لآمنة
***
شعر
صبري الصبري
***

ل(آمـنـةَ) الكريـمـةِ بـنــتِ وهـــبِ
تـحــيــاتــي وأشـــواقــــي وحـــبــــي

وإجــلالـــي وتـقــديــري وبـــوحـــي
بـمــدح فـيــه أنـــوارٌ ســـرت بــــي

بـتــحــنــانٍ وتــبــجــيــلٍ وشــــــــدوٍ
لـهـا مـــن شـعــر تـوقـيـر لـصــبِ

فــــــأمُّ الـــنـــور هــاديــنــا بـــقـــدر
جـلـيــل طــيــب الأنــهــار عــــذبِ

نـضــيــرٍ طــاهـــرٍ فـــخـــمٍ جـــلِـــيٍّ
جـمـيــلٍ بــاهــر الـمـقــدار رحــــبِ

خـيـارٌ مـــن خـيــار الـنـسـل طـــه
أتى المحمـودُ مـن طهـر لصلـبِ

ف(عــبــد الله) والـــــدُه الْـمُــفَــدَّى
بحـفـظٍ مـــن إلـــه الـعــرش ربـــي

ووالـــدةُ الحـبـيـب بـأمــن عـيــش
ونـــــور قــــــد تــــــخللها بـــوهـــبِ

مــــن الـرحـمــن بـاريــنــا تـعــالــى
حـبـاهــا بــســط تـكــريــم وقـــــربِ

تَـكَــوَّنَ (أحـمــدٌ) مـنـهــا ونــالــت
بـفــضــل الله أشـــــواقَ الــمــحــبِ

مـــن الأخـيــار بـالـدنـيـا فـهـامــوا
بـهــا والله فــــي شــــرق وغــــربِ

وطـابــت فـــي مـدائـحـهـم مــزايــا
لــهـــا لاحـــــت بـإنــشــاد لــركـــبِ

يـــود زيـــارة (الأبــــواءِ) يـمـضــي
بمـهـجـة مــغــرم بـضـيــاء قــلــبِ

صـدوقٍ نابـض الإيمـان يسـمـو
سـمـوا عاشـقـا بـرحــاب صـحــبِ

لــهـــا لاحــــــت مــآثــرهــا تـــراهـــا
بحـسـن أشـرقــت فـــي كـــل دربِ

وبـالـمـيـلاد قــــد نــــارت قــصــورٌ
لشـام أشـرقـت مــن بُـعْـدِ صــوبِ

و(ساوة) جهرة غيضت وصارت
بـفـارس كـلـهـا فـــي جـــم جـــدبِ

وأمـسـى خـاويـا إيــوان (كـسـرى)
تحطـم وانـزوى فـي بــؤس كــربِ

ف(أحمـد) قـد أتـى الأكـوان بـدرا
منـيـرا يــا ريــاح الخـيـر هُـبِّــي !

خفـيـف الحـمـل (آمـنــةٌ) تـلاقــي
بحـمـل المصطـفـى يـسـرا بـــدأبِ

تــوالــى بـالـهــدى بــســطٌ كـثــيــرٌ
من المعبود ذي الإجلال حسبي

وتـصـبــر أُمُّــــه صــبـــرا جـمــيــلا
لـبــعــد صـــــار تـأريــقــا لــجــنــبِ

بسعـدٍ قـد مضـى عنـهـا رضيـعـا
(حليمة) تجتني روضـات رطـبِ

وتــنــظــر عـيـنُــهــا الألاء تـــتــــرا
بطالعـه السعـيـد كـضـوء شـهـبِ

بشـق الـصـدر قــد كــان اجتـبـاءٌ
وتطهـيـر الحبـيـب بـجـهـر طـــبِ

وعــاد المصطـفـى طـفـلا صغـيـرا
ل(آمنـةَ) الحبيبـةِ بنـتِ (وهــبِ)

تــــربِّــــي إبــنـــهـــا واللهُ يــــرعـــــى
(مـحـمـدَ) نـــال إغـــداقَ الْـمُـرَبِّـي

وأدبَّـــــهُ الإلـــــهُ الــفـــردُ يــعــطــي
لـه الأفضـال فــي بـسـط لسـكـبِ

ومـاتــت أمــــه أضــحــى وحــيــدا
بــيــتــم مــطــبــق الآلام صـــعـــبِ

فـــــآواه الـمـهـيـمـنُ ذو الـعـطـايــا
بـأعــيــنــه الـعــظــيــمُ اللهُ ربـــــــي

تــعــالـــى الله بــاريــنـــا يــــوافــــي
نـبـيـنـا (أحــمــدا) عــــزا بـكــســبِ

غــزيــرٍ طــيــبٍ الآيـــــات ظــلـــت
تـقــيــم بــخــافــق تــحــيــا بـــلـــبِ

يــــؤم مــنــارَه الأحــبـــابُ جـمــعــا
بـكـل الأرض مــن عـجـم وعُــرْبِ

ويــمــدحـــه و(آمـــنــــةً) بـــمــــدح
كـــــــرامٌ بـالــمــديــح الْـمُـسْـتَــحَــبِّ

و(عــبــدَ الله) نـمــدحــه مـديــحــا
مـديــد الـبــوح بـالأبـيـات يًـسْـبـي

فــــإن الــحــبَّ بــرهــانٌ مــضـــيءٌ
لــقــلـــب يـقــتــفــي آلاء جـــــــذبِ

لأنــــــوار الــنــبــوة قــــــد تـــلآلـــت
بـأفـئــدة الــذيــن بــصــدق حـــــبِّ

ل(آمـــنـــة) الـحـبـيـبــةِ أمِّ طـــــــه
و(عــبـــدِ الله) والــــــده الْــمُــحَــبِّ

فـجــد بـالـجـود يـــا ربـــي علـيـنـا
بصـوب نلتقـي الحسنـى وحـدبِ

وهـــــب لـلــكــل غـفــرانــا وســتـــرا
وحـفـظـا سـيــدي فـضــلا بــتــوبِ

وإكــــرامـــــا وإســــعـــــادا إلــــهـــــي
ومـحــوا بالـصـحـاف لـكــل ذنـــبِ

وأبـلـغ سـيـدي الـهـادي صـلاتـي
وآلا مــا جــرى مـــاءُ الـمـصـبِّ !