تقنية القص والبنى الداخلية للسرد:
د.نزار عوني.المعرفة العدد 518- 2006تقنية القص والبنى الداخلية للسرد:

القصة جسد عضوي له بداية وسياق ونهاية ,له عمود فقري وأطراف وقلب وشبكة حساسة من الأعصاب الشاعة أمام بصر القارئ.
القصة بحاجة إلى هوية,ويكاد لايستطيع أحد الادعاء بأنه يمتلك مواصفات محددة لكتابة قصة ناجحة,فالطرق تتعدد بتعدد الكتاب وأحيانا بتعدد القراءات.
وتبقى مواصفات عامة ينبغي على أي كاتب للقصة إدراكها وأخذها بالحسبان,تلك التي شارك فيها كل مبدعي العالم,ومن جميع القارات ,حتى وصلت إلى هذا المستوى من التقنية.
القصة حكاية تطورت عبر الزمن كتابتها لاتحتاج إلى تنظير بقدر ماتحتاج إلى موهبة,والسؤال ه لم بقيت قصص وملاحم وروايات محددة عبر التاريخ خالدة دون غيرها.


هل يمكن وضع خطوط تحدد مقدار نجاح قصة من القصص او رواية من الرويات؟
يكمل الباحث دون الرد المباشر على السؤال:
إن كل قصة تبدأ بعنوان , وليس من املناسب على الإطلاق وضع العنوان مسبقا, ونادرا مايقوم كاتب بذلك,والعنوان الجيد تقدمه القصه نفسها.
والجدير بالذكر :أن الجملة الأولى يجب ان تقنع القارئ بمتابعة القراءة,فيتبعد الكاتب المحترف قدر الإمكان عن الروح الإنشائية ويدخل الحدث مباشرة من نقصة ما منه.
الكاتب الجيد لايعرف ماينتشره بقدر ما يعرف مايلقيه في سلة المهملات.
وإذا كان يستبعد فإن هذا يعني أنه يمضي في الطريق السليم.


في الليل تولد الأفكار وتتزاحم القصص ,في ذهن الكاتب,إلا أن ذلك لايعني ان كل مايرد يصبح قصة من القصص.
إن الذاكرة تحوي الغث والثمين والسؤال: كيف نصطاد ؟
ان القاص طامح دائما إلى امتلاك وجهة نظر ذات زوايا متعددة .وإن الشجاعة جزء من موهبة الكتابة ,ليس شجاعة التدوين بل شجاعة الاستبعاد والتمزيق,حتى ان احيانا كثيرة توضع التقنية مسبقا,وإن الانسجام دليل على قوة البناء وابتكار لغة جديدة نابعة من ابتكار واصطياد المادة الاولية وتجويلها وتصعيد وتخييل.
إن القصة موجودة داما وهي تجري في المكتب والشارع والبيت , الامس واليوم وغدا.
لكن الكاتب يقف ويقول:هذه القصة ينقصها الجنون ,فيها انسجام وفيها توازن فيها لغة ثرة موحية وفيها بناء متماسك وطلاء ثخين و لكنه بحاجة إلى الجنون والجنون هو رديف للإبداع والجنون هو التميز والفرادة .
ريمه الخاني 15-9-2013