نفترض انك تعيش فى قريه صغيره تحكمها تقاليد معينه ريفيه اعتاد عليها الناس منذ زمن بعيد حتى وان كانت تلك التقاليد لا تتفق مع العقل او المنطق او الدين وانما هى عادات الفها الناس واصبحت عندهم كالمأكل والمشرب لا يستطيعون التخلص منها بل اصبحت موروثات شعبيه لديهم واصبحت اساس للتعارف بينهم بل واصبحت تمثل اخلاقياتهم ونظامهم المعهود رغم ان تلك العادات تخالف امورا شرعيه متعدده فهل يمكن ان نقضى عليها مره واحده وكيف نتخلص من تلك العادات السيئه وباى اسلوب نتخلص منها وهل سيستجيب الناس لهذا التغيير وهل سيسكت الناس على من يريد التغيير وعزلهم عن موروثات عاشوها والفوا عليها بالتاكيد سوف يعترضون ويقامون من يريد ان يخلصهم من عاداتهم وموروثاتهم بل يمكن جدا ان يحاربوه ويقاتلوه وتسفك الدماء بسبب ذلك وتنتشر الجرائم وترتكب الاثام بل وممكن جدا ان يحدث انفلات امنى داخل القريه وفوضى وكل ذلك لن يحل المشكله بحال بل يزيدها صعوبه هذا من ناحيه
ومن ناحيه اخرى نفترض ايضا انك تعيش فى نفس القريه وتلك القريه ليس بها مقومات الحياه الطبيعيه فالقريه الصغيره ليس فيها شبكه للمجارى لذا نجد مياه الصرف تملأ الشوارع مما ينشر الامراض المستعصيه وبسبب تلك المجارى الطافحه فى الطرقات انتشر التيفود والحمى والبلهارسيا وامراض اخرى اصابت اهل القريه الفقراء اصلا كما ان الناس فى تلك القريه بسطاء للغايه فالشباب لا يجد عملا او حتى سكنا والنساء يعملن غالبا فى امور الفلاحه والزراعه كعمل ترفيهى وتضييع للوقت احيانا كما ان وجهاء القريه بعض الرجال معدودين على الأصابع لا يهتمون بالفقراء فحينما تاتى دوره البرلمان يراهم اهل القريه وهم يتكلمون عن الحلول السحريه للبطاله وغيرها ويكتشف اهل القريه انهم مجموعه من المنافقين واللصوص حينما نجحوا وصعدوا البرلمان لم يحققوا الا مصالحهم ناهيك على انهم نهبوا ثروات الفلاحين واراضيهم
فالبطاله منتشره بين شباب القريه والعنوسه والامراض وليس هناك مستشفيات لرعايه المرضى وليس هناك جمعيات لحل مشكلات الشباب وليس هناك اى خدمات تعليميه او صحيه او غيرها ناهيك على عدم وجود توعيه ثقافيه فقد خيم الفقر والجهل والمرض على اهل القريه كما انه ازدادت معدلات البطاله والجريمه مع انعدام الخدمات الأساسيه مع انعدام الوعى الثقافى والعلمى وتنامى الفقر والحاجه وقله الموارد وطغيان التخلف وقله الوعى الدينى ادى ايضا الى انعدام الاخلاق وظهرت عادات مخالفه للشريعه وبدع ليس لها حصر حتى صارت تلك العادات والبدع فى حكم القانون ومع انتشار الامراض والعجز مع عدم استغلال الارض او استغلال القوه البشريه لعدم وجود رؤيه واضحه لتطبيقها مع عدم وجود الدافع لذلك مع عدم انتشار التربيه الثقافيه مع عدم وجود الحافز لها مع انتشار البطاله بين الشباب ادى كل هذا لاحداث تنافر طبقى فسيطر وجهاء القريه على مقدرات الفقراء فاستغلوهم واستعبدوهم واعطوهم الفتات وسرقوهم وانشئوا قانونا يحميهم واضر بالفقراء بسطاء القريه واهلها الكادحين
وفى قلب هذا الزخم وتلك الاعاجيب وذلك الذى افترضناه وهو واقع نراه كل يوم هل تستطيع ان تفرض على هؤلاء الناس نظاما جديدا هل تستطيع ان تتطالبهم بان يتقوا الله ويطبقوا شريعته على انفسهم وان من يسرق منهم تقطع يده ومن يرتكب جرما يعاقب تبعا للشريعه واذا ظهرت لهم وقلت هذا الكلام علنا هل سيقبلوه منك ام سيعارضونه ويقذفونك بالطوب ويسخرون منك
