ديانة الموت


استطاع الأحمقان المطاعان الخامنئي وحسن نصر الله أن يجيشا أهل السنة ضدهم وضد شيعتهم وضد دينهم وضد إيرانهم وضد خطهم السياسي.

نجح هذا الأحمقان بهذا، اغترارا منهما بالدعم الإسرائيلي والموافقة الإسرائيلية على تدخلهما في سوريا واغترارا بقوتهما العسكرية التي اعتقدا أنها كانت سبب انتصارهما في العراق وفي جنوب لبنان.

الاثنان يعتقدان أن الموافقة الإسرائيلية فرصة لا تعوض لتعزيز مواقعهما في سوريا وفرصة للإبقاء على حليفهما الإستراتيجي الأسد، رغم معرفة العالم كله أن الأسد زائل وأن غرض الحرب الحالية المعلن وغير المعلن هو تدمير ما تبقى من سوريا فقط.

سيكتب التاريخ أن هذان الأحمقان هما السبب في انكفاء الشيعة لمائة سنة قادمة وهما السبب في انقشاع المد الشيعي الذي نجح الخميني في صنعه بعد الثورة الإيرانية وهما السبب في فضح حقيقة الشيعة وإيقاف التقارب السني الشيعي وإيقاف النفوذ الشيعي في العالم.

الشيعة تمر بمنعطف سياسي وعسكري تاريخي سيحدد مستقبلها في المائة سنة المقبلة. واغترارالشيعة بالدور الذي أعطي لهم من قبل الغرب وهو دور الخنجر المسموم في قلب العالم الإسلامي بدءاً من التعاون مع إسرائيل في حرب العراق ثم التعاون مع أمريكا على غزو وتدمير أفغانستان ومروراً بالتعاون مع أمريكا على غزو وتدمير العراق ثم استلام الحكم هناك، ووصولهم إلى الحكم في لبنان، وصولا إلى التعاون مع الأسد في تدمير سوريا، كل هذه الأدوار أغرتهم بأنهم مازالوا في خطهم التصاعدي ولم يدركوا أنهم وصلوا للقمة في تدخلهم في سوريا وأن منحنى السقوط قد بدأ.

استعجال الشيعة للسيطرة النهائية والكاملة وإعجابهم بقوتهم وأنفسهم أهلكهم وأوردهم أبأس الموارد، فقد خسروا كل شيء دفعة واحدة، ونقضوا غزلهم أنكاثا من بعد قوة وخربوا بيوتهم بأيديهم.

تفاهمهم مع مصر والتقارب المصري من إيران يصب في خانة تشويش الرؤية عند الشيعة. فهم يفسرون هذا التقارب أنه عدم فهم لمخططاتهم وغباء من أهل السنة، وإمكانية استمرارهم في لعب هذا الدور القذر الذي يقومون به وإمكانية استمرار اللعب على الحبال وخداع أهل السنة المغفلين المصممين على التقارب السني الإيراني رغم كل ما يحصل. هم يرفضون أن يروا أن هذا التقارب هو عملية شخصية من الرئيس المصري لا يوافقه عليها الشعب المصري وهي محاولة إنقاذ يائسة للوضع المصري المعقد اقتصاديا وسياسيا ومحاولة لاستفزاز الغرب والشرق وإشعارهم أن هناك بدائل لمصر إذا استمرت هذه الهجمة الشرسة عليها لإسقاط النظام الحالي.

اليوم يكمل الصورة المالكي بغبائه المعهود ويقتل خمسين مواطناً عراقيا من المتظاهرين في الحويجة وكركوك ويشعل ناراً لا يعلم إلا الله كيف ومتى ستطفأ، نارٌ ستحرقه وتحرق كل ما فعله في سنوات حكمه العجاف. أدخل الجيش العراقي في أتون المعركة، وضرب بنصائح كل من حوله عرض الحائط، واستمع إلى أوامر ولي الفقيه الذي يصمم على إخراج المهدي من السرداب بإفناء أهل السنة وكثرة القتل والهرج والمرج.

كل ما يقوم به الشيعة ووليهم في إيران لن يكون إلا وبالاً عليهم في النهاية. وقد ابتلاهم الله بقيادات سياسية في لبنان والعراق باعوا عقولهم وعواطفهم وسياسيتهم لإيران، ونسوا أنهم شاؤوا أم أبوا أبناء أوطانهم لا أبناء إيران، ولكن تعصبهم أصمهم وأعمى أبصارهم، فضحّوا بأتباعهم إرضاء لأسيادهم ورضوا بأن يبيدوا شعوبهم إكراماً لمن يعتقدون أنهم أربابهم.

المنطقة مقبلة بسبب هؤلاء على بركان متفجر لن يبقي ولن يذر، ومهما حاول الغرب ومن معه السيطرة على الموضوع بمنع الأسلحة عن فئات بعينها، أو ببث الفرقة والخلاف بين الناس، أو بمساعدة الإيرانيين وأعوانهم بشكل مباشر أو غير مباشر، فالنتيجة لن تتغير، سيفلت الأمر من أيدي الجميع وستغرق المنطقة في بحر من الدماء، لن تبقى إيران بمعزل عنه أبداً، مهما تذاكت وخططت ورسمت وحبكت المكائد والتحالفات.

الوحيدون الذين يستطيعون إيقاف هذه المجزرة هم الشيعة أنفسهم، البسطاء من الناس والطبقات المسحوقة التي لن ينالها من كل هذا سوى الدماء والقتل والتهجير والجوع والخوف، عليهم أن يستعملوا عقولهم ولو لمرة واحدة في مواجهة هذا الاستهبال الديني الذي تربوا عليه وعاشوا عليه ويحسبونه ديناً وهو أشد أنواع الشرك والكفر. هناك من يناديهم ويحاول أن يشرح لهم وأن يوضح الأمور ولكن أصوات هؤلاء مازالت خافتة غير مسموعة مقابل اللغط الإعلامي والدعائي لآلة الإعلام التابعة لولي الفقيه ونوابه. لكن صوت شلال الدم سيوقظ الغافلين ولو بعد فوات الأوان.

معتز فيصل
24.04.2013