أمي
كم وارى التراب عيونا ... سحر وحور مقلتاها
ووجوه أضوت بحسن ... وقدود عشقنا حلاها
وما أوغر النفس بحزن ... من مات أو رحل سواها
أمي ومن بعدها أمن ... ومن يهدي الحنان عداها
ومن قبل ما بكت عين ... بكسر الفؤاد إلاهـــا
إنها الدنيا وما بها أمن ... وما بعد الأمان نرتجي محياها
ورغم الدنى بطبعها علمتني ... هي قدور بالكبد نحياها
ما رفض للعيش يؤلمني ... وما كنت للفتن أهواها
وما لوما لغيري يؤرقني ... وما لطول العمر محلاها
وما بيا اعتراض إنما حزن ... وما تملك بالنفوس سواها
ألفنا تيه النفوس ... سمات تكسو محياها
ترى الوجوه قفار ... وإن زان الجمال بهاها
ضحكات طفل وحزن ... فقدنا حسا لمعناها
رب أشجان الليالي ... أظلمت للنفس سماها
أو رب للشيب أيادي ... تورث النفس مداها
علها حكمة لسهادي ... أو للمنية قربت وداها
لكني لدربي زاهد ... وليتهم يدركون مناها
جنة وجنان رب أكرم... يدعونا .. دوما لنغشاها
لكننا للحق بجهل... صم وعمي .. نلهو وننساها
والدنيا متعة وغرور ... ولا يأمن بشرا خباها
تزهو فتغري غافلا ... تحلو فتنسينا جواها
أرى السماء نداء علن ... ماتت من كنا نكرمك لذاها
إلاك يا ربي قيوم كون ... ومن رفع للأرض سماها
فاغفر لأمي وارحم بحن ... ومن سواك الكريم لداها
وهي الصبور لطبع عيش ... وما سألت غيرك منتهاها
والحق بها نفسي لأمن ... فلغير وجهك ما سجدت علاها
جمال عمر