سوف تقول ان تطبيق الشريعه امر لابد منه وهو واجب دينى اصلى لا مفر منه فرضاهم من عدمه لا يهم ولا يؤخذ رايهم هنا فهم عبيد الله مامورون بتنفيذ شرعه لابد من عقابهم ان رفضوا تطبيق الشريعه عليهم
اى انك تريد تطبيقها بالقوه ولا يهم من تطبق عليهم الشريعه
هذا الموقف يطرح سؤالا هاما هل الشريعه التى تريد تطبيقها تقرر ان يظل الناس فقراء جوعى لا يجدون قوت يومهم ولا يجدون عملا وسكنا يؤؤيهم وخدمات ترعاهم ومرتبا يكفيهم هل الشريعه تقرر ان يستمر استغلالهم ونهب مقدراتهم وسرقه اراضيهم واستعبادهم هل الشريعه تقرر وجود طبقه للوجهاء واخرى للفقراء المطحونين اليس من قواعد الشريعه العدل والمساواه وارساء قواعد العداله والكرامه والحريه والمساواه اليس اولا ان اوفر للناس سكنا وعملا وحياه كريمه قبل ان احاسبه على ترك امر او واجب معين
هل من الشريعه ان اقطع يد من سرق لياكل ويعيش هل من الشريعه ان اقطع يد فقير معدم محتاج واترك ناهبى ثروات البلاد والعباد سارقى الاراضى وناهبى اموال البنوك وهى بالملايين
هل من الشريعه ان اعاقب مجرما استولى على قطعه ارض ليسكن فيها هو واسرته واترك من سرق الوطن وباعه للعدو اى شريعه تلك التى تحارب الناس وتعريهم وتجردهم من ادميتهم وتحولهم الى قطاع طرق ولصوص بدلا من ان تصلحهم
هل من الشريعه ان اطبق حدا فى زمن شيوع البلوى والفساد وفى ظل الدمار الذى نراه كل يوم ناهيك عن فساد الذمم والضمائر وانتشار المرض والمجاعه ونهب الثروات وانتشار الانحلال الخلقى مع انتشار البطاله
والتضخم والفقر والنفاق والرياء والكذب حتى من الشيوخ والائئمه
هل من الشريعه ان احاسب من لا يجد قوت يومه ومن لا يجد مسكنا يؤويه وياكل من اكوام الذباله هل من الشريعه ان اقاتل الناس من اجل الاختلاف حول الفروع والقشور وان اطلع السلم من اخره ليس من اوله تدريجيا هل من الشريعه ان اكفر الناس بالشبهات لأنه لم يطلق لحيته فهو كافر ولأنها لم ترتدى النقاب فهى كافره هل من الشريعه ان اجعل من الشكل جوهرا ومن ليس معنا فهو ضال وماواه جهنم وبئس المصير هل من الشريعه ان احاسب الضعيف واترك القوى هل من الشريعه ان اعاقب الفقير واترك الغنى هل من الشريعه ان يترك رجال الاعمال والوزراء واعضاء البرلمان ينهبوا ويسرقوا ثروات الشعب ولا احاسب احدا منهم هل من الشريعه ان يعتلى السوقه والتافهين سده الحكم ويتحكموا فى العباد والبلاد هل من الشريعه ان انشىء دوله من اللاهوت يحكمها قراصنه الدين يتحكموا فى الناس وينشرون التمييز بين ابناء الشعب الواحد ويزرعون التعصب والدجل والنفاق بين الناس وينشرون الفوضى والهبل الذى نراه كل يوم هل من الشريعه ان تمتلك فئه التحكم فى مصائر الناس !كل تلك التساؤلات تطرح اجابات متعدده وعلامات عجب واستفهام فالذين ينادون اليوم بتطبيق الشريعه لا يفهمون بل لا ينظرون لواقعهم فهم يعيشون فى غيبوبه باختصار هم لهم دولتهم وباقى الناس لهم دوله مختلفه عنهم فمن ينادون بتطبيق الشريعه ليس عندهم مشاكل فى حياتهم فليس فيهم فقير او محتاج وليس عندهم اى مشاكل فالاموال موجوده والمنح تاتيهم من الداخل والخارج فليس لهم شان بالناس فهؤلاء الناس ليسوا مسلمين مثلهم وليس لهم حق الحياه وتجد احد شيوخهم يمتلك المليارات والقصور والعمارات ويخرج على الفضائيات ليحدث الناس عن ان القناعه كنز لا يفنى !ونكتشف ان ما يقوله شعارات وكلام للاستهلاك المحلى وتحليه بضاعه!
