حماس و تأنيث المؤنث اصلاً / مصطفى ابراهيم

2/4/2013

هبة تبلغ من العمر 23 عاماً، تقول لي انا درست حتى الصف الثالث الابتدائي في فصل مختلط أي حتى سنة التاسعة، وكان ذلك في نهاية العام الدراسي 1997، ويافا الان سنة ثانية في الجامعة، قالت لي انه منذ العام 2008، لم يكن أي مدرس في مدرستها، وباسل قال لي انه درس حتى الصف الخامس في فصل مختلط نظرا للازدحام الذي كان في المدرسة وكان ذلك في العام 2001.فمع بداية العام الدراسي الماضي اوقفت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” الاختلاط في مدارسها حتى سنة الثامنة، وربما المدارس الحكومية لم ابحث في هذا الموضوع.لا اعلم ما هو السبب الحقيقي الذي دفع حكومة حماس لإصدار قانون التعليم الجديد؟ وهل الهدف هو فرض رؤيتها الاسلامية من خلال تأنيث المدارس؟ ولماذا يتم التأكيد في بعض مواد القانون على تأنيث المدارس وهي مؤنثة أصلاً منذ زمن طويل، ولم يطالب مجتمعنا المحافظ في أي يوم من الايام بالاختلاط او يشجعه؟ولماذا هذا الاحتجاج من قبلنا على الحكومة التي اصدرت القانون وغيره من هذه القوانين الذي تصر على ادخال بعض المواد التي تتحدث عن الشريعة مع ان معظم القوانين هي مستمدة من الشريعة؟حركة حماس بسنها القوانين وبعض القرارات التي تتخذها تسعى الى تعزيز سلطتها ونظامها القائم في قطاع غزة وكل خطوة تقوم بها هي ليست من فراغ فهي خدمة لمشروعها وسيطرتها على قطاع غزة، وتعزيز الفصل مع ما تبقى من الوطن، وكأن قطاع غزة هو كل فلسطين.فالاختلاط في مدارس قطاع غزة وربما في الضفة الغربية لم يكن في أي يوم من الايام السمة السائدة في مجتمعنا الفلسطيني، ولم يكن مطلبا مجتمعيا للفلسطينيين، فالمجتمع الفلسطيني محافظ بطبعه، ويحافظ على الدين وعاداته وتقاليده المستمدة من الدين الاسلامي، حتى مسيحيو قطاع غزة هم محافظين كإخوتهم المسلمين.ومن الطرافة الذي ربما لا تعلمها وزارة التربية والتعليم وحكومة حماس ان المعلمين والمعلمات يعاقبوا بعض الطلاب المشاكسين في الفصول الابتدائية المختلطة بان يجبروه على الجلوس بجوار زميلته البنت كي يضمنوا هدوءه وعدم استمرار مشاكسته.فثقافة الاختلاط غير موجودة في مجتمع محافظ وغالبيته متدينة، ويحافظ على القيم الفلسطينية المحافظة فلماذا يتم وضعها في قوانين، وإظهار الناس وكأنهم غير مسلمين وليسوا ملتزمين بالثقافة والقيم الاسلامية وحماس تريد ادخالهم الدين من جديد، وما هي الخدمة التي تقوم بها الوزارة لخدمة الشعب الفلسطيني للحفاظ على ثقافتهم وهويتهم المصانة والتي تعزز يوميا من خلال التربية التي تقوم بها الاسر الفلسطينية بالإضافة الى المدارس.فالحديث عن ان القانون السابق لم يحترم التقاليد وان الهدف من القانون الجديد هو اصلاح الناس وقيمهم، فهذا اهانة للمجتمع الفلسطيني، فالهدف من القانون هو فرض رؤية حماس وقيمها على الناس في قطاع غزة.حماس لم تمتلك القوة الاخلاقية لتقول انها تريد فرض رؤيتها الاسلامية الحزبية على مجتمع مسلم وهي تستطيع ان تعلن الامارة الاسلامية في قطاع غزة وتطبيق القوانين الاسلامية، وإرضاء بعض المتشددين فيها الذين يرون فيها انها حكومة اسلامية وهي تريد ان تعزز ذلك في تطبيق ما تراه مناسب لخدمة رؤيتها.بالإضافة الى كل ذلك استخدام مصطلحات سياسية، كالتأكيد على الثوابت الوطنية وحظر الترويج للاحتلال، والتطبيع فهذه المصطلحات ليست مكانها هنا في قانون التعليم، المفترض ان يكون منفتحا ومطلا على جميع الثقافات المختلفة، فالناس لديها موقف صارم من قضية التطبيع وتعتبره خيانة، كذلك فيما يتعلق بفرض العقوبات الجنائية واعتبارها خيانة مخلة بالشرف والأمانة، فالوزارة وضعت نفسها مكان القضاء في فرض العقوبات مع ان هذا منظم في قانون العقوبات ومكانه هناك وليس في قانون التعليم.ومع ذلك فحركة حماس تؤنث المؤنث اصلاً، و حتى الان لم يصدر موقف صريح من الحركة وحكومتها المتعلق بسن بعض القوانين المصبوغة بصبغة اسلامية و بفرض بعض القرارات والتعليمات التي صدرت خلال السنوات الماضية المتعلقة بفرض ما يسمى الفضيلة وفرض الحجاب على النساء والزي الاسلامي في المدارس المفروض منذ زمن طويل.
Mustafamm2001@yahoo.com
mustafa2.wordpress.com