منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1

    النقد التطبيقي للقصة القصيرة جدا(10)

    في النقد التطبيقي للقصة القصيرة جدا (١٠)
    سأكتفي بوردة منك للدكتورة غادة البشتي
    تحت وابل من جماليّات القص
    د. يوسف حطيني
    عندما قرأت عنوان مجموعة الدكتورة غادة البشتي "سأكتفي بوردة منك" لفتت نظري تلك الصيغة اللغوية الاستباقية التي قلّما يستخدمها السرد العربي، وعندما وصلت إلى قصة قصيرة جداً تحمل العنوان ذاته وجدت امرأة تنتظر وردة من الرجل الذي لم يحسن على الإطلاق تقدير مشاعرها، فتخيّلت أنّ الكاتبة تشبه بطلة تلك القصة منتظرة من القارئ ألا يكون مثل ذلك الرجل الذي سأل:
    "أيَّ الورود تحبين"؟
    سأكتفي بوردة منك: ست وستون قصة قصيرة جدّاً، تحبس أنفاس القارئ، وتقدّم ما عندها من رؤى، اجتماعية وإنسانية بشكل عام، في حلة لغوية حكائية قشيبة، يندر أن نرى لها مثيلاً في السرد الذي ينتمي لجنس القصة القصيرة جداً. وأنا هنا لا أقرّر ذلك بعد قراءة عدد محدود من المجموعات في هذا الجنس، بل بعد متابعة حثيثة لما تم إنجازه في هذا المجال منذ ما يزيد على خمسة عشر عاماً.
    فباستثناء ثلاث قصص تضيع فيها الحكائية (قصة إرث مثلاً) تنسج القاصة بأناة دودة القزّ حكايات ناجحة لجميع قصصها، تبدأ من مقدمةٍ تنتج ظرفاً حكائياً سرعان ما يواجه ظرفه المضاد، لنتهي نهاية باهرة، دون أدنى إضاعة للسرد في وصف مجاني، أو بنية لغوية تزيينية لا طائل وراءها، معتمدة في تقديم تلك الحكايات على ما يتيحه النظام السردي من تلاعب بأركان القص.
    فالكاتبة تعتمد على البنية الدائرية للحكاية، وتستثمر إمكانات التقديم والتأخير، لتقدّم قصة عنوانها (امرأة) تعيدُ خاتمتُها صياغةَ بدايتها من أجل إنجاز مفارقتها الدالة. وعبر التقنية ذاتها، أقصد البنية الدائرية للحكاية واللغة، تقدّم القاصة قصة أخرى عنوانها "تحوّل" لترصد أثر الامتداد الزمني على الشخصية الرئيسية، لتصوّر حنينها للأصل وللماضي، معبّرة عن أمنية حبيسة في نفوس قارئيها، بالعودة إلى زمن منصرم.
    كما إن القاصة تلجأ في أحيان أخرى إلى اعتماد المتوالية الحدثية التي تصنع مقدمتها وعقدتها وحلّها، على نحو ما نجد في قصة (رغبتان)، إذ تعرض الكاتبة قصتها من خلال تتابع لغوي، يشبه وصف حالة ما، مستندة إلى التناقض الصارخ بين الرغبات لإنتاج المفارقة الناجحة، تلك المفارقة التي تصلح لأن تمتدّ إلى حياة كلّ منا، ليرسم حالته الخاصة، مفكّراً في صياغة رغباته ورغبات الآخرين:
    "تنامُ جَالسةً وبحضنِها طفلُهَا
    تحلمُ بيدٍ تحنو على قلبِها
    بينما كانت يدُ طفلِها تبحثُ عن ثديها..!"
    وتبدو صناعة المفارقة التي تستند إليها حكاية القصة القصيرة جداً في قصص د. غادة متنوعة الأشكال، فهي ترصد لحظة التغيير ببراعة في قصة عنوانها "تزاوج" لنتقل رغبة الآخر/ غير البشري في الالتقاء والارتقاء من خلال إسناد الفعل البشري (كالاشتهاء والإغراء) للكائنات النباتية. وإذا كان الخلاف/ التناقض الظاهري بين البشري وغير البشري هو متكأ القصة السابقة، فإن التناقض بين قوة العاطفة البشرية وضعفها، وبين توهجها وخفوتها كان متّكأ قصص عديدة أخرى منها قصة "سأكتفي بوردة منك"، وقصة "حسابات" وقصة "طغيان" التي أفادت من الطباق اللغوي أيضاً في إغلاق دائرة حكايتها:
    "أَهْدتْ إليها الحيَاةُ ربيعًا باذخًا
    فأحرقَهُ بِيدهِ الباَرِدَةِ..!!"
    وتصوغ الكاتبة، من خلال نظرتها الناقدة إلى المجتمع الذكوري، عدداً من القصص، على نحو ما نجد في قصة "هديّة" وقصة "اغتصاب" وقصة "نصيحة" التي تقوم مفارقتها على مواجهة بين الذكورة والأنوثة، وتنتصر فيها الكاتبة للأنوثة من خلال انتقاءات لغوية نزارية لا تصمد إلا في بيئة قصصية، فالورقة والكلمة أنثيان، وكذلك الكلمة والفكرة، وهذا ما يعزز فكرة حكايتها التي لو نظرنا خارجها قليلاً لوجدنا أن الحرب أنثى والسلام ذكر، والخيانة أنثى والإخلاص ذكر إلخ.....
