الأتراك وذكراهم الطيبة في اوروبا...بقلم آرا سوفاليان
لقد سجل التاريخ وفي وسط السماء وبأحرف من الذهب والنور والنار أن النمسا عاصمة المجد منعت الاتراك من أن يذيقوا شعوب أوروبا ما أذاقوه للأرمن وللعرب ولسائر الشعوب المقهورة في آسيا وشمال أفريقيا وشرق اوروبا التي اانضوت بالاكراه تحت العلم الدموي الأحمر المروع.
أعلن البابا فرنسيس الأول عن قداسة 800 مسيحي قطع العثمانيون الأتراك رؤوسهم بالسيف لرفضهم اعتناق الإسلام، وهم ما يعرف بشهداء أوترانتي الواقعة في جنوب إيطاليا الذين قتلوا بضرب العنق في العام 1480 لرفضهم اعتناق الإسلام والتخلي عن المسيحية.
وكان الاستيلاء على "أوترانتي" يمثل محاولة من السلطان العثماني محمد الثاني الملقب بالفاتح للسيطرة على جزيرة رودوس بعد سقوط القسطنطينية في عام 1453.
وتم قتلهم بأمر من السلطان وبمعية القائد العثماني احمد باشا وجنوده، بتاريخ 13 اب/اغسطس 1480، بعد أن تولى الاسكافي انطونيو بريمالدو وبالنيابة عن مواطنيه الـ800 رفض طلب السلطان وقد أعلن بإسمه وبأسم رفاقه التمسك بالديانة المسيحية وبالسيد المسيح وقال أنه ورفاقه يفضلون الموت ألف مرة على انكار السيد المسيح، وأمر السلطان بضرب أعناقهم على الفور وأمر بتخريب وتدمير أوترانتي بالكامل، وبعد تنفيذ حملة القتل الشنيعة هذه امر القائد التركي بنقل الذكور الناجين اعتبارا من سن الـ 15 وما دون الى معسكره، وكان من عادة الاتراك إخصاء الصبية من الاعداء والحاقهم بالجيش الانكشاري السيء السمعة وتربيتهم على القسوة والشدة والوحشية واستخدامهم فيما بعد لقتل أهلهم.
وفي حزيران/يونيو 1481 عثرت القوات التي حررت اوترانتي على الجثث التي لم تدفن وبقيت في مكان عملية الاعدام، واعتبارا من العام 1485 تقرر البدء باحياء ذكرى هؤلاء الشهداء في اوترانتي، وفي العام 1539 امر الاسقف المحلي باجراء اول محاكمة غير رسمية وجمع شهادات الناجين لأغراض التوثيق والتأريخ، وفي العام 1771 وافق البابا كليمنت الرابع عشر على مرسوم يعترف بطوباوية هؤلاء الشهداء، وتم التطويب في 12 أيار مايو 2013 في عهد البابا فرنسيس الأول.
وهكذا فلقد سجل التاريخ وفي وسط السماء وبأحرف من الذهب والنور والنار أن النمسا عاصمة المجد منعت الاتراك من أن يذيقوا شعوب أوروبا ما أذاقوه للأرمن وللعرب ولسائر الشعوب المقهورة في آسيا وشمال أفريقيا وشرق اوروبا التي انضوت وبالاكراه تحت العلم الدموي الأحمر المروع.
آرا سوفاليان
كاتب انساني وباحث في الشأن الأرمني
الجمعة 17 05 2013
arasouvalian@gmail.com