(الإفقار) أم (الإثراء) .. أيهما يمنح "السيطرة"؟!!
كنت بحث عن مقالة قديمة، فوقعت على هذه الكُليمة – بحق – وقد كتبتها في 15/2/1433هـ .. ولا يزال السؤال مطروحا حتى الآن؟!!
لا أنتمي – قطعا – إلى فئة المتفلسفة ... ولكن ذلك لا يمنع من التساؤل عن "أفضل" الطرق للسيطرة على الناس.
بمعنى آخر إذا أردنا السيطرة على (شعب ما) ... أو إجباره على بعض التغييرات الجذرية،والتي تناقض القناعات التي رسخناها بداخله ... إذا أردنا فعل ذلك فهل من الأفضل أن (نفقره) فنشغله بالجري خلف لقمة العيش؟!!! أم أن الأفضل أن نغدق عليه المال،حتى نشغله بالترف عن التغيير الذي يجتاح مجتمعه؟!!
ثم أيهما - "الإفقار"أو"الإثراء" – يشغل الفرد عن الكوارث التي تجتاح أمته؟!!!
كثيرا ما تدور مثل هذه الأسئلة في خاطري ... حين أضبط نفسي متلبسابــ(التفكير)!!! وهذه الأسئلة تثيرها وقائع كثيرة تمر على الإنسان أثناء قراءته... أي أن هناك ما "يرفد"تلك الأسئلة بشكل دائم،مما يدفعها إلى أن تطرح نفسها بين الحين والآخر.
على سبيل المثال .. هناك رسالة القارئ (محمود الشنقيطي) والتي نُشرت عبر رسائل مجموعة الدكتور عبد العزيز قاسم البريدية ...
(الرسالة)
صحيح أننا لسنا أمام (دراسة علمية)،ولا يتخطى الأمر (ملاحظة شخصية)،ولكننا وجدنا ما يصب في نفس المصب .. مثل حادثة يضبط فيها (مواطن) وهو يسرق (علبة حليب) لصغيره ... كما كتبت أختنا الأستاذة ميساء بنت العنزي : ( جامعي - معطل عن العمل - قفز لأحد المنازل لسرقة الأسطوانة الموجودة به فانكسرت يده ليخبر صاحب المنزل أنه إنما احتاج بيعها لتوفير ثمن حليب لأخته الرضيعة التي لم تتجاوز العامين , مبتعثين عادوا بشهاداتهم ولم يجدوا وظائف و يتعالجون الآن عند أخصائيين نفسيين ).{ رسائل مجموعة الدكتور عبد العزيز قاسم البريدية : مقالة (جندوهم قبل أن يجندوا)}. وما شابه ذلك من القصص.
لاشك في أن الأزمة الاقتصادية الأخيرة،ساهمت في صنع واقع جديد يدفع بالناس نحو مزيد من تدهور ظروفهم المالية.
في إطار السؤال المطروح،ولتقريب الصورة نقارن بين رواتب دولتين خليجيتين :
الدولة (أ) :
(الخريج الجديد يبدأ من الدرجة الرابعة : 28750 + علاوة الأبناء للطفل الواحد :600 ).
الدولة (ب) :
صافي راتب المربوط الأول من المرتبة السادسة – والتي يفترض أن يعين عليها خريج الجامعة،إن وجد وظيفة - (4594.90).
لا يتوقف الأمر عند الفرق (الضخم) بين الرواتب ... بل (يدعمه) غياب آلية لمراقبة التجار،مما يتيح لهم فرصة التلاعب بالأسعار كما يشاءون ... على العكس تماما من الدولة (أ)،علما أن الفرق – من ناحية الصرف - بين العملتين طفيف جدا.
كان للسؤال،الذي وضعته على رأس هذه الكلمة،أن يظل معلقا ... لو لا أن انتحار (البوعزيزي) ألقى بظلاله على المراهنة على (إفقار) الناس!!!!!!!!!
أصلح الله أحوال الأمة ... غنيها وفقيرها.
أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي – المدينة المنورة
Mmsh601@gmail.com