للأجيال القادمة كي لا تنسى للتعميم والنشر

طبيعة الصراع العربي ـ الصهيوني

د.غازي حسين

سخّر اليهود التوراة والتلمود والصهيونية والاستعمار الأوروبي والامبريالية الأميركية لتجسيد الاستعمار الاستيطاني اليهودي على أرض الواقع والانتقال إلى مرحلة الامبريالية الإسرائيلية.
وأيدهم في مزاعمهم وأطماعهم الكثير من المستويات الرسمية والشعبية في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية.
وسخروا الحروب العدوانية لتحقيق أهدافهم الاستعمارية ولكسر إرادة الشعوب والحكومات العربية. وانتصروا على العرب في حروب 1948 و1956 و1967.. وواجههم العرب باسم القومية والعلمانية واستبعدوا العامل الديني في مواجهتهم، بالرغم من اعتماد العدو على الدين اليهودي وعلى محاربة العروبة والإسلام.
وانطلقوا من قول يهوه لإبراهيم "لنسلك أعطي هذه الأرض، من نهر مصر إلى النهر الكبير، نهر الفرات". أي أنهم انطلقوا من "الوعد الإلهي بأرض الميعاد"، ومن مقولة شعب الله المختار، التي تظهر بجلاء عنصرية اليهودية والصهيونية والكيان الصهيوني وأخذ اليهود ينظرون إلى "الغوييم" نظرة الاستعلاء والتمييز والكراهيّة والبغضاء، ونهم سادة العالم، وإن غير اليهود مجرد حيوانات على هيئة إنسان خلقت لخدمة اليهود، مما يؤكد الطبيعة العنصرية لليهود المرتكزة على فكرة الاصطفاء والاختيار الإلهي، الذي تؤهله قيادة ـ الشعوب والأمم ـ في العالم.
ويعتقدون انطلاقاً من هذه المقولة الكاذبة أن لهم الحق في الهيمنة على ثروات العالم وحكمه. ويمكن القول أن أكذوبة "أرض الميعاد" والشعب المختار تشكلان جوهر اليهودية والصهيونية، وعند التخلي عنهما تنهار اليهودية والصهيونية والاستعمار الاستيطاني. وبالتالي دفعوا أطماعهم الدنيوية إلى مستوى القداسة الدينية وإلى الأركان الأساسية للدين اليهودي وللإيديولوجية الصهيونية.
ولكن المرء يتساءل: لماذا عاش شعب الله المختار حياة الاضطهاد والملاحقة وعدم الاستقرار وهل يعقل أن يعيش الشعب الذي يختاره الله بالاصطفاء والذكاء والتكريم عيشة العذاب والتشرد؟..
لقد أعطى يهوه حسب زعمهم الوعد لإبراهيم ونسله، والعرب هم أيضاً من نسل إبراهيم، وأن يهود اليوم ليسوا أحفاد العبرانيين القدامى، وبالتالي لا يملكون حق المطالبة بالأرض المقدسة حسب المزاعم الواردة في التوراة، ولكنهم ينطلقون منها لتبرير مخططاتهم الاستعمارية، بتحريف الحقائق إلى أكاذيب وبشكل خاص فيما يتعلق بالمسجد الأقصى وهيكل سليمان المزعوم وحقوق العرب والمسلمين في فلسطين وبيت المقدس. وأعطوا الهيكل المزعوم هالة من القدسية لتثبيت أكاذيبهم وأطماعهم في فلسطين العربية.
ونجحوا من خلال الهالة الكاذبة التي صبغوها على الهيكل المزعوم أن يكسبوا عشرات الملايين من أتباع الكنائس البروتستانتية في الولايات المتحدة الأميركية والبلدان الأوروبية وبثوا في هذه الأوساط أن العثور على الهيكل وإعادة بنائه سوف يُسرع بمجيء المسيح المنتظر، والذي سيتخذ من الهيكل مقراً لحكمه.
ونجحوا عن طريق تعميم هذه الأكذوبة اليهودية الخبيثة أن يكسبوا الكثير من المسيحيين في الدول الغربية لتحقيق أطماعهم في المسجد الأقصى وهدمه وبناء هيكل سليمان المزعوم على أنقاضه لإضعاف الإسلام ومشاعر المسلمين تجاه القدس وفلسطين، وبالتالي إلغاء مكانة المسجد الأقصى ومدينة القدس لدى المسلمين وتخليد احتلالها وتهويدها.
إن اليهود يخططون لبناء الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى، وهم يريدون بالدرجة الأولى تدمير المسجد الأقصى، ولكنهم لا يعرفون حتى الآن كيف سيدمرونه!
