المجد يصوغ نفسه قلائدا للنساء وخاصة العراقيات



عندما تتحدث عن المرأة في المجتمع الشرقي – عربيا وإسلاميا تنهض لك ملايين الخلايا و تصرخ مليارات الحناجر أنها ريحانة الروح وإنها عبق الحياة ورحيق الدفق الإنساني الهادر وكل شاعريات الكونّ يرسمونها كالموناليزا لك!وانها تعيش بيننا بموّدة وتحضّر وسعادة تحسدها عليها السيدة ميركل وهيلاري كلنتون وانديرا غاندي على شهوق حقوقها ولذاذة عيشها وإن قمم جبال حقوقها أعلى من سهول حقوق الرجل فلها اعياد عدة:عيد الحب وعيد الأم وعيد المرأة وعيد الزلاطة وعيد الباذنجان ولامانع ان يستحدثوا لها أعيادا بمراسيم جمهورية او ملكية للفت الأنظار وإن مناصبها ونفوذها وحقوقها لاتختلف أبدا عن المناصب الرجالية!!وإنها منذ عهد الفراعنة أقوى من الرجل ويستدلون لك بقوة بإيزيس وآمون لإن قدامى المصريين كانوا يؤمنون بتعدد الإلهة مع تفضيل آمون ع بإعتباره سيد الآلهة وكانت إيزيس رض آلهة الموت! عندهم أقل مرتبة من آمون مع إن سلطانها أكبر من سلطانه لان إيزيس كانت قادرة على إنزال الموت حتى بآمون!
كنت قد نشرت قبل سنوات مقالات حول طلاق المرأة التعسفي لا اسميها بحوثية قدر وجود بؤر آلمية قاسية التصديق فيها يخص طلاق المرأة في التشريعات المذهبية والوضعية القانونية التنفيذية المستمدة من تفاسير هذه الفتاوي الغريبة التي عندما إورد بعضها ليس غرضي الإنتقاص من مفتيها قدر وضعها للمناقشة على مسطحات جوهرة الانسان ،العقل مبتدع العطاء فهنا تجد لزوما غريبا عليك ان تصمت! وتصمت لان الصمت سيد الأخلاق! مناقشة ذلك ونقده تؤدي بك للنار الدنيوية على طريقة شكري بلعيد وتليها النار الآخروية خالدا فيها ابدا! لست هنا في معرض التشكيك العقائدي في البنيان المتخلف للتشريعات التي تدعي تنظيم قانون الاحوال الشخصية في البلدان العربية والاسلامية حسب ضوابط مستمدة تفسيريا من الشريعة الاسلامية وخاصة ماتعلّق منها بقضايا الطلاق الذي ترتفع نسبته أكثر لدينا من أمراض القلب والضغط والسكر والسرطان والآيدز والذي يضّع المرأة حتى في حقها الشرعي والقانوني والاخلاقي بالطلاق في موضع الإتهام ويضيّع حقوقها، لاننا نعي كلنا كيف ينظر المجتمع المتخلف عندما يسمع كلمة [مطّلقة] فيضع اللوم على سلوكها فورا مع إنه ارتسام علني للحماقة في مجتمعاتنا متميز الوقع والسطوع والغباء. لااريد المفاضلة والمقارنة بين رؤية المذاهب فساترك لفطنتكم وإستبحار عقولكم النيّرة وإستبصاركم ،تلك المهمة لقراءة التناقضات التي تخفيها تشريعاتنا المتخلفة من منطلق إسلامي له وقع خاطيء عند التطبيق الذبحي كما اسميه للمراة بالطلاق سيف التسلط الذي يسلبها حقها حتى في ناقوس الفراق ومنع التفكيك الأسري والتدمير النفسي!احتفظ بالمصادر الموثوقة :
شروط المُطِلّق:
اولا البلوغ
فلا يصح طلاق الصبي وان كان مميزا عدا الحنابلة قالوا يقع طلاق المميز وان كان دون 10 سنوات!
ثانيا:العقل
فلا يصّح طلاق المجنون جنونا مطبقا او دوريا ولا المغمى عليه ولا من غاب عقله بسبب الحمى فصار يهذي واختلفوا في السكران!!!!؟
قالت المذاهب الأربعة يصح طلاق السكران إذا تناول المسكر المحرم باختياره أما من شرب مباحا فعاب عقله أو اُكْرِهَ على الشرب فلا يقع طلاقه. وقالت الامامية لايصّح طلاق السكران بحال.
ثالثا: الاختيار
فلايقع طلاق المُكره بالاتفاق عدا الحنفية قالوا يقع طلاق المُكره وتعمل محاكم مصر بعدم الآخذ بطلاق المُكره والسكران.
رابعا :القصد
فلو نطق بالطلاق سهوا... او غلطا... او هزلا فلا يقع الطلاق عند الامامية،أما المذهب الحنفي فيقول يقع طلاق كل شخص ماعدا الصغير والمجنون والمعتوه ،فيقع طلاق الهازل والسكران من محرم والمُكره وان طلاق المخطيء والناسي يقع!! ووافق مالك والشافعي الحنفية بالنسبة للهازل وخالفهم احمد بن حنبل بل قال الشافعي والحنفية لايحتاج الطلاق الى نية! وقالت الامامية لاطلاق الا بّنية.
شروط المُطلّقة:
أن تكون زوجة بإتفاق الجميع ولكن الامامية اشترطوا لصحة الطلاق للمدخول بها غير الآيسة والحامل،ان تكون في طهر لم يواقعها زوجها فيه فلو طلقت وهي في الحيض او النفاس او في طهر المواقعة فسد الطلاق ولكن المذاهب قالوا ان النهي للتحريم لاللفساد يعني ان من اوقع الطلاق بدون تحقق الشروط يأثم ويعاقب ولكن يصح طلاقه! بينما قالت الامامية ان النهي للفساد لاللتحريم لان مجرد التلفظ بالطلاق غير محرم وإنما القصد وقوع الطلاق لغوا كانه لم يكن تماما كالنهي عن بيع الخمر والخنزير فان التلفظ بالبيع لايحرم بل لا يتحقق النقل والإنتقال.
ان المذاهب الاربعة أجازت الطلاق بكل مادل عليه لفظا وكتابة وصراحة وكناية مثل أنت علي حرام واذهبي وتزوجي وحبلك على غاربك وإلحقي بأهلك وأجازت ان يكون الطلاق مقيدا ومطلقا مثل ان خرجت من الدار فأنت طالق وان كلمك أباك فأنت طالق وأن فعلت انا كذا فأنت طالق و كل امراة أتزوجها فهي طالق فيقع الطلاق بمجرد حصول العقد عليها وأجازت وقوع الطلاق ثلاثا بلفظ واحد...وأجازت الطلاق بتفويضه إلى المرأة او إلى غيرها..
اما الامامية فيضيقون دائرة الطلاق الى اقصى الحدود ويفرضون الشروط الصارمة على المطلق والمطلقة بل وصيغة الطلاق وشهوده لان الطلاق هدم لكيان الاسرة وقد اخذت الحكومة المصرية بالكثير من شؤون الطلاق بالمذهب الامامي؟! وهذه مفارقة لان المذاهب الاربعة لم تشترط الإشهاد لصحة الطلاق بخلاف الامامية الذين اعتبروه ركنا.
اليس هذا تسديد علني لقنابل مدفعية ميدان على الاسرة وبنائها الذي أراده الدين الحنيف؟ بل قال الإمام مالك رض ((لو عزم الرجل ان يطلق إمراته يقع الطلاق بنفس العزم))!!
عرفتم بعض حقوق المرأة؟ عرفتم لم الصمت أفضل وطلاق المقالات اوجب؟!! هذا بعض السبب!! عرفتم لم قد يحرّمون حتى 8 آذار؟
عاشت المرأة دما في اوردتنا وشرايينا وتحية لها في كل يوم باسقة شاهقة سامدة ناهضة بقيادتها للأسرة وخاصة نساء العراق فقد عانين مالم تعاني أي من نساء الكون وصبرن صبرا مستحيل التصديق ولليوم يبحث المجد عنهن ليصوغ قلادات التكريم ففي كل يوم لهن عيد آذاري!
عزيز الحافظ