والحقيقه ان المساله تحتاج الى اعمال الفكر والعقل والنظره الى الواقع اولا اننا جميعا محل مساءله ومحاسبه ويجب ان ينصلح الجوهر قبل المظهر ان نهتم باصلاح النفس قبل اصلاح اللحيه ان نطهر نفوسنا من الرياء والنفاق والحقد والحسد وكل الشرور بانواعها قبل تطهير الثياب يجب ان نرسخ القيم الاسلاميه العظيمه فى نفوسنا اولا من حسن الخلق والتواضع والحب والحريه والكرامه يجب ان ننشر العداله والمساواه اولا قبل ان نحاسب الناس ان نمنح الجميع حق الحياه قبل ان نطالب بقتلهم ان نوفر للناس الغذاء والكساء والعمل قبل ان نتهمه بالسرقه ونطالب بقطع يده ان نحقق العداله الاجتماعيه والمساواه والشفافيه وان يكون الجميع سواء وان يحاسب الكبير قبل الصغير الغنى قبل الفقير ان نحقق التكافل الاجتماعى وان ننهض باوطاننا علميا وثقافيا واقتصاديا فلابد من العطاء قبل المسائله والمحاسبه ان نوفر للناس الامن ورغيف العيش واسطوانه الغاز والمسكن والعمل حتى نستطيع ان نحاسبه ان نقضى على التمييز والتعصب والتطرف والبلطجه ونخلق مجتمعا امنا عمليا منتجا واسره كريمه اخلاقيه عامله منتجه وثقافه مميزه تربويه وسطيه عاقله ان ننمى روح الاخاء والتكافل والانتاج وثقافه التسامح والحب والفضيله
ان نغير ما بانفسنا الى الصلاح واالتقوى ان ننشر الدعوه بالحسنى وليس بالكرباج والسب واللعن وتكفير هذا وتضليل ذاك ان تكون الامه يد واحد وفكر واحد وقلب واحدان نقضى على الفساد العام وان ننشر ثقافه العمل ومساعده الاخرين ننشر ثقافه النهضه والانتاج وصناعه وطن قوى ناهض تنموى وفرد صالح اخلاقى متميز واسره مميزه اخلاقيه ومجتمع صالح عملى منتج
إن أي قانون لا يمكن أن يحقق نجاحاً إلا في مجتمع يؤمن به، ويحس بأهميته، وإلا صار مجرد نظريات لا قيمة لها، ولذلك لم تنزل التشريعات الإسلامية في المجتمع المكي، لأن الغلبة فيه للكفار، بل بدأ نزول التشريعات في السنة الثانية من الهجرة، بعد تمكن الإسلام في المدينة المنورةوبحسب قرب المجتمع أو بعده عن تعاليم الإسلام ، وبحسب إيمان أفراده بهذا الدين يمكننا أن نطبق تشريعاته تطبيقاً صحيحاً. أما إذا طبق هذا الدين في مجتمع يرفع شعار الإسلام ، ولكنه لا يلتزم بكثير من أحكامه فإنه سيلد مسخاً مشوهاً، كما حصل في بعض الدول الإسلامية التي بدأت بتطبيق الحدود قبل تهيئة الناس لذلك. إذا لابد أن يسبق التطبيق تعديل الأوضاع الأسرية والاجتماعية والتربوية والاقتصادية والإعلامية المخالفة لتعاليم الإسلام، ولابد من تهيئة المناخ الملائم لهذا التطبيق. ومن أشهر أمثلته ما وقع من الْخَلِيفَةِ الرَّاشِدِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ؛ فَإِنَّهُ جَاءَ إلى الحُكْمِ بعدَ مظالِـمَ اقترفَهَا بعضُ الذينَ سبقُوهُ، فتدرَّجَ في الإصلاحِ ولَـمْ يتعجلْ في التغييرِ، فدخلَ عليه ولدُهُ عبدُ الملِكِ، فَقَالَ لَهُ: «يَا أَبَتِ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَمْضِيَ لِـمَا تُرِيدُهُ مِنَ الْعَدْلِ؟ فَوَاللهِ! مَا كُنْتُ أُبَالِي لَوْ غَلَتْ بِي وَبِكَ الْقُدُورُ فِي ذَلِكَ».قَالَ: «يَا بُنَيَّ ! إِني إِنَّمَا أُرَوِّضُ النَّاسَ رِيَاضَةَ الصَّعْبِ، وَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُحْيِيَ الْأَمْرَ مِنَ الْعَدْلِ، فَأُؤَخِّرَ ذَلِكَ حَتَّى أخرجَ مَعَهُ طَمَعاً مِنْ طَمَعِ الدُّنْيَا، فَيَنْفِرُوا مِنْ هَذِهِ وَيَسْكُنُوا لِهَذِهِ
أن شعار تطبيق الشريعة تحول إلي مادة للصراع السياسي بين القوى السياسية المتناحرة بدلا ً من أن يكون مادة تجتمع عليها القلوب وتخشع عندها النفوس.وقد ساعد على ذلك أن بعض الذين يحملون لواء التطبيق الفوري للشريعة لا يعجبهم أحد ولا يرضون عن أحد.. بدء ً من د/ مرسي رئيس الجمهورية الحامل للقرآن والذي وعد مرارا ً بتطبيقها .. ومرورا ً بالأزهر وعلمائه ودعاته العظام.. وانتهاء ً بكل من يريد التدرج أو التأني في التطبيق حتى يتم على وجه صحيح يحبب الناس في الشريعة ولا ينفرهم منها.
وبعض هؤلاء ليسوا من أهل العلم أو الفقه أو البذل والعطاء أو التجربة في مثل هذه القضايا الشائكة.. وهم يطلقون تصريحات متشنجة تضر مشروع الشريعة أكثر مما تنفعه.. وبعضها يثير فزعا ً وهلعا ً من الشريعة بدلا ً من طمأنة الآخرين الذين يحبون الإسلام ويرغبون في الشريعة.. ولكنهم يريدون أن يطمأنوا إلي طريقة التطبيق وسلامته.
وكان من الأولى أن يتصدر المشهد في أمر تطبيق الشريعة العلماء والحكماء والفقهاء وأهل القانون وعلوم الشريعة.. بدلا ً من بعض الذين ينفرون الناس من الشريعة صائحين هائجين.. "..ان - الشريعة الإسلامية أكبر من أن تكون مجرد كلمات في دستور أو بنود قانونية مكتوبة.. فالشريعة الإسلامية موجودة في مصر قبل نشأة الدساتير .. وستكون موجودة حتى لو لم تكتب في الدستور..
الشريعة الإسلامية مكانها الطبيعي والأصلي هو القلوب والنفوس والضمائر.. ولو أنها كتبت في كل مواد الدستور وكل القوانين ولم تكن موجودة في النفوس والضمائر والقلوب لما كانت هناك قيمة لهذه الدساتير والقوانين ولفرالناس منها .. وهذا يحدث الآن في قوانين المواريث الشرعية فلا يورثون البنات شيئا ً ويتحايلون على القانون.. ويفعلون ذلك أيضا ً مع قانون الأحوال الشخصية وهو مستمد أيضا ً من الشريعة الإسلامية.
- هناك اعتقاد خاطئ لدى الكثيرين أنه بمجرد كتابه " أن الشريعة هي المصدر الرئيسي للقوانين " سيحل الخير ويذهب الشر .. وتأتي الطهارة ويذهب الفساد .. دون إصلاح حقيقي وجذري للنفوس والقلوب والأفئدة والضمائر التي تلوثت وتعودت على الحرام الحقيقي وألفته وأصبح معتادا ً لديها .. إن الجهاد الحقيقي يقع على الدعاة والمصلحين والمربين وبعدها يأتي دور القوانين
ان الذين يريدون ان يفرضوا على الناس اسلوبا لحياتهم معين او نظاما ما لن يستطيعوا ان يفرضوه بالقوه كما قلنا مسبقا ان اصلاح النفس وتطبيق قواعد العداله والحريه والمساواه والاخاء والاخلاق الحسنه اهم بمكان من تطبيق حد السرقه مثلا
كما ان السعى لانشاء مجتمع اخلاقى فاضل اهم من تطبيق الحدود والذين ينادون بتطبيق الشريعه لا يقصدون غير الحدود فلا تهمهم المسائل الاخرى الهامه والتى هى لب الشريعه فتحقيق العدل والاخاء والمساواه ونشر الوسطيه والتسامح والتكافل ونشر القيم النبيله هى اصل الشريعه كما انه انشاء مجتمع فاضل اخلاقى عملى متعلم ومنتج ونهضوى هو اصل من اصول الشريعه فلا عباده من دون خشوع ولا نهضه من دون انتاج وصدق واتحاد واصرار وكفاح ولا شريعه من دون اساسيات
فالكرباج لا يصنع ابداعا او يصنع تطبيقا وانما يصنع رهبه وكرها وخوفا
والذين ينظرون الى تطبيق الشريعه على انها مجموعه حدود فهم حمقى لانهم لا يضعون فى الاعتبار اهم ما فى الشريعه وهو اصلاح النفس اولا فهل يجوز تطبيق الاسلام على منحرف نفسيا واخلاقيا لا يستقيم هذا ثم انك حينما تحصر الشريعه فى بضعه حدود فقد ظلمت الشريعه وارتكبت جرما كبيرا فى حق الله ورساله رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم والتى اصلها ودعائمها حسن الخلق واصلاح النفس وجهادها وتطهيرها والذين يطالبون بتطبيق الشريعه لا يفهمون لا فى الشريعه ولا فى الادب لانه قبل ان تقطع يد سارق عليك ان توفر له الماكل والمسكن والحياه الكريمه اولا فان سرق بعدها فاقطع يده
ونحن لسنا ضد تطبيق الشريعه بحال اما ان تطبقها بهذا الشكل وفى هذا الجو الفاسد الملبد بملايين الشبهات فلا يجوز ابدا لاننا سوف نجد كل يوم مئات الشهود الزور امام المحاكم لنقطع يد هذا ونجلد ذاك ومن يدفع اكثر نقف بجانبه وسوف يتم استغلال الشريعه اسوء استغلال وتصبح عرضه للسخريه والاهانه وهذا لا يجوز شرعا وسوف ندخل فى مزاد علنى من اجل تمزيق الشريعه وتتحكم لغه المال فى العقول فلا تنسى انك فى عصر فقر وانحلال اخلاقى متمكن فى النفوس
اننا بحاجه اولا الى الاصلاح الذاتى اولا ثم بناء قوتنا الاقتصاديه ثانيا حتى لا تقوم ثوره بسبب الجوع والفقر فنحن أبعد ما يكون عن إصلاح أنفسنا.. و الغش و الكذب و الحقد و الطمع و خراب الذمم و النفاق و الانتهازية و الفسوق و الانحلال، هي الأخلاق السائدة و الطباع الغالبة على الكبير و الصغير. و بالكلام عن زعامة تستطيع أن تغير أحوالنا في أربع و عشرين ساعة و تنشر الفضيلة بقرار وزاري.. كلام فارغ.. و الكلام عن جماعة إسلامية تغيرنا بالقهر و بالقمع و بالضرب على الأيدي كلام أكثر سذاجة.. إن الكرباج لن يصنع سوى الخوف.. و الخوف لن يؤدي إلى فضيلة و إنما إلى العكس.. إلى النفاق و المداراه.. و دور الإسلام إذن ليس الجنازير و لا التأديب بالشماريخ.. و لكن الدعوة بالتي هي أحسن.. و نشر الأخلاق بالقدوة الحسنة و الكلمة الطيبة.. و إحياء الضمائر في الناس.. ليبدأ كل إنسان رحلة تأديب نفسه و إصلاح نفسه بنفسه ثم نتحول الى اصلاح الاسره ثم المجتمع وسوف نجد بعد هذا العمل الشاق اننا فعلا نطبق الشريعه دون ان تسن فى قوانين او تكتب فى دستور