إن هدف الاستعمار الاستيطاني اليهودي إقامة "إسرائيل العظمى" بحدودها التوراتية، وبالتالي تتطلب إقامتها تهويد القدس العربية، مدينة الإسراء والمعراج بشطريها الشرقي والغربي وإقامة هيكل سليمان مكان المسجد الأقصى لتكون القدس بمكانتها التاريخية والدينية وموقعها الاستراتيجي بمثابة القلب في "إسرائيل التوراتية".
يؤكد ابن خلدون في مقدمته عن التاريخ "أن هناك سنة تدول الدول بمقتضاها وهي سنة الشيخوخة، فالدول تبدأ ضعيفة ثم تقوى ويشتد عودها وتعظم سطوتها، ثم تهرم كما يهرم الفرد فتذبل ملكاتها وتتلاشى طاقاتها فتصير إلى الزوال.(99).
كانت هناك امبراطوريات ودول استعمارية عديدة سيطرت على أمم وشعوب شتى ثم اندثرت ولم يبق لها أثر قط كالامبراطورية الرومانية والامبراطورية الفارسية والرايخ الألماني الثالث، أي النازية في ألمانيا والفاشية في إيطاليا والعنصرية في روديسيا والبرتغال ونظام الأبارتيد في جنوب إفريقيا والاتحاد السوفييتي. وسيكون مصير الاستعمار الاستيطاني اليهودي كمصير جميع نظم الاستعمار الاستيطاني، ومصير الدول الصهيونية كمصير الدول النازية في ألمانيا والنظام العنصري في جنوب إفريقيا، أي أن مصير إسرائيل إلى الزوال.
إن الصراع يعني تصادم الإرادات وما يحمله من قيم وأفكار ومصالح وقوى بين خصمين أو أكثر. ويكون هدف كل خصم (عدو ) تحطيم الآخر كلياً أو جزئياً، بحيث يفرض المنتصر إرادته على خصمه. فالحروب والاشتباكات العسكرية ليست إلاَّ مظهراً من مظاهر الصراع، فهناك التصادم على مستوى المصالح والعقيدة والفكر والقيم ومبادئ القانون الدولي.
ويعتبر الصراع على الأرض والمياه والثروات من أهم مظاهر الصراع العربي ـ الصهيوني والذي يتسم بالصراع القومي والديني والاقتصادي، ويتحوّل حالياً من الاستعمار الاستيطاني اليهودي إلى الامبريالية الإسرائيلية.
ولا يزال استخدام القوة والعنف، أي الحروب وجرائم الحرب الإسرائيلية والاستعمار الاستيطاني المؤشر الأساسي لفرض الإرادة اليهودية وكسر الإرادة العربية.
وأدى استخدام "إسرائيل" للقوة والحروب العدوانية والإبادة إلى ترحيل العرب وتدمير ممتلكاتهم وتهويد أراضيهم ومقدساتهم.
والصراعات عمليات تاريخية حدثت بين المذاهب المختلفة في الدين الواحد، كالحروب التي حدثت في أوروبا بين الكاثوليك والبروتستانت، وبين الأديان والشعوب والقوميات والدول في مختلف أنحاء العالم. وانتهت بوقف القتال وفرض اتفاقات الإذعان التي تضمنت أهداف ومصالح المنتصر.
إن التاريخ البشري مليء بالصراعات التي قادت إلى تسويات فرضت على دولة أو أمة ما بسبب إلحاق الهزيمة بها. ولكن سرعان ما انهارت مثل هذه التسويات عندما استعادت الدولة أو الأمة قوتها وعافيتها، تماماً كالتسوية التي فرضت على ألمانيا في فرساي بعد هزيمتها في الحرب العالمية الأولى وقادت إلى الحرب العالمية الثانية.
إن القوى التي تملكها أطراف الصراع والأوضاع المحلية والدولية تفرض في بعض الأحيان على قادة الدولة أن يبحثوا عما هو ممكن ومتاح في ظل الظروف القائمة والإمكانات المتوفرة، ولكن ذلك لا يعني القبول الأعمى بالأمر الواقع الناتج عن استخدام القوة والاستعمار الاستيطاني واغتصاب الأرض والحقوق والمياه والمقدسات، بل يعني ضرورة التعامل معه بشكل يخدم المصالح العليا للشعب حتى يصل إلى مرحلة التخلص من شرور الخصم وإرادته ومخططاته ومصالحه المذلة، وبحيث لا يغلق الباب أمام المستقبل لتحقيق الأهداف الاستراتيجية التي من أجلها تم التصادم العسكري وفرض إرادة العدو بالقوة العسكرية وعن طريق التسويات الأميركية.
إن التحليل العلمي للصراع ينبغي أن يأخذ في الاعتبار الماضي والحاضر والمستقبل، ولا يجوز إطلاقاً الخضوع إلى إرادة الخصم ونسيان الماضي والانطلاق من الأمر الواقع الذي كرسته الصهيونية والامبريالية الأميركية.
فالصراع العربي ـ الصهيوني له جذوره التاريخية التي تبدأ من الحروب الصليبية، والرواسب التي خلفتها، وفترة الاستعمار الأوروبي للعديد من البلدان العربية، وظهور الصهيونية وبلورتها كحركة سياسية عالمية منظمة وارتباطها الوثيق بمصالح الدول الاستعمارية في الوطن العربي. ويتضمن كافة جوانب الصراعات المعاصرة من أرض وحقوق وثروات وعقيدة وفكر وسياسة وعادات وتقاليد وعلاقات دولية.
طالبت الصهيونية والاستعمار بتأسيس دولة لليهود في فلسطين العربية انطلاقاً من الخرافات والأكاذيب والأطماع التوراتية والتلمودية، كأسطورة أرض الميعاد، والحق التاريخي المزعوم لليهود في فلسطين، واعتبار اليهودية قومية، والزعم بالتخلص من الاضطهاد الذي عاناه اليهود في أوروبا على حساب وطن وحقوق الشعب العربي الفلسطيني.
إن أرض فلسطين أرض عربية منذ بدء التاريخ، سكنتها القبائل الكنعانية العربية منذ العصر الحجري، وجاء اليهود إليها فيما بعد، وخرجوا منها، وعاد بعضهم إليها من بابل، ولكن حتى العهد القديم لا ينص على عودة ثانية لهم إلى فلسطين.
إن الزعم الصهيوني بأن فلسطين هي أرض الميعاد، زعم يهودي له الطابع الديني، والدين ليس مصدراً من مصادر القانون الدولي.
إن أكذوبة الحق التاريخي هي الزعم الثاني للصهيونية لتبرير استيلائها على فلسطين العربية، ويعني الحق التاريخي في القانون الدولي الحق الذي اكتسب نتيجة تقادم الزمن على ممارسته واستعماله، فاستعماله فترة طويلة، ومستمرة يُجعل منه حقاً تاريخياً.
إن اليهود لم يكونوا أول من سكن فلسطين العربية، وإنما هم غرباء عنها، دخلاء عليها، وانتهى كيانهم السياسي فيها منذ أن احتلها الرومان واعتنق سكانها العرب "المسيحية"، ولم يغير ذلك من طابعها العربي واحتفظت به بعد الانتصارات العربية في القرن السابع.
وانقطعت نهائياً صلة اليهود في فلسطين واستقروا في المدن التجارية في أوروبا بحثاً على المال. وبذلك توفرت لدى اليهود أسباب فقدان الإقليم بسبب الترك والتقادم في القانون الدولي.
وتعود جذور معظم يهود اليوم إلى مملكة الخزر التي اعتنق مليكها اليهودية، فاعتنقت رعيته دين مليكها الجديد، وبالتالي ليس ليهود اليوم صلة بقدامى اليهود.
تذرع الصهاينة بالاضطهاد الذي عاناه اليهود في أوروبا، فهل يجوز القضاء على اضطهاد اليهود بإضطهاد اليهود للعرب في وطنهم العربي؟
هل يحق لليهود اضطهاد الشعب العربي الفلسطيني لحل مسألة اضطهادهم؟
إن مبادئ القانون الدولي والتفكير العلمي والشعور الإنساني وجميع العهود والمواثيق الدولية لا تقر أبداً إزالة اضطهاد اليهود باضطهاد اليهود للعرب.
إن العاطفة الدينية والعاطفة الإنسانية الصادرة عن الاضطهاد الذي عاناه اليهود في أوروبا لا تشكل سبباً قانونياً لتأسيس دولة لليهود في فلسطين العربية، فالقانون الدولي لا ينطلق في تأسيس الدول من أسباب دينية أو إنسانية.
بنت الأمة العربية رفضها لتقسيم فلسطين لاعتبارات تاريخية وقومية ودينية واقتصادية وقانونية وجغرافية، ولأنه جاء نتيجة تخطيط وتنسيق وتعاون استعماري ـ صهيوني للقضاء على عروبة فلسطين.
ونجحت اليهودية العالمية بتكريس "عقدة الذنب" وتأنيب الضمير لدى الشعوب والدول الأوروبية، لتخليد ابتزازها وممارسة الضغط عليها لدفع الأموال الطائلة لإسرائيل والمنظمات اليهودية العالمية ولكل يهودي من أصل أوروبي شرقي في العالم.
إن تأييد الولايات المتحدة الأميركية وسكوت ألمانيا وبقية البلدان الأوروبية على إشعال "إسرائيل" للحروب العدوانية وممارسة الإرهاب والعنصرية والإبادة كسياسة رسمية وتأييدهم للهجرة اليهودية، والامبريالية الإسرائيلية تزيد من تصلبها وتعنتها وتمسكها باستخدام القوة والتهديد باستخدامها في التعامل الإقليمي والدولي.
وتبنى العالم الغربي مزاعم وأكاذيب "إسرائيل" واليهودية العالمية حول عدد اليهود الذين أبادتهم ألمانيا النازية وأسدلوا ستاراً كثيفاً على التعاون بين ألمانيا النازية والوكالة اليهودية في فلسطين لتنظيف ألمانيا وأوروبا من اليهود وترحيلهم سراً إلى فلسطين بمساعدة ألمانيا النازية ومؤسساتها وبشكل خاص الجستابو ووزارتي الاقتصاد والخارجية والألمانيتين.
وتعمل "إسرائيل" واليهودية العالمية على إثارة الحقد والكراهية للعرب والمسلمين وتشويه سمعتهم ومكانتهم وحقيقة مواقفهم، وتركز على بث ثلاث أفكار لزرع معاداة العرب في الدول الغربية، وهي: أولاً: فكرة اليهودي المضطهد الذي يبحث عن وطن آبائه وأجداده ليأوي إليه ويعيش بسلام. ثانياً: فكرة العربي المتخلف والمذنب والمعتدي والإرهابي.
وثالثاً: معاداة الغرب للعرب والمسلمين.
إن تاريخ فلسطين في المئة سنة الأخيرة ليس سوى سلسلة متصلة من الحلقات لفرض الامبريالية الإسرائيلية على البلدان العربية، بدءاً من هجرة اليهود إليها وترحيل العرب منها وترسيخ الاستعمار الاستيطاني وحتى ممارسة الهولوكوست وتركيع القيادة الفلسطينية وإجبارها على توقيع العديد من اتفاقيات الإذعان.
وأضحى الفلسطينيون في داخل وطنهم مواطنين من الدرجة الثالثة، محرومين من أرضهم وحقوقهم القومية، ولا يستطيع اللاجئ منهم العودة إلى منزله وأرضه.
ويبرر اليهود رفضهم لحق العودة بأنه يعني انتحاراً "لإسرائيل". وبالتالي يبررون سرقة واغتصاب الأراضي والممتلكات والثروات والحقوق العربية، أي أنهم يبررون الاستعمار الاستيطاني. ويصبغون على عدوانية ووحشية "إسرائيل" أكذوبة "الدفاع عن النفس"، في مواجهة الإرهاب "العربي"، أي مواجهة الاحتلال والاستعمار الاستيطاني والامبريالية الإسرائيلية.
ويبررون ذبح"إسرائيل" للأطفال والشباب أمام أعين أمهاتهم وآبائهم، وذبح الآباء العرب أمام زوجاتهم وأطفالهم بتصفية "المخربين" و"الإرهابيين" العرب.
لذلك يمكن القول وبصوت عال إن الاضطهادات التي تعرض لها اليهود عبر التاريخ هي من صنع كتبة التوراة والتلمود وحاخامات اليهود، أي إنها من صنع اليهود أنفسهم بسبب استباحتهم لقتل غير اليهود (وبالأخص العرب)، وبسبب حبهم للمال والربا وأخلاقهم الفاسدة، وأكاذيبهم، ومفاهيمهم الباطلة، ووضعهم القوة فوق الحق، مما أدى ويؤدي إلى تمرد الشعوب على هذه الجرائم والرذائل.
إن اليهود أساتذة كبار في فن الكذب، أغرقوا العالم بأكاذيبهم وألاعيبهم ومسرحياتهم. فشبهوا القومية العربية بالنازية، والرئيس الراحل جمال عبد الناصر بهتلر، وأقنعوا الولايات المتحدة بوجوب إعلان الحرب على العرب والمسلمين.
وتذرعوا كذباً وبهتاناً. بمعزوفة "الأمن الإسرائيلي" و"الحدود الآمنة" لتبرير الاستعمار الاستيطاني، الذي يشكل جوهر السياسة الإسرائيلية والقاسم المشترك بين حزب العمل والليكود وجميع الأحزاب الإسرائيلية والشعب الإسرائيلي والحكومات الإسرائيلية كافة.
اعترف العالم بأسره بمبدأ عدم استخدام القوة أو التهديد باستخدامها وعدم شرعية الاستيلاء على أراضي الغير بالقوة العسكرية في العلاقات الدولية.
وينص ميثاق الأمم المتحدة وقرارات الشرعية الدولية عليه مما جعله قاعدة قانونية دولية آمرة، وبذلك تأكد دور الميثاق والقانون الدولي لتسوية النزاعات الإقليمية، ولكن "إسرائيل" واليهودية العالمية يؤمنون بشريعة الغاب ووضع القوة فوق الحق لتحقيق الامبريالية الإسرائيلية. وبالتالي أعادوا العلاقات الدولية وأحكام القانون الدولي مئة سنة إلى الوراء.

***