    وتركّز القاصة على طقس التجدد البهيج في صناعة مفارقات جميلة تنتصر للحب وتمجّده، وترصد تجدّد الطبيعة والبشر في قصص احتفالية، تقوم مفارقتها على انتصار الأمل ضد الألم، وحسبنا هنا الإشارة إلى قصة "تعويض" حيث تجني الأم جائزة مكابدتها في أثناء الولادة صوتَ طفلٍ وليد:
    "تَدَلَّى صَوتُهُ من تحتِهَا ..
    لَمْلَمَ أنفاسَهَا ..
    اِحْتَضَنَ قلبَهَا ..
    هَدْهَدَ أَوْصَالَهَا ..
    اِهْتزَّتْ في رُوحِهَا زَفرَةُ الحيَاةِ ..
    فَأَغْمَضَتْ أَجْفَانَهَا مُتَنَاسِيَةً مُكابدَةَ تسعَةِ أشهرٍ!!"
    ولا تكتفي القاصة في صناعة مفارقتها على المألوف وغير المألوف من التناقضات، بل تحاول بناء مفارقة حكاياتها في بعض القصص، لا على التضاد بل على الإدهاش الناجم من "التوافق غير المتوفع" على نحو ما نجد في قصة "غياب": فالنهاية الناجحة ليست نتاج خيانة وإخلاص، بل هي نتاج خيانة وخيانة. تقول القصة:
    "تَعَانَقَا بِشَبقٍ محمومٍ..
    انفلَتَ من خيالِهِ اسْمُ امرَأةٍ أُخرى
    من حُسْنِ حظِّهِ لم تنتبِهْ لَهُ..
    فقد كانَتْ غَائِبَةً مَعَ رَجُلٍ آخرَ..!!"
    وإذا كان تكرار النمط اللغوي يعوّق بناء القصة القصيرة جداً، كما يتخيّل المنظرون، فإنّ د.غادة تجعله في بعض قصصها استراتيجية لبناء النص، وأساساًً من أسس صناعة المفارقة فيه، ويمكن ها هنا أن نشيد بقصتي "ممنوعات" و"ابتسامة" اللتين تنجحان في الاعتماد على تكرار إيقاع اللغة في صناعة مفارقة باهرة، ولنشر على سبيل التمثيل لقصة "ابتسامةٌ":
    "مرَّا على محلٍّ للبقالَةِ..
    فاشترى لها البرتقالَ الذي تُحِبُّ..
    والكرزَ الذي تُحِبُّ..
    والتفاح الذي تُحِبُّ..
    وعندما تبسَّمَتْ شِاكِرَةً..
    حَازَ كُلَّ الفَاكِهَةِ الَّتِي يُحِبُّ..!!"
    وانتصاراً للمبدأ السابق الذي اختطته القاصة لنفسها، في استثمار عيوب النص القصير جداً، وجعلها استراتيجية لبناء النص، تفيد الكاتية في قصة "مقابلة" من الصورة التي كثيراً ما تعوّق سير حكاية القصة القصيرة جداً، من خلال تصعيد إحساس القارئ بالتخييل، من أجل إلقائه بعد ذلك من شاهق الخيال إلى أرض الواقع. تقول القصة:
    جَاءَتْ حبيبَها من قريةٍ بعيدةٍ..
    تحتَ وابلِ مطرٍ وإعصارِ ريحٍ..
    تنيرُ بابتسامتِهِ ظلمةَ الخوفِ ..
    وتزيِّنُ بلهفتِها وَحْشَةَ الطَّرِيقِ..
    وقفَتْ ببابِهِ ..
    أَرَادَت أن تُلْقِي شَوْقَ قلبِها بينَ ذراعيهِ ..
    فَسَمَّرَتْهَا دَعْوَاهُ
    " أَخَافُ البَلَلَ ..!! " .
    * * *
    وتنوع الكاتبة من خلال قصصها في أشكال العرض، فتلجأ ـ كما أسلفنا ـ إلى الاتكاء على البنية الدائرية، كما تجرّب العرض الهرمي المتعاقب، وتفيد ـ في أحوال خاصة ـ من الحلم، كما في قصة "انتظار"؛ إذ تقول:
    تقفُ على شُرفةِ أحلامِها كلَّ مساءٍ
    تحتضنُ رجلاً لن يأتي ..
    يُفْرِحُ بابتسامَتِهِ كُلَّ تفاصيلِ المكانِ ..
    إِلاَّ قلبَ زوجَةِ أبيها..!!
    وتستثمر القاصة الحوار في عدد من قصصها، من مثل "وبذخ" و"مباركة" "وهدايا" و"تكابر" التي تعدّ واحدة من أجمل القصص إذ تكشف وتعرّي وتدين وتضع الملح فوق جرح المجتمع المتفسّخ:
    - أُمِّي..لم أَعُدْ أريدُ النَّوْمَ معَ أختي
    - لِمَ يا بُنيَّ .. !؟ هيَ بحاجَتِكَ ، سَتُؤنِسَانِ بعضَكُما..
    - لا.. قد صُرْتُ كبيرًا..سَأنفردُ بغرفَةٍ خَاصَّةٍ مثلَ أبي!!
    كما تحاور القاصة النصوص التراثية في عدد محدود من القصص، على نحو ما نجد في قصة "اشتهاء" التي تعيد الإنسان إلى نقطة التكوين راصدة اشتهاء الإنسان الذي يقابل بالتحريم، وهو في جنته الأولى. تقول القصة:
    اجتهدا ليصلا أَعْلَى التُّفَّاحَةِ..
    سَبَحَا في بحرِ عرقٍ..
    لَهَثَا..
    اِسْتَبقَا الأغصَانَ..
    عندما ظَفِرا بلذَّةِ الوصولِ..
    جُلِدَا بأحرفٍ تقولُ:
    لا تقربا هذهِ الشَّجَرَةَ..!!
