تأجيل الانفجار/ مصطفى ابراهيم

28/6/2013

كل شيئ في فلسطين قابل للانفجار، وما يجري هو تأجيل للانفجار، الاوضاع تتحدث عن نفسها، الاحتلال قائم ويفرض ارادته على كل تفاصيل حياتنا اليومية بما في ذلك انهاء الانقسام فهو مرتبط برضى دولة الاحتلال، و القيادة الفلسطينية في حال من التيه منذ عدة سنوات، ولا تملك من نفسها سوى محاولة تأجيل الانفجار .فالنظام السياسي الفلسطيني نظام ديكتاتوري غير ديمقراطي، قائم على سلطة الفرد المتمثلة بالرئيس، فهو القائد الاعلى لكل مؤسسات النظام ويتحكم في مقاليد الامور، فالمنظمة مغيبة ومهمشة، واللجنة التنفيذية غير فاعلة، فهي ديكور وأعضائها سعداء بما هم فيه، والمجلس التشريعي معطل وممنوع من العمل بقرار، والانتخابات مجمدة، والرئيس أصدر ويصدر المراسيم والقرارات بالقوانين التي تخدم مصلحة الطبقة السياسية والاقتصادية المستفيدة من السلطة وعلاقتها بإسرائيل.والمجلس الوطني مشتت ولم يبقى منه إلا الاسم، وما يهم أعضاؤه الوجاهة، فهو لا يملك سلطة المحاسبة والتشريع، ومجلس تشريعي منقسم ومجمد ولا يساءل، وغياب كامل للشفافية، والحكومة السابقة طوقت وحوربت لأسباب شخصية، واستقالة الحمد الله من رئاسة الحكومة المشكلة حديثاً كشفت ستر وعورة النظام السياسي الفلسطيني، و اريد لها ان تكون منزوعة الصلاحيات، ومطلوب من رئيسها أن يكون “طرطور”، والرئيس هو الحاكم بأمر الله، ويقبض على جميع الصلاحيات. والأوضاع الاقتصادية متدهورة الديوان تتراكم و الفقر والغلاء وارتفاع الاسعار، والبطالة في ازدياد، وانتهاكات حقوق الانسان مستمرة فالاعتقالات السياسية مستمرة والتعذيب اثناء التوقيف والاعتداء على الحريات العامة.والأوضاع السياسية والعلاقة مع دولة الاحتلال حدث ولا حرج، ولا معلومات عن نوايا الرئيس الحقيقية وتوجهاته فهو مستعد للمفاوضات، لكن كيف يتم تخريج الدخول اليها، وعدم القدرة على مواجهة الضغوط الامريكية بالعودة للمفاوضات من دون ورقة توت تغطي عوراتنا، و كيري يكثف من زياراته للمنطقة و يطلق الوعود من اجل استئناف المفاوضات لكن من دون مواعيد، فلا مواعيد مقدسة ولا عهود أو ضمانات لديهم، فقط المطلوب استئناف المفاوضات.كيري يقول القادة الفلسطينيين والإسرائيليين جادون في التوصل لاتفاق سياسي، مع انه يقول انه لا يستطيع تحديد موعد لاستئناف المفاوضات، وهو يقوم بعملية تدليس وتضليل مفضوحة من دون تقديم وعود وعدم القيام بدور نزيه ومحايد، و الهدف تصفية القضية الفلسطينية، والقيادة تشارك في عملية التضليل والرضوخ للابتزاز وهي محبطة وتائهة، و من دون أن تدرك حال الانحطاط الذي اوصلتنا اليه، ومن دون توصلها لقناعة بالتوقف عن قبول المفاوضات برعاية أمريكا، وأنها طرف منحاز لإسرائيل وأهدافها خبيثة.مشروعنا الوطني يمر بمراحل صعبة وخطيرة مستمرة، والأوضاع تزداد سوء يوما بعد الاخر منذ اكثر من عشرين عاماً، وحالنا في تراجع أهدافنا غير واضحة وليست موحدة ومضطربة والانهيارات متتالية والانقسام عمقها، من دون ان نفكر في مراجعتها وتقييمها، وإعادة البناء لمؤسساتنا المثخنة بالفساد والإقصاء والتفرد والاستئثار، حتى اصبحت حالتها رثة ومتآكلة ومهمة اصلاحها شبه مستحيلة بحكم الزمن والتقادم.و القيادة ليس لديها برنامج سياسي واضح وجامع لكل الفلسطينيين، وهي لا تبذل جهد كبير لإنهاء الانقسام، وعدم وضوح موقفها من التوجه للأمم المتحدة والاستمرار في عزل إسرائيل، و تفعيل المقاومة الشعبية وتعزيز صمود الناس وإعادة الاعتبار لمنظمة التحرير والخروج من حال التفرد في قيادة الفلسطينيين، والعمل على التوجه للأمم المتحدة و استكمال مشروع الدولة.الرئيس عباس لا يريد أن يستغل الخيارات التي نمتلكها، أو حتى التهديد بها، ويستهين بقدرات وطاقات الشعب الفلسطيني، وهو مقتنع تمام بان المفاوضات هي السبيل لتحرير فلسطين، وأن يظل يفاوض، فهذا لن يدوم طويلاً، فما يجري هو تأجيل للانفجار القادم، والناس لن تنتظر طويلاً.
Mustafamm2001@yahoo.com
mustaf2.wordpress.com