وهل بات الكيان الصهيوني في مهب الريح؟
يفاخر أوباما على أنه قد خدمات لإسرائيل, لم يقدمها لها قبله أي أمريكي ولو برتبة رئيس. وسارعت ومجلة تايمTIME, لتؤيد كلامه بتحليل جاء فيه: التطورات التي يشهدها الشرق الأوسط بسبب ما يسمى الربيع العربي ومشروع الشرق الأوسط الكبير قد أثرت كثيراً على الدول العربية إذ أصبحت دولاً محكومة بالحروب الأهلية وعلى وشك التقسيم. أما إسرائيل المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية فهي باتت القوة الأكبر في المنطقة وتسير الأمور فيها حسب رغبتها وما تقتضيه مصالحها. ولكن الاعلام الاسرائيلي يكذب الرئيس باراك أوباما ولا يوافق مجلة التايم على هذا التحليل. فهو ينشر ما يدحض كلام أوباما وهذا التحليل. وبصر على أن المشاكل والأزمات بدأت تعصف أكثر بإسرائيل. وهذا بعضاً مما نشرته:
· التهويل من نتائج أي حرب قد تخوضها, أو تجبر على خوضها إسرائيل: فالخسائر ستكون كارثية, والخطر سيكون محدق بكل بيت. وهذا بعض ما نشر في هذا المجال:
1. فموقع والا الإسرائيلي ,نقل عن قائد المنطقة الشمالية اللواء يائير غولان قوله: إن الحرب القادمة مع حزب الله ستكون قاسية جداً, وستؤدي إلى أضرار كبيرة وإصابات كثيرة في العمق الاسرائيلي.
2. في أي حرب قادمة سيصاب كل منزل في إسرائيل. ومعهد بيغن السادات للدراسات الاستراتيجية في جامعة بار ايلان نقل تحليل وزير شؤون حماية الجبهة الداخلية في إسرائيل جلعاد اردان, وجاء فيه: أنه حسب أخطر سيناريو وضعه الجيش الاسرائيلي, قد تتعرض إسرائيل لهجوم بآلاف الصواريخ طيلة 3 أسابيع في حال نشوب حرب في المنطقة. فحزب الله يمتلك أكثر من 200 ألف صاروخ سوري الصنع يستطيع إصابة كل منزل في إسرائيل.
· والضغوط على إسرائيل وعلى نتنياهو بالذات تتزايد في الاعلام الاميركي. ومنها:
1. فصحيفة الواشنطن بوست نشرت تصريحات السفير الاميركي السابق لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إريك جافيتس, والتي جاء فيها: على كل من مصر وإسرائيل حذو حذوا سوريا في تخليهما عن أسلحتهما الكيميائية. وعلى الولايات المتحدة وروسيا أن يستغلا اللحظة الراهنة لدعوة مصر وإسرائيل إلى التصديق سريعاً على معاهدة الاسلحة الكيميائية.
2. وصحيفة نيو تايمز , وجهت انتقاداً شديد اللهجة لنتنياهو, وجاء فيه: نتنياهو يسعى إلى الحرب, وأنه ومؤيديه في الكونغرس سيتسببون بكارثة بسبب انعدام الثقة في خطاب إيران وإعادة العلاقات الثنائية. فهم يخربون الفرصة الأفضل لتأسيس علاقات جديدة مع إيران منذ تجمدها بعد الثورة الايرانية عام 1979م.
3. الازمة المالية الأمريكية أثرت على قدرة إسرائيل العسكرية. وهذا الموضوع كشفت عنه صحيفة الورلد تيربليون World Tribune, بخبر جاء فيه: الازمة المالية الأمريكية أثرت على قدرة إسرائيل العسكرية, فتم تخفيض ميزانية برنامج صواريخ الدفاع البالستية المشترك بين واشنطن وإسرائيل, بعد قرار الادارة الأمريكية بخفض 55 مليون دولار من مساعدتها لتمويل البرنامج. مما يقلل من قدرة إسرائيل على اعتراض الصواريخ الايرانية بعيدة المدى برؤوس حربية نووية محتملة.
· صفقة انابيب الغاز بين تركيا وإسرائيل تفتح آفاقاً لتحسن العلاقات بين الدولتين. وهذه النتيجة توصلت إليها صحيفة يديعوت أحرنوت, بنشرها خبر جاء فيه: صفقة انابيب الغاز بين تركيا وإسرائيل تفتح آفاقاً لتحسن العلاقات بين الدولتين, فللأتراك مصلحة كبيرة في صفقة غاز كبرى مع إسرائيل, عبر استغلال الحقول الاسرائيلية المكتشفة في البحر الأبيض المتوسط, وخاصة أن حاجة الاقتصاد التركي للغاز في ازدياد, وأنقرة تخشى الاعتماد الزائد على مزوديها الرئيسيين روسيا وإيران.
· استفحال ظاهرة سيطرة كبار الأثرياء في إسرائيل. وهذه الظاهرة كشف عنها موقع شتات, حيث نشر خبر جاء فيه: استفحلت ظاهرة سيطرة كبار الأثرياء في إسرائيل (حيتان المال) على الاقتصاد الاسرائيلي ومجريات الأمور في مواسم الانتخابات التشريعية والبلدية وفي الحياة اليومية. وباتوا يلعبون دوراً مركزياً في كل القرارات المركزية, وبشكل هاص تلك التي تحدد السياسة الاقتصادية.
· خلافات عميقة بين واشنطن وتل أبيب. وهذه رأي يديعوت أحرونوت, وجاء فيها:
1. خلافات عميقة بين واشنطن وتل أبيب حول البرنامج النووي الايراني, فالرئيس الامريكي لم يذكر في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أنه يجب نزع أسلحة إيران النووية في المستقبل لا, واكتفى بالقول أن على إيران أن تثبت بأن برنامجها النووي ليس عسكرياً, مما أثار غضب الإسرائيليين. وقد نفت صحيفة هآرتس هذا الخبر, مما يعكس حجم التخبط الإسرائيلي.
2. كشف ضابط إسرائيلي في شعبة التنصت التابعة للمخابرات العسكرية عن قيام إسرائيل باستخدام الأقمار الصناعية في السنوات الثلاث الأخيرة لغرض التجسس على الدول العربية ودول الجوار ومن بين الأسلحة التي تم رصدها عبر الأقمار الصناعية صواريخ بعيدة المدى كانت في طريقها من سوريا غلى حزب الله في لبنان, وزعم رصد أسلحة كيمياوية.
· إسرائيل لن تصادق على اتفاقية حظر انتشار الأسلحة الكيميائية. وهذا قرار نقلته صحيفة هآرتس عن الناطق الرسمي لوزارة خارجية إسرائيل, حيث قال فيه: إن الدولة العبرية لن تصادق على اتفاقية حظر انتشار الأسلحة الكيميائية طالما توجد هناك دول في المنطقة لا تعترف بإسرائيل.
· واليهود الأمريكيين محتارين. وهذه الحيرة كشفت عنها هآرتس, بخبر جاء فيه: وزارة الاستيعاب الاسرائيلية تخير يهود الولايات المتحدة الامريكية بين الولاء لإسرائيل أم للولايات المتحدة الامريكية في حال نشوب خلاف بين واشنطن وتل أبيب.
· ووزارة الحرب تعاني من قلة ميزانيتها. وصحيفة هآرتس, نشرت حبراً جاء فيه: المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر يقرر زيادة ميزانية وزارة الحرب ب 2,75 مليار شيكل للعام 2014م, وذلك من فائض الميزانية للعام 2013م. رغم أن وزارة الحرب طلبت زيادة ميزانيتها بقيمة 4,5 مليار شيكل, إلا أن وزارة المالية كانت تعارض أية زيادة لميزانية الجيش, ولكن تم التوصل إلى حل وسط.
