القنـَّـاص الـ فوكس...كارلوس أوكس..!!
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
من منطقة "ستوك يارد" التاريخية في ولاية تكساس كان سطوع نجم الطبيب البيطري "كارلوس أوكس" ، فقد عـُرِف بخفة يده في إعطاء الحقن الوريدية و العضلية للبقر و الخيول و الخراف ...
و كان "كارلوس أوكس" غالباً ما تراه يتأبط مسدس البكرة بينما يده اليمنى تـُمسِك محقن خمسين C.C. مع فلاكونة الستريبتومايسين ،،، أما صوته العريض باللكنة الأمريكية , و هو يلوي لسانه ، و خاصة عندما يقول "Ok" فإنك تحسبه عنصر في فرع الأمن أو المخابرات ..لا طبيب بيطري في سهول منطقة "فورت وورث" الخاصة برعاة البقر ،، و مع ذلك فذاك الصوت لا يجدي مع البهائم المسكينة...
و ليكن بعلمك أن "كارلوس أوكس" لا يتخلى عن شيئين ، و هما :
السيجار الكوبي ، و المسدس ..
رغم أن أحدهم حاول أن يقنعه ليحاول على الأقل أن يقلع عن التدخين من أجل صحته فقال له :
- لا تتحجج بإخلاصك للسيجار صديقك ..أسألك ألم تفطمك أمك ؟
- بلى ..
- إذن حليب أمك أم السيجار!!
عنده أخرج "كارلوس أوكس" مسدسه ، و أطلق طلقتين على الهواء و صاح : اترك أمي جانباً ..فلن تفطمَني عن سيجاري و لا عن طلقات مسدسي!!
نعم هو البيطري "كارلوس أوكس" المعروف بالشراسة و كيف لا يتصف بالشراسة وهو الذي يصارع أي ثور بدغدغته من بطنه بإصبعين فيلعن سلسفيل قرونه و اليوم الذي ظهرت له..
و حين :
أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكاً من الحسن حتى كاد أن يتكلما ..
في هذا الربيع "الربيع الأمريكي" , الذي قلب الموازين ، و غيـَّـر الأشخاص و الشخصيات ، فبدأت تهرب الثيران و الأبقار و الخيول ,,, و تهاجر الغربان و الطيور خوف من قنـَّـاصي الربيع ، فلم يبقى سوى البشر في تكساس , و تدهورت الحالة الاقتصادية عامة و حالة "كارلوس أوكس" خاصة ,,, تصوروا أن المجنون أبو كعكة سخر من حالة "كارلوس أوكس" ، فكان رد "كارلوس أوكس" إصابة مباشرة في ساق المجنون بمسدسه و أعلن "أوكس" بعدها أنه قد حان فطامه عن سلاحه التقليدي ...
الحقيقة أن "كارلوس أوكس" انتقل إلى مرحلة أخرى ،، إلى مرحلة ما بعد الفطام ، فقد استلم مهمة خاصة هي قنص ما تبقى من سكان "ستوك يارد" فقد راجت الحركة القنصية مع تدهور الحالة الاقتصادية...
و إذا كان شعار القنـَّـاصة كافة هو :
" طلقة واحدة جثة واحد"
فلا يهم لحساب من يعمل القنـَّـاص , و لكن المهم أن يتصف بثلاث مزايا :
أولها أن يكون ابن حرام مصفــّى...
ثم عزيز النفس ،،،
و آخر تلك الصفات أن يكون صاحب توقيع مميز في الضحية !!
الميزة الأولى ليست بحاجة لشرح ،،، أما الثانية أن اي قنــّاص لا يقنص الأهداف السهلة ، فلا تخشى على نفسك عند إصلاح الستالايت المصاب بالشظايا ، و طلقات الطائشة ،، لأن كل قنـَّـاص لديه عزة نفس ،، فأنت هدف سهل على السطح و المطلوب من القنـَّـاص التحدي و صعوبة الأهداف ..
أما ميزة التوقيع المميز في الضحية فبحاجة إلى شرح :
يجب أن تعلم أن كل قنـَّـاص في منطقة "ستوك يارد" يترك في ضحيته المقنوصة علامة فارقة ، أو ماركة مسجلة ... ليقال عنه أنه "معلم قنص"...
فعلى سبيل المثال
القنـَّـاص أبو "بونز" : يقنص في لوح الكتف و الترقوة..
بينما القنـَّـاصة أم "فينغر" : تحب أن تقنص الضحية من إصبع اليد الوسطى ، لا ندري إن كانت معقدة من تلك الإصبع!
و يقال بأن القنـَّـاص أبو "فاير" : لا يقنص مباشرة و لكن يقنص خزان بنزين السيارة بطلقة حارقة لتحرق من فيها!!
و ليكن بعلمك أن القنـَّـاص أبو "فيزيكس" قنـَّـاص يحب الدساتير الفيزيائية فيحسب سرعة السيارة ، و تسارعها ، و سرعة الطلقة ، و زمن وصولها زجاج السيارة ، و لحظة اختراق كتف الجالس في الكرسي الخلفي ، و مقدار الطاقة الكامنة التي ستكون قاتلة للسيدة الجالسة في الكرسي الأمامي ، بعد أن تخترق الراكب الخلفي...
أعطيتــُـكَ مثالاً عن تواقيع لأشهر قنـَّـاصي "ستوك يارد" أما قنـَّـاصنا "كارلوس أوكس" فحين يريد القنص يشعل السيجار الكوبي ، و يتخيل نفسه أنه القنـَّـاص الأمريكي الشهير "كارلوس نورمان" ثم يتذكر أمجاده حين كان يحمل سرنك خمسبن C.C. ، فيتخيل بأن كل من يلبس بنطال جينز إنما قاعدته هي قاعدة بقرة ، أو ليته لية خاروف ،، فيطلق طلقته ، و على الخلفية المظلومة يوقع توقيعه ،، و هو يغني للمرحوم عبد الحليم حافظ أغنيته بتوزيعها الجديد :
"Ok".........."Ok"
قنصوه........قنصوه..
المارق باللية. قنصوه..
فإذا مررت بمنطقة "ستوك يارد" في ولاية تكساس فعليك الاحتياط لا بالسترة الواقية للرصاص بل عليك بــ كيلوت واقي للطلقات الرصاصية و إلا فلتترحم على خلفيتك الثقافية...
بقلم : فادي شعار