    كما توظف القاصة لغة استعارية بديعة، وتجري مبادلات لافتة بين الحواس، في عدد من قصصها، ولعلّ ذلك شديد الوضوح في قصة "مهاتفة" التي تقيم علاقة غير مألوفة بين الإنسان والهاتف، وتقترح علاقات أخرى بين أرقام الهاتف فيما بينها، وتملأ زوايا الأرقام بأرقى العواطف الإنسانية. تقول القصة:
    كانتْ تتأمَّلُ أرقامَ هاتفِهِ السَّبْعَةَ ..
    تسترْجِعُ فيها ذكرياتِهَا..
    تسكنُ زوايَاها ..
    تفترشُ الأحلامَ على أعتابِهَا ..
    تبحثُ فيها عن بعضِ سكينةٍ ..
    فإذا بالأرقامِ تهمسُ
    - هل تقبلينَ بهذا الحديثِ .... حبيبتي؟
    * * *
    أما تخوم موضوعات "سأكتفي بوردة منك" فهي تحوّم في أفق اجتماعي إنساني، مبتعدة عن الأفق الوطني في مرحلة يبدو فيها الوطن، أكثر من أي مرحلة أخرى، معيناً لا ينضب، لجراح ينابيع تتفتح على الإبداع.
    الكاتبة مسكونة بوجع الخيانة والنفاق، تعبّر عنهما في قصص متعددة، رافضة إياهما، معرّية شخوصهما بكفاءة لافتة، على نحو ما نجد في قصة "تقاطع" وقصة "هدايا" وقصة "مقاسان" التي تقول فيها:
    "صَاحَتْ مبتهجةً وهي تقلِّبُ حقيبةَ سفرِهِ
    - ما أجملَ هذا الثَّوبَ ..!!
    رَجَعَتْ من غرفتِهَا خائبةً
    - للأسفِ ، الثَّوبُ أكبرُ من مقاسي عزيزي!
    في بيتٍ آخرَ كانتِ امرأةٌ تعاني ضيقَ ثوبِهَا الجديدِ!!"
    كما ترصد القاصة عدداً من أشكال الاضطهاد الذكوري للمرأة، والاستغلال الذي تتعدد أشكاله، سواء أكانت عاملة أم مدبّرة منزل، وفي قصة "طلبات" صياغة طريفة لاستغلال المرأة العاملة من قبل زوجها "المحبّ":
    "قالَ لها: اكتبي قائمةً بطلباتِ البيتِ..
    مُغتبطةً سَوَّدَتْ صفحةً كاملةً وأسلمَتْها لَه
    - حسنًا ، غدًا سَأقبضُ مرتَّبَكِ
    وأجلبُ لك ِكلَّ ما تطلبينَ!!!
    وعلى تخوم الهم الإنساني العام يقف عدد من القصص القصيرة جداً للدكتورة غادة البشتي، فهي تحاور الإنسان في لحظات ضعفه وقلقه، وتجعل من الجمادات نماذج إنسانية استعارية، لتؤكد رؤيتها الخاصة للحياة، ولعلنا نشير ها هنا إلى قصتين:
    • قصة "موات" وهي قصة الطمع الإنساني التي تتكرر منذ أقدم العصور، لتنتج قاتلاً وقتيلاً، غير أنّ القاصة تقدّم لكل ذلك بموت مسبق، لتغدو قصتها ساحة شكسبيرية للموت: أخوان يختلفان على تركة الأب الميت فيصطرعان، وينتهي الأمر بموت الجميع (الأب بحكم القدر، والقتيل بحكم الطمع، والقاتل بحكم القانون). تقول القصة:
    تشاجرَا ..
    تخاصَمَا ..
    تقَاتَلا ..
    قُتِلَ الأَوَّلُ ، وأُعْدِمَ الثَّاني ..
    على ملكٍ تركَهُ والدهُمَا.. وماتَ!!
    • ولأنّ القاصة تدرك تلك الثروة التي تركها الأب، وتدرك المشاعر والعواطف التي تملأ قلوب الوارثين في جميع أصقاع الأرض، فإنها تقدّم في رؤية تشاؤمية (لها ما يبررها) قصة أخرى بعنوان "عتاب" ترصده الكاتبة بين الأرض والغيمة، وتفتحه على آفاق وارفة الدلالة:
    عَاتَبَتِ الأَرْضُ الغيمَةَ
    - لِمَ تزعجينَ راحتي بمائِكِ !!
    - أَفْعَلُ ذلكَ لأجلِ من يسكُنُكِ ..
    - ابتعدي ؛ فمن يسكنُني يقتلُ الماءَ .. ويزرعُ الحقدَ!!
    * * *
    إنّ مجموعة "سأكتفي بوردة منك" مجموعة جديرة بالقراءة والثناء، وهي من المجموعات التي تصلح أن تكون مجموعة معيارية لمن يريد أن يتعلّم كتابة القصة القصيرة جّداً، غير أننا ننتظر من الكاتبة ما هو أكثر من ذلك في المستقبل، ننتظر منها أن تتجاوز هذه المعيارية؛ لأن تكرار الإبداع ليس إبداعاً، ولأنّ المنتظر من كاتبة مثلها ألا تقف عند حدود ما يقوله النقاد، وهي منهم، بل أن تتجاوزه، لأنّ المبدع الحقيقي هو الذي يستوعب التجربة المحيطة به، لا ليحاكي أفضل نماذجها، بل ليتجاوز تلك النماذج بإبداع لم يخطر على قلب بشر.
    وها نحن ننتظر معاً سماء حبلى بمطر جديد
    -----------------------------
    ملاحظة هذا تقديم لمجموعة الدكتورة غادة البشتي سأكتفي بوردة منك، ومن النتظر صدورها قريبا