· خشية المنظومة الأمنية الاسرائيلية من أن يكون تفكيك السلاح الكيميائي السوري مجرد نقطة في بحر. وهذه الخشية عبرت عنها صحيفة معاريف, بخبر جاء فيه: أعربت المنظومة الأمنية الاسرائيلية عن خشيتها من أن يكون تفكيك السلاح الكيميائي السوري مجرد نقطة في بحر. والاستخبارات الإسرائيلية تتابع العملية عن كثب, وأنه ليس بوسع قادة المنظومة الأمنية استيعاب مشاهد الصور التي وصلت من سوريا, والتي تكشف عن حجم مستودعات السلاح الكيميائي الضخمة التي يتم تدميرها.
· إسرائيل تحتل المرتبة الأولى بين الدول الغربية في هروب الأدمغة إلى الخارج. وهذا السر كشفته صحيفة معاريف, بنشرها خبر جاء فيه: إسرائيل تحتل المرتبة الأولى بين الدول الغربية في هروب الأدمغة إلى الخارج, والمشكلة تفاقمت في السنوات الأخيرة لدرجة أن 25 محاضراً باتوا يعملون في الولايات المتحدة الأمريكية , لأن قلة وظائف البحث تشكل سبباً أساسياً لهروب الأدمغة من الأكاديميات الإسرائيلية وعدم توفر القدرة اللازمة لصيانة المختبرات المتطورة.
· والتحديات كثيرة أمام إسرائيل. ومعاريف تتحدث عنها, وهذا بعضاً مما نشرته:
1. لأول مرة تقف دول عربية في جبهة واحدة مع إسرائيل تجاه الموقف اللين لإدارة أوباما من إيران. وشرخ آخذ في التعمق بين الولايات المتحدة الأميركية وحليفاتها في الشرق الأوسط آخذة بالاتساع حيال الموقف من المسألة الإيرانية. وشرع رجال أوباما بحملة ضغوط في الكونغرس مطالبين بتأخير رزمة العقوبات الجديدة التي أعتزم المشرعون الأميركيون العمل عليها ضد إيران. نعم لقد نغير الأمريكيون.
2. المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود بسبب تعنت رئيس الحكومة نتنياهو برفضه تقديم أي تنازل في موضوع الترتيبات الامنية الخاصة بمنطقة غور الاردن, بما في ذلك نشر قوات دولية على المعابر. في حين تحاول رئيسة طاقم المفاوضات تسيبي ليفني إقناع نتنياهو بإبداء مرونة في هذه المسألة.
3. الجيش الاسرائيلي يبدأ الأسبوع القادم تدريبات مكثفة في المنطقة الشمالية, ستشمل التعامل مع جميع السيناريوهات, بما فيها تسلل إرهابين إلى الداخل الإسرائيلي. وبعض هذه التدريبات سيجري وسط الأحياء السكنية للتدرب على طبيعة المعركة التي تتوقعها أجهزة الأمن الإسرائيلية.
4. فشل عمليات التنقيب الإسرائيلية عن النفط والغاز في البحر الأبيض المتوسط. وهذا ما دفع برئيس الأركان الإسرائيلي السابق غابي أشكنازي لتقديم استقالته من رئاسة مجلس إدارة شركة شيمن النفطية, بعد فشل الشركة في اكتشاف النفط أو الغاز خلال عمليات التنقيب البحرية التي قامت بها الشركة في موقع يم 3 في البحر الأبيض المتوسط.
· رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو, يستميت لتجنيد الرأي العام الأوروبي ضد إيران. وصحيفة هآرتس هي من راحت تسخر على نتنياهو, من خلال نشرها خبر جاء فيه: نتنياهو يستميت لتجنيد الرأي العام الأوروبي ضد توجه بعض الدول الأوروبية نحو تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران. حيث طالب نتنياهو أوروبا بوقف البرنامج النووي, وإظهار موقف صلب وقوي تجاه إيران, معارضاً عودة العلاقات الدبلوماسية بين بريطانيا وإيران.
· تفجر العلاقات بين نتنياهو وأوباما باتت وشيكة. ويديعوت أحرونوت, نشرت خبراً جاء فيه: الانفجار بالعلاقات بين نتنياهو وأوباما على خلفية النووي الايراني بات وشيكاً بسبب استعداد واشنطن تخفيف العقوبات وتوقيع اتفاق مع طهران.
· أخطار تحدق بإسرائيل. وصحيفة يديعوت أحرونوت, نشرت بعض هذه الأخطار:
1. قال وزير حماية الجبهة الداخلية أن أكثر من 200ألف إسرائيلي سيبقون بدون مأوى في حال تعرضت إسرائيل لهزة أرضية. وأضاف أنه وقعت في الأسبوع الماضي 19 هزة أرضية كانت خفيفة في معظمها. وحصول هزة أرضية في إسرائيل سيؤدي إلى مقتل 7آلاف شخص على الأقل.
2. قال مسؤول عسكري إسرائيلي أنه لم يعق تدخل حزب الله في سوريا جهوزيته لخوض حرب مع إسرائيل, فوجوده العسكري في الجارة سوريا لم يلغي تسهيل أي هجوم مفاجئ منه على الدولة اليهودية, ولم يؤثر على جهوزيته لخوض حرب مع إسرائيل.
· وتصريحات حكام إسرائيل باتت مثار للسخرية والتهريج. فرئيس الطاقم السياسي والأمني في وزارة الحرب الإسرائيلية اللواء الاحتياط عاموس جلعاد, قال في محاضرة ألقاها في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأوسط: أنه بالرغم من تأييده للديمقراطية إلا أنه يعتقد أنها لا تليق بالشرق الأوسط. لأنها تجلب قوى شنيعة إلى الحكم.
· شكوك كثيرة تنتاب الاسرائيليين من منظومة الصواريخ. وصحيفة جيروزاليم بوست, نشرت خيراً جاء فيه: الخبير في مجال الدفاع المضاد للصواريخ البالستية ناتان فابر كشف عن شكوكه في فعالية منظومة الدفاع متعددة الطوابق في حالة اندلاع حرب شاملة على عدة جبهات, وذلك استناداً إلى أسباب مالية و عملياتية.
· والخوف يضرب الاسرائيليين بسبب ما يشاع عن امتلاك حزب الله منظومة صاروخية متطورة. فصحيفة الجريدة الكويتية, نشرت خيراً جاء فيه: كشف مصدر أمني إسرائيلي لصحيفة الجريدة الكويتية أن إسرائيل تملك معلومات مؤكدة عن نقل صواريخ دقيقة التصويب وبعيدة المدى من سوريا إلى حزب الله الذي يخزن هذه الصواريخ حالياً في منطقة البقاع. وهذه الصواريخ صينية الصنع تم تطويرها في إيران وتزويدها بأجهزة تحكم عن بعد ويصل مداها إلى 1500كم والقيادات الامنية الاسرائيلية تبحث امكانية تدمير هذه الترسانة الجديدة والخطرة على أمن إسرائيل.
من خلال ما نشر أعلاه يتبين أن إسرائيل ليست بأحسن حال كما يدعي أوباما ونتنياهو ويعض حلفائه, وبعض حلفاء واشنطن وإسرائيل , أو كما تروج بعض وسائط الاعلام. فمحاولات كل هؤلاء تنحصر في تضخيم وتكبير ما يعانيه العالمين العربي والاسلامي من ظواهر الشقاق والخلاف, وطمس ما تعانيه إسرائيل من مخاطر بهدف التضليل والخداع.
إسرائيل ليست بأكثر من كيان هرم وشاخ ويعاني الأمراض المزمنة التي ليس لها شفاء أو دواء. ولن يفلج في إنقاذها من مصيرها المحتوم عنجهيات بيرس ونتنياهو وحلفائهم من الساسة والجنرالات وأكاذيب وسائط الاعلام . و الوضع العربي رغم وهنه وانقسامه وترديه فهو أقوى من موقف إسرائيل بمئات المرات. فإسرائيل باتت عبئاً ثقيلاً على المجتمع الدولي, وعلى كل أميركي وعلى مصالح واشنطن وأمنها القومي والكونغرس والبنتاغون والرئيس الأميركي.
الثلاثاء:19/11/2013م العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريم