لا تحزن يا صديقي/ مصطفى ابراهيم

11/10/2013

استكمالا لما كتبه الصديق عصام يونس عن الهم اليومي الداخلي و ما يعانيه وغيره من الاصدقاء المحترمين العاملين في مؤسسات حقوق الانسان، والذين يعبرون عن قناعاتهم وحق الناس في الحرية والاستقلال والكرامة الانسانية.والمهمة الصعبة التي نقوم بها جميعا في مجتمع تنتهك حقوقه وحقوق افراده بشكل يومي، مجتمع ضعيف غير متماسك، نسيجه الاجتماعي مفكك يعاني الالم والإنهاك والعجز جراء سياسات الاحتلال وجرائمه اليومية، والسلطة وحكومتيها والفصائل التي اصابها وهن الهمة والعجز، والمواطن الفلسطيني الذي يجري وراء لقمة العيش، ولا مستقبل واضح امامه و يدفع الثمن يوميا من دمه غاليا.المحزن في الامر عندما توجه الاتهامات من بعض العارفين بطبيعة عملنا، الذين نعتبرهم متنورين ويعرفون العاملين في تلك المؤسسات فردا فراد، ويعتبروننا الملاذ والملجأ لهم، ويستنجدون بنا في كل لحظة، وهم لم يفكروا للحظة واحدة في الدفاع عن انفسهم.و المخيب للآمال ان اولئك يعرفون التاريخ النضالي للعاملين في منظمات حقوق الانسان وتفاصيل حياتهم ومعاناتهم والضغوط التي يتعرضون لها، فهم لم يهربوا من قناعاتهم الوطنية والسياسية والأخلاقية. هم من الناس ويعملون ويكتبون من اجل الناس، ولم يساوم أي منهم في يوم من الايام عن مواقفهم وقناعاتهم وتوجهاتهم والدفاع عن حقوق الناس.
ولا يعلم اولئك حجم التحديات التي تواجههم، والتهديدات التي تلاحقهم في كل لحظة، والتشويه والذم والقدح الذي اصابهم وأصاب عائلاتهم، واتهامهم بوطنيتهم وبأخلاقهم.
المحزن اكثر عندما تكون الاتهامات موجهة منهم بأننا نعمل وفق اجندات، ووفقا للتمويل الاجنبي المشروط، ونسي اولئك ان الكل في الهم سوى، ويدركون من نحن ومن هم، وان اتهاماتهم ليست في محلها، وفيها اساءة ونابعة أما عن جهل أو عن عدم فهم طبيعة عمل منظمات حقوق الانسان ودورها. أولئك دائما ينظرون للعاملين في منظمات حقوق الانسان وكأنهم ابطال ويجب ان يكون كل شخص فينا سوبرمان، ومطلوب منا ان نطرد الاحتلال و نوقف كل مشكلات الناس بضغطة زر.وما يثير الغضب أكثر ايضا ان بعض من اعضاء المجلس التشريعي الذين يعيشون انفصام في علاقاتهم، وما يقومون به وعجزهم عن القيام بالحد الادنى من واجبهم، و كان يوما عضوا في أكثر من مجلس لمنظمات المجتمع المدني ومنظمات حقوق انسان محترمة ومقدرة وطنيا وعربيا ودوليا. اولئك يبعون الناس الهم والوهم ويستنزفون خزينة السلطة براتب شهري منذ قيام السلطة تساوقوا مع الهجوم ضد العاملين في مؤسسات حقوق الانسان، وكأنهم ملائكة ونحن الشياطين.لا تحزن يا صديقي، وعلى رأيك الحلال بين والحرام بين، و حق كل الناس في التعبير عن ارائهم ونقدهم البناء، و هناك فرق بين النقد والهجوم وتوجيه الاتهامات، ولن نبقى ندافع عن انفسنا فعملنا واضح وشفاف، ومن يدافع عنا اولئك الناس الطيبين والذين يتعرضون للانتهاكات يومياً، وهم من يأتون لنا للشكوى والتصريح بما لحق بهم، فيما اولئك يختبئون خلف عجزهم وخوفهم من حتى الحديث وليس الشكوى.
نحن الان بأمس الحاجة للتسامح وقبول الاخر وعدم تخوينه وإقصائه، والإيمان بقدرة كل انسان او مجموعة منا للعمل كل في مجاله خدمة للمواطن الفلسطيني و لما تبقى من الوطن والقضية.