سجدا قالوا آمنا برب هارون وموسى قال آمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم الذي علّمكم السحر فلأقطعنّ أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلّبنّكم في جذوع النخل ولتعلمنّ أيّنا أشد عذابا وأبقى﴾ طـه، وقوله ﴿فألقي السحرة ساجدين قالوا آمنا برب العالمين رب موسى وهارون قال آمنتم له قبل أن آذن لكم إنه لكبيركم الذي علّمكم السحر فلسوف تعلمون لأقطّعنّ أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنّكم أجمعين﴾ الشعراء
    ـ ومنه قتل أصحاب القرية الرجل الذي جاء من أقصى المدينة ليعز الرسل الثلاثة كما في قوله ﴿إني آمنت بربكم فاسمعن قيل ادخل الجنة قال يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين﴾ يـس، والمعنى أنهم قتلوه لما أعلن الإيمان بالرسل الثلاثة وأن الله أحياه وأدخله الجنة كما هو شأن كل قتيل في سبيل الله .
    ـ ومنه محاولة اليهود قتل عيسى لولا أن رفعه الله كما في قوله ﴿وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبّه لهم﴾ النساء، وقوله ﴿ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين ﴾ آل عمران
    ـ ومنه عمليات قتل أنبياء وأتباعهم لم يفصلها القرآن كما في قوله ﴿لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق﴾ آل عمران، وقوله ﴿قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبيّنات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين﴾ ، وقوله ﴿لقد أخذنا ميثاق بني إسرائيل وأرسلنا إليهم رسلا كلما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم فريقا كذبوا وفريقا يقتلون﴾ المائدة، وقوله ﴿ أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون ﴾ البقرة
    ـ ومنه تهديد الرسل بالآيات بالإخراج من الديار أو الإكراه على ترك دينهم كما في قوله ﴿وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنّكم من أرضنا أو لتعودنّ في ملتنا﴾ إبراهيم، وكما في قوله ﴿قال الملأ الذين استكبروا من قومه لنخرجنّك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودنّ في ملتنا﴾ الأعراف، وكما في قوله ﴿لئن لم تنته يا لوط لتكونن من المخرجين﴾ الشعراء، وقوله ﴿وما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون﴾ الأعراف، وقوله ﴿فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون﴾ النمل
    أقول نعم ! لقد ذكر القرآن أن موسى قتل قبطيا خطأ قبل الرسالة وقد استغفر منها وعاتبه الله عليها وتاب عليه فمن يحتج بها ؟
    وأن الخضر قتل غلاما بأمر الله بدليل قوله ﴿وما فعلته عن أمري﴾ الكهف، وبدليل قوله ﴿فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما﴾ الكهف، وهو ظاهر الدلالة على الوحي كما بينت في معجم معاني كلمات القرآن وحروفه: مادة النبوة.
    وأما تفكير الأسباط إخوة يوسف في قتله فقد تراجعوا عنه واستغفروا منه وكان قبل نبوتهم وبدافع الغيرة وهم فتيان لا زالوا يلعبون ويمرحون ويستبقون.
    إن القرآن حدثنا أن ابن آدم الأول المقتول إنما منعه دينه عن الدفاع عن نفسه وذلك قوله ﴿لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين﴾ المائدة، ويعني أن خوفه من عذاب ربه وعقابه هو الذي منعه من الدفاع عن نفسه .
    وما كان جواب نوح لما هدّد بالرجم إلا كما في قوله ﴿قال رب إن قومي كذبون فافتح بيني وبينهم فتحا ونجني ومن معي من المؤمنين﴾ الشعراء.
    وما كان جواب إبراهيم لما هدده أبوه بالرجم إلا أن قال كما في قوله ﴿قال سلام عليك سأستغفر لك ربي﴾ مريم وما كان جواب الرسل الثلاثة الذين هدّدوا بالرجم إلا كما في قوله ﴿قالوا طائركم معكم أئن ذكرتم بل أنتم قوم مسرفون﴾ يس.
    وما كان من شعيب لما هدّد بالإخراج أو الإكراه على ترك دينه إلا أن قال كما في قوله ﴿قال أو لو كنا كارهين قد افترينا على الله كذبا إن عدنا في ملتكم بعد إذ نجانا الله منها وما يكون لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله ربنا وسع ربنا كل شيء علما على الله توكلنا ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين﴾ الأعراف
    وما كان من لوط لما هدّد بالإخراج إلا أن قال كما في قوله ﴿إني لعملكم من القالين رب نجني وأهلي مما يعملون﴾ الشعراء
    وما كان من الرسل بالآيات لما هدّدوا بالإخراج أو الإكراه إلا أن قالوا ﴿ولنصبرنّ على ما آذيتمونا﴾ إبراهيم واستفتحوا ربهم طلبا للنصر.
    وكذلك صبر النبيون الذين قتلوا ولم يتضمن تفصيل الكتاب المنزل أنهم بسطوا أيديهم دفاعا عن أنفسهم.
    وما كان من السحرة لما هددوا بالصلب والتمثيل والإعدام إلا أن قالوا كما في قوله ﴿قالوا إنا إلى ربنا منقلبون وما تنقم منا إلا أن آمنا بآيات ربنا لما جاءتنا ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين﴾ الأعراف، وكما في قوله ﴿قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البيّنات والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر والله خير وأبقى﴾ طـه، وكما في قوله ﴿قالوا لا ضير إنا إلى ربنا منقلبون إنا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا أن كنا أول المؤمنين﴾ الشعراء
    ولا يخفى أن المسلمين في المرحلة الراهنة أضحوا دون مستوى الصفر باستضعافهم وصراعهم في بين أنفسهم طوائف وفرقا وأحزابا وحكاما ومحكومين، واتسع الخرق بحالة آلاف الأسرى في سجون الحكام الوطنيين وسجون اليهود وفارس وكوانتانامو والبوذيين وغيرهم، ولا سبيل شرعا لتمثل التكاليف الجماعية بقسميها قبل تمكن الخاصة ممن يفقهون فقه المرحلة من النهوض بالأمة لتبلغ مرحلة الصفر حيث لا أسرى ولا صراع ولا فتن ولا تطرف ولا إرهاب ليتأتى البناء في ظل الاستقرار.
    وكتبه الحسن محمد ماديك جوابا على استفتاء وردني من موقع الإخباري الموريتاني http://www.alikhbari.net/mileffat/91...-12-36-49.html
    في السادس عشر من محرم 1435ه

  2. #2
    نعم القول قولك أستاذنا العزيز وبقي سؤال واحد:ناك جماعات جعلت من نفسها مهدا للغرب تلبيه في حاجاته السياسية تحت ستار الاسلام.فما قولك في هؤلاء؟
    ولكم الفضل.
    ناجي-غزة.

المواضيع المتشابهه

  1. المرحلة الملكيه !..
    بواسطة رغد قصاب في المنتدى فرسان البرمجة اللغوية العصبية.
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 12-03-2016, 02:26 AM
  2. الملتقى العالمي لفقه المرحلة
    بواسطة الحسن محمد ماديك في المنتدى فرسان الإسلام العام
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 07-04-2013, 11:40 AM
  3. دراسة نقدية حول فقه المرحلة ج 1
    بواسطة الحسن محمد ماديك في المنتدى فرسان الأبحاث والدراسات النقدية
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 04-19-2013, 06:58 AM
  4. فتح وحماس تحت ضغط المرحلة
    بواسطة تحسين في المنتدى فرسان المواضيع الساخنة.
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 12-01-2011, 01:31 AM
  5. خطر ضغط المرحلة
    بواسطة تحسين في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 11-06-2010, 03:32 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •