السلام عليكم
كانت رواية "مدائن الأرجوان" مرفقة مع مجلة دبي الثقافية العدد 94
وهي من القطع الكبير تحوي:366 صفحة,كتبت في 2012 ونشرت في هذا العدد من العام 2013
يمكنكم قراءنها من خلال الرابط:
http://www.goodreads.com/author/show...attempted=true
وكذلك مؤلفات الأديب "نبيل سليمان"وهو أستاذ جامعي من مواليد 1945 في بودي من الساحل السوري,وله مؤلفات روائية كثيرة ومساهمات سينمائية وكتب في النقد الأدبي.
*******
تحول الرواية حول احداث 1982 ,محاولة استعراض وجهة نظر المؤلف ,محاولا الاعتدال برأيه ,دون طرح آراء قوية حاسمة لمثل تلك الحالات ,وكأنها عنيت باستعراض حياة الأبطال الخاصة عائليا,ومع العالم الخارجي بطريقة بسيطة جدا,
لم ترق للمعالجة السياسية ,وربما كانت عن قصد فقد مر ذكر السادات وعبد الناصر وغيره دون أن نعرف لهذا غاية وهدفا.
تمر بنا في الرواية ألفاظا توحي لك بالعامية كثيرة إلا انها ذات جذور فصيحة ,ورغم هذا تشعرنا بعدم الرضى تماما والراحة في كتابتها خاصة ان بعضها ليس له جذور أصلا مثل"مطرحك"رغم انها توحي بكلمة "طرح"ولكن مطرحك لا مكان لها في المعاجم ,فلماذا كان هذا؟, وكأنه يريد تصوير البيئة بدقة مثل:


البصبصة,مطرحك,تمرق,يحوص,الصوفا,يتطوح,يخبص,(عن مرويات والد رمزية المدعى الأثرم),يلهطوا,يملص...
بطل الرواية "واصف" هذا الإنسان البسيط الذي درس في المدرسة الصناعية واتجه للحزب القومي ليتحول للإخوان في وقت من الأوقات,كان الأسلوب شيق جعلنا نتمتع بكل حرف كان ,خاثة ان البيئة ساحلية سورة,تتفهمها تماما,أخوه من والده كما سائدة, يزن المدرس والذي مر بعلاقة غير قويمة مع زوجته رمزية.
ليتزوج من قريبته صفاء بعد ذلك,الجو العام للرواية ضبابي رغم أنه حاول بسطه بقدر الإمكان,لأنه لا يقدم صورة عميقة لتلك الحالة السياسية التي عانتها سورية آنئذ,لكن الشخوص كانت هي الواجهة التر من خلالها حاول شرح مايقصد.
يموت واصف وأمثاله ممن انخرط في هذا المسار,ويبقى القارئ بعيدا عن الانسجام مع الأبطال لاضطرابها وذبذبتها سلوكيا,فمرة تجدها محبة متلفة,ومرة تجدها متنافرة بعيدة عن بعضها,ربما هذا أحوى لنا بعض نزق في روح الكتابة الروائية تلك.
فهل هذه صورة صادقة فعلا عن البيئة هناك؟
تحوي الرواية كما لابأس به من الزجليات الساحلية لتجعلك قريبا من تلك البيئة,ويمكننا سرد بعض مقتطفات من الرواية لتقريبها للأذهان:واستعراض فكر المؤلف باختصار:
فرنسا جربت أن تقيم الدولة الطائفية في سورية,أقامت دولة للعلويين ودولة للدروز,وجعلت لكل دولة علما يحضن في زاويته العلم الفرنسي,ولكن ماذا كانت النتيجة؟.
أخي واصف شبّه ممرة تجربة التقسيم بالتطعيم,تطعيم ضد الجدري ضد شلل الأطفال,وهذا تطعيم ضد التقسيم الطائفي وغير الطائفي,هذا التطعيم يعطي لمرة واحدة مدى الحياة.
ص 283
ليسوا وحدهم في كل طائفة إخوان :إخوان مسيحيون,إخوان علويون,إخوان دروز وهكذا,إخوان الطوائف هم المتطرفون فيها,وهو المتعصبون,لاتنس أيضا أن من ينفخ في نار الطائفية من السلطة ,الداء بدأ يتسرب حتى الأحزاب المعارضة اليسارية أو العلمانية.
ص 308
*
حاول أن يعطي صورة على أن الفكر المتطرف مستورد دخيل طارئ,لكن ربما كنا نطالبه بالولوج أكثر بصلب تلك الحقبة المفصلية من تاريخ سورية,أو ربما آثر الدخول عبر دهاليز وعرة قاصدا,ليطرح وجهات نظره المتناثرة عبر ألسنة أبطالها فقط.
وأخيرا لايسعنا سوى تقديم التقدير ,لقلم شامخ قوي نحترمه لجهد كبير قام به .
ريمه الخاني 20-5-2013