  2. #2
    طبيب وشاعر من سوريا دير الزور
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    3,402
    ما شاء الله د. يوسف بحوث أدبية عالية المستوى

    بارك الله بك وبدراساتك وجزاك خيراً

    أتمنى أن أتفرغ لها قريباً
    واتقوا اللَّه ويعلمكم اللَّه واللَّه بكل شيء عليم

المواضيع المتشابهه

  1. في النقد التطبيقي للقصة القصيرة جداً (3)
    بواسطة د.يوسف حطيني في المنتدى فرسان الأبحاث والدراسات النقدية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 10-28-2013, 03:12 AM
  2. في النقد التطبيقي للقصة القصيرة جدا (5)
    بواسطة د.يوسف حطيني في المنتدى فرسان الأبحاث والدراسات النقدية
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 08-24-2013, 06:47 AM
  3. في النقد التطبيقي للقصة القصيرة جداً (11)
    بواسطة د.يوسف حطيني في المنتدى فرسان الأبحاث والدراسات النقدية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 08-24-2013, 05:03 AM
  4. في النقد التطبيقي للقصة القصيرة جداً (2)
    بواسطة د.يوسف حطيني في المنتدى فرسان الأبحاث والدراسات النقدية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 08-21-2013, 02:53 AM
  5. في النقد التطبيقي للقصة القصيرة جداً (1)
    بواسطة د.يوسف حطيني في المنتدى فرسان الأبحاث والدراسات النقدية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 08-21-2013, 02:35 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •